9 محرم 7 هـ
22 أيار 628 م
يوميّات غزوة خيبر ووادي القُرى ومُصالحة أهل فَدَك وتَيْماء: اليوم الثالث والثلاثون

غزوة خَيْبَر (الإقامة بالنَّطاة) (معاملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لليهود على الزرع)
وفيه استمرّت إقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه المسلمون في #~~~خيبر~~~# وقد فتحها الله عليه …

حتى تستقر الأمور فيها ويجمع المسلمون المغانم ويقدّروا الأرض ويتأكدوا من عدم وجود بقيّة مقاومة في أي مكان.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم من يُنادي في الجيش يقول: «أدّوا الخيط والمخيط فإن الغلول عار وشنار ونار يوم القيامة»، فلا يحلّ لأحد أن يأخذ من أموال الغنيمة شيئًا حتى تُقَسَّم، واستعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم فروة بن عمرو البياضي ومعه مجموعة من الصحابة على جمع الغنائم وحراستها وحصرها حتّى يُقَسِّمها، ووجدوا في الغنائم مصاحف فيها التّوراة، وجاء اليهود يطلبونها، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم بردّها إليهم.
وقسَّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم الغنائم، وأعطى النساء اللاتي خرجن معه هدايا من الخُمس، فأعطى أميّة بنت قيس بن أبي الصلت -وكانت شابّة صغيرة- قِلادة، فألبسها إيّاها على عنقها بيده الشريفة، فكانت تعتزّ بها جدًا ولا تخلها وأمرت أن تُدفن معها.
واستشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جبريل عليه السلام في قسمة خُمس خيبر، فأشار عليه أن يقسمه في بني هاشم وبني المُطّلب، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجاء جبير بن مُطعم وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالا: “يا رسول الله هؤلاء إخواننا من بني هاشِم لا نُنكِر فضلهم لمكانك الذي وضعك الله به منهم، أفرأيت إخواننا من بني المُطَّلِب، إنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة، أعطيتهم وتركتنا”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن بني المُطَّلِب لم يُفارقوني في الجاهليّة والإسلام، دخلوا معنا في الشِّعب، إنما بنو هاشم وبنو المُطَّلِب شيءٌ واحِد»، وشبَّك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصابعه.
وجاء من تبقّى من يهود خيبر يقولون: “يا محمد نحن أرباب النخل وأهل المعرفة بها”، فاستعملهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم على زراعته وما تحته من الزرع -وكانوا يزرعون تحته الخضروات والفواكه والحبوب-، ولهم نصف ما أنتجت الأرض على أن يخرجهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متى أراد.