8 ذو الحجة 6 هـ
22 نيسان 628 م
يوميّات غزوة خيبر ووادي القُرى ومُصالحة أهل فَدَك وتَيْماء: اليوم الثالث

غزوة خَيْبَر (الطريق إلى خَيْبَر)
وفي ليلته أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه المسلمون عند #~~~الغابة~~~# متوجهين إلى #~~~خيبر~~~#، …

فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل، ثم ساروا حوالي 15 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~البتراء~~~#، ثم حوالي 9 كم في ساعتين حتى وصلوا #~~~المُندَسَّة~~~# وقت صلاة الصُّبح، فصلوه بها أو قريبًا منها، ووقفوا للاستراحة.
ثم ساروا حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~بُواط~~~#، ولمّا نزلوا كانت أُميّة بنت أبي الصلت الغفاريّة رضي الله عنها قد استأذنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخروج معه فأذن لها فكانت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم تركب على حقيبة أمتعته، فلمّا كان الصباح داهمها الحيض فنزل على حقيبة الرّحل -وكانت أوّل حيضة تحيضها- فجلست عند الناقة وقد اعتراها الخجل لا تدري ما تفعل، فلمّا رأها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورأى الدمّ على الحقيبة قال لها: «لعلّكِ نفست»، قالت: “نعم”، قال: «فأصلحي من نفسك، ثم خُذي إناء من ماء، ثم اطرحي فيه مِلحًا واغسلي ما أصاب الحقيبة ثم عُودي»، ففعلت رضي الله عنها[^1].

[^1]: وكانت رضي الله عنها بعد ذلك لا تتطهر من الحيض إلا وضعت فيه الملح لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم لها، وأوصت أن تُغسَّل بماء فيه مِلح، وسيأتي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أعطاها قِلادة من الغنائم علّقها في رقبته بيده الشريفة، فكانت تعتز بذلك جدًا ولا تخلعها من عنقها وأوصت أن تُدفن معها.