7 رمضان 2 هـ
6 آذار 624 م
غزوة بدر الكبرى وغزوة بني سُلَيْم الأولى بالكُدر إلى غزوة بني قَيْنُقَاع: اليوم الرابع

غزوة بدر الكُبرى
وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند قرية #~~~مَلَل~~~# في طريقه إلى بدر، وقد خرج معه بضعة عشر…

وثلاثمائة في جيش صغير ليعترضوا قافلة بها أموال تجارة قُريش قادمة من الشام، وكانت قد فاتتهم وقد ذهابها في غزوة العُشَيرة، فخرجوا طلبا لمُصادرتها تعويضًا لهم عمّا استولت عليه قُريش من أموالهم وبيوتهم بمكّة وقت هجرتهم للمدينة، فوقفوا للاستراحة بملل حتى أوّل الليل، وصلّوا بها أو قريبًا منها.

ثم ارتحلوا أوّل الليل فساروا إلى #~~~غَمِيس الحَمَام~~~# حوالي 10 كم في ساعتين تقريبًا، ماريّن بطريق #~~~مَرَيَيَن~~~#، ثم حوالي 2.5 كم إلى #~~~صُخيرات اليَمَام~~~# في نصف ساعة تقريبًا، ثم حوالي 2.5 كم أخرى إلى أن وصلوا #~~~السَّيَالَة~~~# في نصف ساعة أخرى، ثم حوالي 9 كم في ساعتين تقريبًا إلى #~~~فجُّ الروحاء~~~# قبل أن يقفوا لصلاة الصبح.

ثم ارتحلوا من فجّ الروحاء حوالي 9.5 كم في ساعتين تقريبًا حتى كانت جبال #~~~شَنُوكَة~~~# على يمينهم في آخر وادي الروحاء -وهو فجّ الروحاء-، ثم حوالي 4 كم إلى أن وصلوا #~~~عِرق الظُّبيَة~~~# في نهاية الوادي بعد ساعة إلا الربع تقريبًا.

ولمّا كانوا بعِرق الظُّبيَة، وجدوا رجلًا من البدو فسألوه عن قافلة قُريش، فلم يجدوا عنده معلومات، فقال بعض الناس للرجل: “سَلِّم على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-“، فقال الرجل: “أَوَ فِيكم رسول الله؟”، قالوا: “نعم!”، فسَلَّمَ عليه، ثم قال: “إن كنت رسول الله فأخبرني عمَّا في بطن ناقتي هذه”، وكأن هذا السؤال قد غاظ أحد شباب الصحابة واسمه سلمة بن سلامة بن وَقَش، فقال سَلَمة للبدوي: “لا تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعال أخبرك أنا عن ذلك!، نَكَحْتَهَا فهي حُبلَى منك”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسلمة: «مَه -أي أُسكُت-؛ أفْحَشْتَ على الرَّجُل!»، وغضب النّبي صلى الله عليه وآله وسلم مما قاله سلمة وأعرض عنه ولم يكلّمه حتى عودتهم.

ثم ساروا مجددًا إلى #~~~بئر الروحاء~~~# حوالي 4.5 كم في ساعة تقريبًا، ونزل عندها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصلّوا عندها، ولمّا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالروحاء خطب في الناس واستشارهم فيما وصله من أخبار خروج قريش لمحاربة المسلمين والدفاع عن قافلتهم التجارية فقال لهم: «ما ترون في القوم -قريش- فإنهم أخبروا بمخرجكم؟»، فقال المسلمون: “والله مالنا طاقة بقتال القوم، ولكنَّا أردنا العير!”، ثم كررّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم سؤاله فقال: «ما ترون في قتال القوم؟»، فقالوا: “والله مالنا طاقة بقتال القوم ولكنَّا أردنا العير!”، فقام المقداد بن عمرو رضي الله عنه فقال: “إذاً لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون”.

وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتناوب ركوب جملًا واحدًا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو لُبابة، فقالا: “يا رسول الله اركب ونمشي عنك!”، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما!»، فلمّا كانوا عند الروحاء، أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا لُبابة بالرجوع للمدينة واليًا عليها في غيابه، وكان قد استعمل عبد الله بن أم مكتوم على الصلاة بالناس، ثم تناوب الركوب مع علي بن أبي طالب ومرثد بدلًا من أبي لبابة، وارتحل حوالي 8 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى وصل #~~~المُنْصَرَف~~~#، وغربت الشمس وهو عنده غالبًا.