1 الجغرافيا
قال الواقدي في المغازي (ص.291): “خرجنا من المدينة حتى أتينا خيبر، قال: وقد كانت أُم عبد الله بن عتيك بخيبر يهوديّة أرضعته…فانتهينا إلى خيبر، وبعث عبد الله إلى أُمّه فأعلمها بمكانه فخرجت إلينا بجراب مملوء تمرًا كبيسًا وخُبزًا، فأكلنا منه ثم قال لها: يا أمّاه إنا قد أمسينا، بيتينا عندك فأدخلينا خيبر…فقالت أُمّه: كيف تطيق خيبر وفيها أربعة آلاف مُقاتل؟ ومن تُريد فيها؟، قال: أبا رافع، فقالت: لا تقدر عليه، قال والله لأقتلنه أو لأُقتلن دونه قبل ذلك، قالت: فادخلوا عليّ ليلًا،…فلما هدأت الرِّجل، قالت: انطلقوا حتى تستفتحوا على أبي رافع”.
فهذه السريّة وقعت في خيبر، فطريقها طريق خيبر المُعتاد حتى وصلوا إلى قصر سلام بن أبي الحُقيق فيه، وهو على نفس التبَّة التي عليها حصن القموص والذي ما زال موجودًا لليوم في قلب خيبر القديمة، والطريق والمعالم مذكورة بالتفصيل في مُلحق غزوة خيبر، غير أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخلها من جهة الشام، وقد دخلتها السريّة بالطريق المُعتاد من الجنوب بعد الصّهباء، فيكون طريقهم كالآتي:
المدينة المنورة – ثنية الوداع – الغابة – البتراء – المُندَسَّة – بُوَاط –
قريب من الجفدور – الدُّومة – الصُّلصُلَة – الثمد – الصهباء – خيبر (قصر سلام بن أبي الحُقيق)
وهذا الطريق حوالي 182 كم تقريبًا بالقياس على خرائط غوغل، فهذا مسير أربعة أيّام تقريبًا بالتمام والكمال -باعتبار المرحلة / مسير اليوم 44.5 كم تقريبًا-.
وهذه إحداثيّات تقريبيَّة لقصر سلام بن أبي الحقيق بخيبر:
المَعْلَم | قصر سلام بن أبي الحقيق | |
خط طول | 39.267974 | درجة شرقًا |
خط عرض | 25.730651 | درجة شمالًا |
2 التاريخ
قال الواقدي في المغازي (ص.291): “خرجوا ليلة الاثنين في السحر لأربع خلون من ذي الحجة، على رأس ستة وأربعين شهرًا، وغابوا عشرة أيام”، فهي عند الواقدي في ذي الحجّة من السنة الرابعة، قبل غزوة ذات الرّقاع، إلّا أنّه في آخر السريّة يقول (ص.293): “فمكثنا في مكاننا يومين حتى سكن عنا الطلب، ثم خرجنا مقبلين إلى المدينة…فقدمنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر،…ويُقال: كانت السريّة في شهر رمضان سنة ست”، وجَزَم بالأوّل، ومكثوا بخيبر يومين مختبئين على ما ذكر.
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.87): “ثم سرية عبدالله بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحُقَيق النَّضَري بخيبر في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،…ومكث القوم في مكانهم يومين حتى سكن الطلب ثم خرجوا مقبلين إلى المدينة”.
قال ابن هشام في السيرة النبوية عن ابن إسحاق (ج.2، ص.273): “ولما انقضى شأن الخندق (ذو القعدة 5 هـ) وأمر بني قريظة (ذو القعدة 5 هـ) استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قتل سلام بن أبي الحقيق فأذِنَ لهم”.
عند البخاري في كتاب المغازي (باب قتل أبي رافع، حديث 4089): “فوقعت في ليلة مُقمرة فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته، فلمّا صاح الديك قام النّاعي على السور، فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز….”.
اختار ابن إسحاق كونها بعد الخندق (ذو القعدة 5 هـ) ولم يُعيّن لها تاريخًا، وهو لما رواه من استئذان الخزرج للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدها، وجزم ابن سعد ووافقه ابن سيد النّاس في عيون الأثر وابن كثير في البداية والنهاية بكون هذه السريّة وقعت في رمضان 6 هـ بعد الخندق، وعليه فالمُختار ما يجمع بين كلام ابن سعد وابن إسحاق، ورواية عند الواقدي أنّها في رمضان 6 هـ، وعند البُخاري كما تقدّم أنّه قُتل في ليلة مُقمرة، ورواية الواقدي أنّ خروجهم يوم الاثنين في السَّحَر -مع عدم اعتبار ما جزم به من كون ذلك في ذي الحجّة-، وفي رواية الواقدي أنّهم قدموا المدينة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر، فالظاهر أنّه يوم جُمعة وهو مفهوم من كلام الواقدي وتحديده الخروج بيوم الاثنين، وحساب ذلك أنّ الطريق يستغرق أربعة أيّام ذهابًا، فوصولهم يكون مع غروب شمس يوم الخميس، في ليلة الجُمعة، وهي ليلة قتله، ثم مكثوا يومين حتى تهدأ المُطاردة، فهذا السبت والأحد، وخرجوا الاثنين ليلًا، فيصلوا نهاية ليلة الخميس أو صبيحة الجُمعة إن تراخوا في آخر الطريق وهو مفهوم من إصابة عبد الله بن عتيك في ساقه، وهذا الحساب مفهوم من سياق الواقدي كما تقدَّم.
فإذا كان الجُمعة هذا وقع في رمضان 6 هـ، في ليلة مُقمرة؟، فهذه ليلة الثاني عشر-إلى الرابع عشر على الراجح أو قبلها أو بعدها قليلًا حسب التقويم، بما يقتضي وجود ولو بعض القمر في السَّماء، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال يتبيّن أنّ الثاني عشر قد وافق الاثنين لا الجُمعة، وعليه فالجُمعة الأقرب يُوافق 16 رمضان 6 هـ، ويمكن اعتبار الجُمعة 9 رمضان 6 هـ أيضًا، والمُعتبر الأوّل لأنّ القمر يكون فيه أكثر إضاءة، وعليه فيكون يوم الخروج موافقًا الاثنين 12 رمضان 6 هـ بحساب القهقرى، ويوم العودة للمدينة المنوَّرة موافقًا الجمعة 23 رمضان 6 هـ، والله أعلم، وهذا مُلَخّص بهذه التواريخ:
هجري | ميلادي | |
الخروج من المدينة إلى خيبر | الاثنين 12 رمضان 6 هـ | 25 يناير 628 م |
الوصول لخيبر وقتل أبي الحقيق | الجمعة 16 رمضان 6 هـ | 29 يناير 628 م |
الخروج من خيبر إلى المدينة | الاثنين 19 رمضان 6 هـ | 1 فبراير 628 م |
الوصول للمدينة المنوَّرة | الجمعة 23 رمضان 6 هـ | 5 فبراير 628 م |
المُدَّة | 12 يومًا |
3 مُزامنة الطريق
طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – قصر أبي الحُقيق بخَيْبَر) | |||||||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(الاثنين) 12 رمضان 6 هـ 25 يناير 628 م
|
|
||||||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الثلاثاء) 13 رمضان 6 هـ 26 يناير 628 م |
|
||||||||||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الأربعاء) 14 رمضان 6 هـ 27 يناير 628 م |
|
||||||||||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الخميس) 15 رمضان 6 هـ 28 يناير 628 م
|
|
طريق العودة (قصر أبي الحُقيق بخَيْبَر – المدينة المُنوَّرَة) | |||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(الاثنين) 19 رمضان 6 هـ 1 فبراير 628 م
|
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الثلاثاء) 20 رمضان 6 هـ 2 فبراير 628 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الأربعاء) 21 رمضان 6 هـ 3 فبراير 628 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الخميس) 22 رمضان 6 هـ 4 فبراير 628 م
|
|
||||||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الجمعة) 23 رمضان 6 هـ 5 فبراير 628 م |
|