وفي ليلته أمسى المُسلمون عند وادي حُنين، فصلوا المغرب والعشاء و أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرحيل إلى …
#~~~الطائف~~~# متتبعًا فلول هُذيل التي هربت إلى هناك وساندتها قبيلة ثقيف -وهم سكان الطائف- إذ تحصنوا بحصونها، على أن يستكمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إيقاف إمدادات القبائل العربيّة المحاربة للمسلمين وتقليص قوتها، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد جعل خالد بن الوليد على مُقدّمة الجيش ومعهم من يدلهم على طريق الطائف من ناحية حُنين، حيث سيدور حولها قبل أن يدخل إليها.
وكانت ثقيف قد رمموا حصنهم ودخلوا فيه مُنهزمين من حُنين وأغلقوه عليهم، وهو حصن على مدينتهم له بابان، وصنعوا الآلات الحربية وتجهّزوا للقتال، وأدخلوا إلى حصنهم ما يكفيهم من المؤن لمدّة سنة كاملة، وكان عُروة بن مسعود الثَّقفي وغيلان بن سلمة -وهما على كفرهما- قد سافرا إلى #~~~جُرش~~~# باليمن يتعلمان عمل الدّبّابات والمنجنيق -وهي آلات حربيّة قديمة، فالدّبابة: عبارة عن علبة من الجلد لها رأس من جذع شجرة في آخرها يدخل تحتها الجنود ويدفعون بقوة فيهدم الرأس ما أمامه من حائط، والمنجنيق آلة لقذف قذائف الحجارة على الحصون أو داخلها باستخدام البكرات-، يريدان أن ينصبا المنجنيق داخل حصن الطائف، ولم يحضرا حُنين -ولا حصار الطائف كما سيأتي-.
فسار المسلمون بقيادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من #~~~حُنين~~~# حوالي 24 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~نخلة اليمانية~~~#، فصلوا بها الصبح أو قريبًا منها، ووقفوا بها لاستراحة يسيرة قبل استكمال المسير حوالي 23 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى نزلوا #~~~قرن المنازل~~~# ووقفوا به للاستراحة وغربت الشمس وهم هناك.