17 هـ
638 م
سنة سبع عشرة

فيها خرج عمر بن الخطاب إلى سرغ، واستخلف على المدينة زيد بن ثابت وبها الطاعون فرجع وفيها شهد أبو بكرة ونافع ابنا الحارث …

وشبل بن معبد وزياد على المغيرة بن شعبة، فعزله عمر عن البصرة وولاها أبا موسى الأشعري.

قال عامر بن حفص: قدم أبو موسى البصرة سنة سبع عشرة فكتب إليه عمر أن سر إلى كور الأهواز فسار أبو موسى واستخلف على البصرة عمران بن حصين، فأتى الأهواز فافتتحها، يقال: عنوة. ويقال: صلحا.
فوظف عليها عمر عشرة آلاف وأربع مائة وألف.
ريحان بن عصمة نا عمرو بن مرزوق عن أبي فرقد قال: كنا مع أبي موسى الأشعري بالأهواز وعلى خيله تجافيف الديباج.
يحيى بن عبد الرحمن عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: افتتح أبو موسى الأهواز.
أبو الحسن عن خلاد بن عبيدة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: فتحت الأهواز صلحا أو عنوة.
الوليد بن هشام قال: حدثني مسلمة بن محارب قال: نا قحذم قال: جهد زياد في سلطانه أن يخلص الصلح من العنوة فما قدر.
حدثنا أبو عاصم قال: نا عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: رد عمر الأهواز إلى الجزية بعد ما قسموا بين المسلمين وغشي نساؤهم.
ثم صالح السبان
وأهل نهر تيري أبو موسى ثم سار إلى مناذر فحصر أهلها ثم انصرف عنها واستخلف الربيع بن زياد الحارثي فافتتحها عنوة فقتل وسبى، وقتل بها من المسلمين المهاجر بن زياد الحارثي.
وفيها وقعة جلولاء: هرب يزدجرد بن كسرى بعد وقعة المدائن إلى جلولاء وأقام سعد بالمدائن، فكتب يزد جرد إلى الجبال فجمع المقاتلة، فوجههم إلى جلولاء، فاجتمع بها جمع كثير عليهم خرزاد بن جرمهز، فكتب سعد إلى عمر يخبره.
فكتب عمر: أقم بمكانك ووجه إليهم جيشا فإن الله ناصرك ومتم وعده، فعقد سعد لهاشم ابن عتبة بن أبي وقاص، فالتقوا فجال المسلمون جولة ثم هزم الله المشركين وقتل منهم مقتلة عظيمة، وحوى المسلمون عسكرهم وأصابوا أموالا عظيمة وسلاحا ودواب وسبايا، فبلغت الغنائم ثمانية عشر ألف ألف.

فحدثني شعيب بن حيان عن عمرو بن يحيى عن سيف قال: نا مجالد عن الشعبي قال: قسم فئ جلولاء على ثلاثين ألف ألف.
حدثني من سمع أبا محصن عن حصين عن أبي وائل قال: قاتلناهم بجلولاء، فجال المسلمون، فنادى سعد: يا معشر المسلمين اين اين ؟ اما رأيتم ما حلفتم وتأتون عمر منهزمين ؟ فعطف المسلمون عليهم فهزمهم الله.
وسميت جلولاء فتح الفتوح.
عثام بن علي بن الأعمش عن شمر بن عطية قال: كانت السهام بجلولاء ثلاثة آلاف سهم.
أبو مدين عن عمرو بن يحيى عن سيف عن عبيدة عن شقيق قال: سميت جلولاء الوقيعة لما تجللها من الشر.
حدثنا غير واحد عن أبي عوانة عن حصين عن أبي وائل قال: سميت جلولاء فتح الفتوح.
وحدثني شعيب عن عمرو بن يحيى عن سيف قال: كانت جلولاء سنة سبع عشرة.
وحدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة قال: كانت سنة تسع عشرة.
قال أبو اليقظان: أم الهذيل وبسطام وهياج بني عمران بن الفضيل من سبي جلولاء.
وحدثني حاتم بن مسلم: أن أم الشعبي من سبي جلولاء.
ثم رجع المسلمون إلى المدائن، وجاء أهل الطساسيج إلى سعد فصالحوه وأقرهم في بلادهم.
وحدثني من سمع أبا محصن عن حصين عن أبي وائل قال: رجع المسلمون فنزلوا فاجتووها، فشكوا ذلك إلى عمر، فقال عمر: أتصبر بالمدائن الإبل ؟ فقالوا: لا إن بها بعوضا.
قال: فإن العرب لا تصبر ببلاد لا تصبر فيها الإبل فارتادوا.
قال: فخرجنا ونحن نريد الحيرة، فلقينا رجل من أهل الحيرة وهو يريد أن يصرفنا عنها فقال: أدلكم على بلدة ارتفعت عن البعوضة وتطأطأت عن البقة وطعنت في البرية وخالطت الريف، فدلنا على الكوفة فاختط الناس ونزلوا.