25 ذو القعدة 10 هـ
22 شباط 632 م
يوميات حجّة الوداع: اليوم الأول

مغرب 6:26 | عشاء 7:38 | فجر 5:29 | شروق 6:50 | ظهر 12:39 | عصر 3:57

وفي صبيحته كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بـ(((المدينة المنورة)))، وكان قد أعلم الناس بخروجه للحجّ هذه السنة في ذي القعدة، فتجهّز الناس للخروج معه، واستعمل أبا دجانة سماك بن خرشة الساعدي وقيل سُباع بن عرفطة الغفاري على المدينة يدير شئونها، ثم تهيأ لرحلة الحجّ وهي حجّته الوحيدة بعد الهجرة وتُسَمَّى بحجّة الوداع وحجّة البلاغ، وكان أصاب الناس بالمدينة جُدَري أو حَصْبة، وبشَّر من لم يستطع الخروج معه فقال لهم : «عُمرة في رمضان تعدِل حجّة معي»، وقيل قالها لمّا رجع من الحجّ.

ثم اغتسل وتطيب في بدنه ورأسه، ثم صلى الظهر أربعًا في المدينة وانطلق بعد صلاة الظهر مباشرة على ناقته القصواء وعليها رَحْل بسيط غير مُتكَلَّف تحته قطيفة قيمتها لا تزيد عن 12 جرام فضّة تقريبًا، وقال «اللهم حجّة لا رياء فيها ولا سُمعة» سائرًا في سكينة متواضعًا لله.

 

وخرج معه جمع كثير من الرجال والنساء والأطفال من المدينة ومن حولها ولحق به على الطريق من سمع بخروجه للحج، وخرج معه نساؤه كلهن على الهوادج، وهن : عائشة، صفية، سودة، حفصة، أم سلمة، زينب بنت جحش، جويرية بنت الحارث، أم حبيبة، صفية بنت حُيي، ميمونة بنت الحارث، ومارية القبطية رضي الله عنهن.

 

وكانت قد جائته صلى الله عليه وآله وسلم قبل سفره ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب وهي تشتكي المرض، فسألها صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا تخرجين معنا في سفرنا هذا؟»، قالت: «يا رسول الله إني شاكية، وأخاف أن تحبسني شكواي»، فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم: «أهلي بالحجّ، وقولي: محلّي حيث حبستني»، أي قد حللت من إحرامي يا رب حيثما حُبست.

 

وسارت القوافل معه صلى الله عليه وآله وسلم على الطريق المسمى بطريق الشجرة، في اتجاه الجنوب الغربي حوالي 10 كم حتى وصل (((ذا الحُلَيفة))) بعد ساعتين ونصف في (((وقت العصر))) تقريبًا عند مسجد الميقات في وادي العقيق بمنطقة “أبيار علي”، فصلى العصر -قصرًا- ركعتين، ومازال المسجد موجودًا إلى الآن في نفس المكان وهو الميقات المكاني لإحرام أهل المدينة والمارّ عليها من غير أهل المدينة للحج أو العمرة.