1 الجغرافيا
قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.164): ” سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب، أرض عذرة وبلي في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
قال البكري في معجم ما استعجم (ج.2،ص.395):” الجناب: بكسر أوله، وبالباء المعجمة بواحدة: أرض لغطفان، هكذا قال أبو حاتم عن الأصمعي. وقال في موضع آخر الجناب: أرض لفزارة وعُذرَة”.
وقال الحموي في معجم البلدان (ج.2، ص.164): “بالكسر يقال فرس طوع الجناب، بكسر الجيم، إذا كان سلس القياد، ويقال لجّ فلان في جناب قبيح إذا لجّ في مجانبة أهله، والجناب: موضع بعراض خيبر وسلاح ووادي القرى، وقيل هو من منازل بني مازن، وقال نصر: الجناب من ديار بني فزارة بين المدينة”.
قال القسطلاني في المواهب اللدنية (ج.1، ص.415): “سرية عكاشة بن محصن إلى الجباب – موضع بالحجاز- أرض عذرة ولِيّ، وقيل أرض فزارة وكلب ولعذرة فيها شركة”.
قال الزرقاني في شرحه على المواهب (ج.4، ص.50): “إلى الجباب: بكسر الجيم وموحدتين، بينهما ألف -أرض عذرة- بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة، وبَلِيّ: بفتح الموحدة، وكسر اللام، وشد التحتية “وهي اسم قبيلتين” كلاهما من قضاعة بضم القاف ومعجمة فألف فمهملة، “وقيل: أرض فزارة وكلب ولعذرة فيها شركة”.
قال الحموي في معجم البلدان (ج.2، ص.92): “الجباب بالضم ذكر أبو الندي أنه في ديار بني سعد ابن زيد مناة بن تميم، وهو منقول عن الجباب، وهو شيء يعلو ألبان الإبل كالزّبد ولا زبد لها”.
قال الحموي في معجم البلدان (ج.2، ص.97): “الجبابة: بالضم.. وهو موضع عند ذي قار كان به يوم الجبابات.. من مياه أبي بكر بن كلاب”، فهذا موضع من بلاد أبي بكر بن كلاب وليس هو المقصود.
وقال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.30): “أما الجناب المعروف فأحسن القول فيه أنه: بين خيبر وتيماء على الطريق، طرفه الجنوبي حفيرة الأيدي وطرفه الشمالي نُقْرة الحيران، بينها وبين تيماء القَرْشع ثم جبل غنيم “حَدَد” ويمسى اليوم الجهراء: تحف به من الغرب سلسلة الهضب الأبيض، ومن الشرق أعلاه برد ورؤاف، وكانت بنو عذرة تسكنه، وجهته الغربية الشمالية كانت تسمى صمد عذرة ولعل القرشع هو الصمد المذكور.أما في عهدنا الحاضر فلم تعد فزارة ولا عذرة معروفتين والجناب اليوم من ديار عنزة التي تمتد ديارها إلى قرب حائل وغربا إلى غرب العلا وجنوبا إلى ما وراء خيبر بقليل”.
والجباب هذه المذكورة عند القسطلاني تقع في بلاد بني سعد وهي في جهة الحناكية (بطن نخل)، ولعل المقصود المعنى اللغوي لها: وهو القحط الشديد يعني لا زرع فيها ولا ماء- كما جاء في لسان العرب، وهي أوصاف تصدق كثيرًا على الصحراء الواسعة المترامية الأطراف؛ صحراء الجناب (الجهراء)، وهي أرض ومناطق وجود قبيلة عذرة وبلي.والمذكور في الروايات أن القبائل المستهدفة بالهجوم هي قبيلتي عذرة وبلي، التي تتمركز تجمعاتهم وقراهم ومناطقهم في صحراء الجهراء المسماة قديما بـ “الجناب” تقتضي أن “الجباب” تصحيف.
وقد كانت بلاد عذرة تقع بالقرب من وادي قوّ ومن وادي المرير اللذان يقربان من تيماء، فمناطقهم إذًا تقع شمال الموضعين المذكورين غير بعيدة عنهما، فتبدأ من شرق شمال حرة خيبر، وتمتد شمالًا وغربًا إلى وادي القُرَى.
ومن بلادهم العشاش (سلاح قديما)، ووادي وابش الذي يقع في شرق شمال الحرة وما حولها من الجبال في جهات صمد عذرة.ومن أماكنهم جبل لفلف الذي يقع بالطرف الشمالي من حرة ليلى بقرب طريق الشام (الجوشية)، يقرب من جبل برد.ومن بلادهم أيضا فُقَير -بضم الفاء وفتح القاف- موضع لا يزال معروفا ، غرب بلدة العلا ، بقرب أمّ زرب (المروة قديما) وهذا في منازل بني عذرة قديما ، وقبيلة بليّ الآن ، وقد أصبح قرية.
ومنها حرة كريتيم هي الحرة الواقعة قرب تبوك وهي لقبيلة بليّ ، وآخرها حِسْمَى وتُسَمَّى الآن حرّة العويرض، وقبيلة بليّ لا تزال بلادها في سفوح هذه الحرّة الغربية، وهي حرة بني عذرة أيضًا.كذلك وادي قو من أوديتهم وهو واد عظيم بين قوارة الجناب وبين صمد عذرة، يخترق الجهراء (الجناب قديمًا) ويقع جنوب تيماء يقطعه الطريق من خيبر إليها، ينحدر من المرتفعات الواقعة شمال خيبر (أطراف الحرة ، وما حولها) وينحدر متّجها صوب الشمال تاركًا جبلي رواف وبرد يمينه، حتى يفيض في المنخفضات الواقعة بين جبلى برد وغنيم، في شرق الجهراء.
انتهى مُلخّصًا من: (معجم البلدان ج.4، ص.339، معجم معالم الحجاز لعاتق البلادي ص.30، شمال المملكة لحمد الجاسر ص.1037، ص.1125، ص.1147، أبو على الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع ص. 231).
وبذلك فإن بلادهم ومناطقهم وديارهم تشمل صحراء الجهراء (الجناب قديمًا) والتي تمتد من وادي القُرَى (تم تحديد موقعه في الملاحق العلميّة) إلى تبوك إلى تيماء، وتقرب من خيبر شمالًا، ويظهر أن القرى والمناطق الواقعة بالقرب من خيبر وتيماء من هذه البلاد هي المأهولة والأكثر سُكنى من هذه القبائل دون غيرها من مناطق صحراء الجهراء الممتدة حتى وادي العلا -وادي القُرَى- غربًا.
ولا شك أن هذه المساحة واسعة جدًا، وتحديد أي جهاتها ومناطقها التي كانت تمثل الهدف الذي كلفت به السرية غير واضح خاصة لم يبين أهل السير والتاريخ الذين ذكروا السرية وأثبتوها أي شيء يساعد على ذلك أو يكون مرجحا له، حيث اكتفوا بقولهم “إلى الجناب، وهي أرض عذرة وبلى”، ولم يبينوا سببها، ولا عدد من ذهب فيها، ولا ما جرى فيها.
وبالتأمل في بيانات خرائط وقوع قرى قبيلة عذرة وبلى وتسلسل وجودها نجد أن جهة السرية كانت تقصد الإغارة والهجوم على تلك القرى والمناطق الواقعة في صحراء الجناب (الجهراء) من الجهة الشرقية وهي جهة خيبر وتيماء لا المناطق والقرى الواقعة في غربها من جهة وادي القُرَى، لكثرتها وتشكيلها كتلة في الجهة الأولى بخلاف الجهة الثانية.
ويؤيد ذلك قرب هذه المناطق من خيبر الذي كان أهلها من اليهود يشكلون مع البلاد والقبائل المحيطة كفدك، وغطفان حلفًا استراتيجيا للعداء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتهديدا لأمن المدينة المنورة وتجارتها التي كانت تمر بهذه البلاد في رحلة الشام وشمال الجزيرة العربية.
ويؤيده أيضًا اعتماد البلدانيين والجغرافيين القدماء للحدود الشرقية من صحراء الجهراء كمحطة ومعلم باسم “الجناب” على طرق المدينة المنورة الشرقية الشمالية والتي تمر بخيبر وتيماء، في حين أنهم يشيرون على الجهات الشمالية بوادي القرى، أو من جهة وادي القرى كما تقدَّم.
ويمثل هذه المساحة الشاسعة ثلاث مناطق وهي:
- الجهراء الشمالية: وتعرف اليوم بـ “قرية الجديد”، تبعد عن محافظة تيماء جنوبا مسافة 82 كم.
- الجهراء الوسطى: وهي التي فيها مركز الشرطة والإمارة وفرع من بلدية تيماء والتعليم العام، وهي الأصل في تسمية الجهراء والأقدم وتبعد عن تيماء جنوبا 100كم تقريبًا.
- الجهراء الجنوبيّة: وهي التي يُطلق عليها المثلث وهي الأحدث وتبعد عن تيماء جنوبا 107كم.
وبناء على ما سبق فإنه يظهر ترجيح أن جهة السرية كانت تقصد الأطراف الشرقية من صحراء الجهراء التي تقع في شمال خيبر، ومن المرجح أيضا أن هدفها كان ينحصر استهداف قرية الجهراء الوسطى والمنطقة المحيطة بها تقريبًا، وقد تم التعريف بمعالم الطريق إليها في غزوة خيبر، وسريّة دومة الجندل، وسريّة بشير بن سعد إلى يَمْن وجُبار بالجناب وأكثر تفصيلًا في الملاحق العلميّة الخاصة بالطرق الشماليّة، وهذه أحداثيّات تقريبيّة للجهراء الوسطى:
المَعْلَم | الجهراء الوسطى | |
خط طول | 38.888340 | درجة شرقًا |
خط عرض | 26.860720 | درجة شمالًا |
2 التاريخ
قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.164): “سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب، أرض عذرة وبلي في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم”، ولم تذكر كتب السير والتاريخ أحداث هذه السرية ولا ما جرى فيها مكتفين بالإشارة المتقدمة.
والمُختار على التقدير أنّ الخروج إليها يوافق 8 ربيع الآخر 9 هـ، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال، فهذا يوم الثلاثاء 24 يولية 620 م، والطريق من المدينة على المراحل المذكورة في طريق غزوة دومة الجندل وغيرها، فإلى الجناب التي هي أوّل الجهراء الجنوبيّة: ستّة أيّام ونصف من السّير، ثم غربًا منها حوالي 37 كم حتى الجهراء الوسطى فهذا مسيرة يوم، فيكون الوصول في الثامن تقريبًا.
هجري | ميلادي | |
خروج | الثلاثاء 8 ربيع الآخر 9 هـ | 24 يولية 630 م |
وصول الجهراء الوسطى | الاثنين 14 ربيع الآخر 9 هـ | 30 يولية 630 م |
رجوع المدينة | 21 ربيع الآخر 9 هـ | 6 أغسطس630 م |
المدة | 14 يوما | |
الإقامة في الجهراء الوسطى | نصف يوم (نهارًا) |
3 مُزامنة الطَّريق
طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – الجَنَاب) | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(الثلاثاء) 8 ربيع الآخر 9 هـ 24 يولية 630 م
|
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الأربعاء) 9 ربيع الآخر 9 هـ 25 يولية 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الخميس) 10 ربيع الآخر 9 هـ 26 يولية 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الجمعة) 11 ربيع الآخر 9 هـ 27 يولية 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس
(السبت) 12 ربيع الآخر 9 هـ 28 يولية 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السادس
(الأحد) 13 ربيع الآخر 9 هـ 29 يولية 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السابع
(الاثنين) 14 ربيع الآخر 9 هـ 30 يولية 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثامن
(الثلاثاء) 15 ربيع الآخر 9 هـ 31 يولية 630 م |
|
طريق العودة (دُومَة الجَنْدَل – المدينة المنوَّرَة) | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(الأربعاء) 16 ربيع الآخر 9 هـ 1 أغسطس 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الخميس) 17 ربيع الآخر 9 هـ 2 أغسطس 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الجمعة) 18 ربيع الآخر 9 هـ 3 أغسطس 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع
(السبت) 19 ربيع الآخر 9 هـ 4 أغسطس 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الأحد) 20 ربيع الآخر 9 هـ 5 أغسطس 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السادس
(الاثنين) 21 ربيع الآخر 9 هـ 6 أغسطس 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السابع
(الثلاثاء) 22 ربيع الآخر 9 هـ 7 أغسطس 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثامن
(الأربعاء) 23 ربيع الآخر 9 هـ 8 أغسطس 630 م |
|