13 ذو الحجة 6 هـ
27 نيسان 628 م
يوميّات غزوة خيبر ووادي القُرى ومُصالحة أهل فَدَك وتَيْماء: اليوم الثامن

غزوة خَيْبَر (الإقامة بالرَّجيع اليوم الأوّل) (حصن ناعِم اليوم الثاني)
وفي ليلته كان المسلمون يقاتلون أهل حصن #~~~ناعِم~~~# في منطقة النَّطاة، وقد عسكروا ناحية الجنوب الغربي، …

وجاء محمد بن مسلمة بعدما طاف بالمنطقة يبحث عن مكان أفضل لمُعسكر الجيش، فقال: “يا رسول الله، وجدت لك منزلًا”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «على بركة الله»،  وتحرّك النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بالجيش شمالًا جهة الشَّام، فتكون حَرَّة خيبر بينهم وبين العدو، فساروا حوالي 2 كم في نصف ساعة تقريبًا حتى وصلوا #~~~الرجيع~~~#، فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا الليل وهي الليلة الأولى.
وفي الفجر، صلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمسلمين الصُّبح، واستخلف على من في المُعسكر عُثمان بن عفّان، ثم خرج بالجيش إلى خيبر للقتال، يحملون الرايات والسلاح ويلبسون الدّروع، فساروا حوالي 1.5 كم في ثلث ساعة تقريبًا حتى دخلوا خيبر من جهة النَّطاة، وأقاموا يُحاصرون حِصن ناعِم ويُقاتلون من فيه.
وفي صبيحته، كان يسار -وهو عبد حبشيّ- لعامِر اليهودي يرعى غنمه، فلمّا رأى أهل خيبر يتحصنون ويقاتلون سألهم فقالوا: “نُقاتِل هذا الذي يزعُم أنّه نبيّ”، فوقعت هذه الكلمة في نفس يسار موقعًا وأصابت قلبه، فذهب بالغنم يسوقها، حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، فقال: “يا محمد ما تقول؟ ما تدعوا إليه”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أدعوا إلى الإسلام، فاشهد أن لا إلاه إلا الله، وأنّي رسول الله»، قال يسار: “فما لي؟”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «الجنّة إن ثَبَتّ على ذلك»، فأسلم يسار وقال: “إن غنمي هذه وديعة يا رسول الله، فكيف أتصرّف بها؟”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «أخرجها من العسكر، ثم صِح بها وارمها بحصيات، فإنّ الله عزّ وجل سيؤدي عنك أمانتك»، ففعل ذلك يسار وسارت الأغنّام كأنّ أحدًا يسوقها حتى دخلت الحِصن، وعادت لصاحبها اليهودي، فعلم اليهودي أنّ عبده يسار قد أسلم.
ووعظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم المسلمين وأعطاهم الرّايات، فخرج معهم العبد الأسود فقاتل حتى قُتِل، فحملوه فدخلوا به خيمة في المُعسكر، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم في الخيمة، ثم أشاح بوجهه عنه، وقال: “لقد كرّم الله هذا العبد الأسود وساقه إلى خيبر، وكان الإسلام من نفسه حقًا”، قالوا: “يا رسول الله لم أشحت بوجهك عنه؟”، قال صلى الله عليه وآله وسلَّم: «رأيت عند رأسه زوجتين من الحور العين»، وأقاموا النّهار يقاتلون اليهود، وغربت الشَّمس وهم هناك.

بعث مُحيصة بن مسعود إلى يهود فَدَك
وفي ليلته أمسى مُحيصة بن مسعود عند #~~~العشاش~~~# متجهًا إلى #~~~فَدَك~~~#، يدعوا اليهود بها للإسلام، فصلى المغرب والعشاء وأقام أوّل الليل ثم سار حوالي 20 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصل #~~~وادي جبار~~~# وقت صلاة الصُّبح فصلاه بها أو قريبًا منها ووقف للاستراحة.
ثم سار حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصل #~~~المضيق~~~#، فوقف للاستراحة وغربت الشمس وهو هناك.