7 ربيع الأول 11 هـ
5 حزيران 632 م
يوميّات سريّة أسامة بن زيد إلى أُبْنَى والانتقال الشريف للرفيق الأعلى: اليوم الثاني عشر

تمريض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وجعه
وفيه استمرّ وجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم من الحُمّى والصُداع، وكان يتألّم منهما كثيرًا فيغيب ويفيق، …

فيخرج للصلاة ويعود لمرقده مباشرة، وارتفعت حرارته جدًا وأمر أهل بيته أن يصبّوا عليه الماء لتخفيف الحرارة، وكلّما أفاق قال: «أنْفِذُوا بعث أُسامة!»، يعني سريّته رضي الله عنه إلى أُبْنَى، ولمّا أفاق قليلًا صلى الله عليه وآله وسلَّم قال: «هريقوا علي سبع قِرَب من آبار شتّى، حتى أخرُج إلى الناس فأعهد إليهم»، فأقعدوه صلى الله عليه وآله وسلم، وصبّوا فوق رأسه حتى صار يقول: «حسبكم…حسبكم»، ثم خرج بين علي بن أبي طالب والعبّاس رضي الله عنهما، رابطًا رأسه، فجلس على المنبر، ثم تكلّم فصلّى على أصحاب أُحُد واستغفر لهم، ثم قال: «إنّ عبدًا من عباد الله خيّره الله بين الدنيا وما عنده، فاختار ما عند الله»، ففهمها أبو بكر وعرف أنّه يريد نفسه، فبكى، وقال: “بل نحن نفديك بأنفسنا وآبائنا”، فتهامس الناس: “لم يبكي أبا بكر؟!”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «دعوا لي صاحبي…على رسلك يا أبا بكر»، ثم قال: “انظروا هذه الخوخات اللافظة في المسجد، فسدّوها إلا خوخة أبا بكر”.

سريّة زيد بن حارثة إلى أُبنى من أرض الشام
وفيه استمرّ المسلمون يأتون من أطراف المدينة ومن حولها للانضمام لجيش أُسامة بن زيد رضي الله عنهما عند معسكرهم بـ#~~~الجرف~~~#، والناس مترددون في الخروج لتعب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشديد، وإشفاقهم عليه، وأُسكِت الناس بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم عن أهليّة أسامة رضي الله عنه وأبيه في إمارة الجيوش.