6 ربيع الأول 11 هـ
4 حزيران 632 م
يوميّات سريّة أسامة بن زيد إلى أُبْنَى والانتقال الشريف للرفيق الأعلى: اليوم الحادي عشر

تمريض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وجعه
وفيه لمّا رأت أسماء بنت عُميس، ونساء من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم شدّة توعكه وتألّمه، …

فلَدَدْته النساء -سكبن دواءً مخصوصًا- في فمه صلى الله عليه وآله وسلَّم كانت تعلمته أسماء بنت عُميس في الحبشة -أثناء هجرتها الأولى-، تسكبه في جانب فمّ المحموم للعلاج من مرض ذات الجَنْب -نوع من الالتهاب الرئوي-، فلمّا أفاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم وقد وجد مُرّ طعم هذا الدواء فقال: «ما صنعتم بي؟»، قالوا: “لددناك!”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بماذا؟»، قالوا: “بالعود الهندي، وشيء وَرْس، وقَطَرَات زيت”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«أما إنّكم قد لددتموني وأنا صائم!، لعلّ أسماء بنت عُميس أَمَرَتكُم بهذا، أكانت تخاف أن يكون فِيَّ ذات الجَنْب؟ ما كان الله ليسلِّط عليّ ذات الجنب، لا يبقى في البيت أحدٌ إلا لُدّ كما لَدَتُّني إلا عمّي العبّاس!، فوثب النساء يلدّ بعضهن بعضًا»، فإذا ميمونة تقول: “أنا صائمة!”، فقالوا: “ترين أنّا ندعك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «لا يبقى أحدٌ في البيت إلا لُدّ؟»، فلددوها وهي صائمة.

 

سريّة زيد بن حارثة إلى أُبنى من أرض الشام
وفيه استمرّ المسلمون يأتون من أطراف المدينة ومن حولها للانضمام لجيش أُسامة بن زيد رضي الله عنهما عند معسكرهم بـ#~~~الجرف~~~#، والناس مترددون في الخروج لتعب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشديد، وإشفاقهم عليه، وأُسكِت الناس بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم عن أهليّة أسامة رضي الله عنه وأبيه في إمارة الجيوش، وأسامة رضي الله عنه يتردد بين المُعسكر وبين بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطمئن عليه.