27 ذو القعدة 10 هـ
24 شباط 632 م
يوميات حجّة الوداع: اليوم الثالث

وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنطقة (((الفُرَيْش: السّيالة)))، …

فصلى المغرب والعشاء هو ومن معه في رحلة حجّة الوداع،

ثم استراح بها يسيرًا قبل أن يواصل المسير حوالي25 كم في ست ساعات تقريبًا إلى (((طرف ظبية: عرق الظبية))) ووصلها وقت الفجر فصلى بها الصبح، ثم أكمل حوالي 5 كم أخرى في ساعة تقريبًا إلى بطن (((وادي الروحاء))) ثم استراح به قبل إكمال المسير.

 

وفي وادي الروحاء استوقفته امرأة ومعها ابنها الصبي، فسلَّمت عليه فوقف لها، فقالت يا رسول الله هذا ابني فلان والذي بعثك بالحق مازال في حَنَق -ساخط وعصبي المزاج- منذ ولدته، فذهب إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبسط يده فجعل الولد بينه وبين جمله أو ناقته وتفل في فمه، ثم قال : «اخرج عدو الله فإني رسول الله ثم ناولها إياه فقال: خذيه فلن تري معه شيئا يريبك -تكرهينه- بعد اليوم إن شاء الله تعالى».

 

وفي الوادي أيضًا وجد الناس حمارًا وحشيًا عقيرًا -مجروحًا من أثر الصيد-، فأخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأمر أن يتركوه حتى يأتي صاحبه الذي اصطاده، فجاء الرجل وقال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : «يا رسول الله  شأنكم بهذا الحمار» -أي افعلوا فيه ما ترون- فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر فقسّمه بين أصحابه، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: «صيد البر لكم حلال، إلا ما صِدتم أو صِيدَ لكم»، فدل بذلك على إباحة أكل هذا الحمار الوحشي لأنّه لم يصطده مُحرِم ولم يُصَدْ له، وإنما اصطاده رجل غير مُحرِم لنفسه ثم أهدى لحمه لهم.

 

ورُوِيَ عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : «سَلَكَ فَجَّ الروحاء سبعون نبيا حجاجًا عليهم ثياب الصوف».

 

وصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الظهر بالروحاء بعد أخذ قسط من الراحة ثم ارتحل غرباً حوالي 8 كم في ساعتين تقريبًا إلى أن وصل منطقة (((المُسَيجيد: المُنصَرَف)))  فصلى بها العصر، ومكث حتى غروب الشمس.