ملحق يوميّات غزوة حنين وسريّة أبو عامر الأشعري في آثار من هرب لأوطاس

1- الجغرافيا

حُنَيْن وأوطاس

 قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.472):حُنين، هو وادٍ قريب من الطائف، بينه وبين مكّة بضعة عشر ميلًا، وقد تقدم ذكره في رسم أوطاس؛ والأغلب عليه التذكير لأنه اسم ماء، وربما أنَّثته العرب لأنه اسم للبقعة، وهو الموضع الذي هزم فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هوازن؛ وقيل إنَّه سُمي بحُنين بن قاينة بن مهلائيل”.

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.510): “حُنين: يجوز أن يكون تصغير الحنان، وهو الرحمة، تصغير ترخيم، ويجوز أن يكون صغير الحِنّ، وهو الحيّ من الجِنّ،… وهو قريب من مكة، وقيل: هو وادٍ قبل الطائف، وقيل وادٍ بجنب ذي المجاز، وقال الواقدي: بينه وبين مكة ثلاث ليال، وقيل: بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا، وهو يذكر ويؤنث،…وقال البكري: وادٍ قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا وقد تقدم ذكره في رسم أوطاس، والأغلب عليه التذكير لأنه اسم ماء، قال المؤلف-عاتق-: يُعرف اليوم بالشرائع، وهو على طريق مكة من نخلة اليمانية، وادٍ يسيل من جبال طاد التنضب  ثم ينحدر غربًا مارًا بين جبلي لبن وكنثيل، يسمى رأسه الصدر وأسفله الشرائع ثم يدفع في أعلى عُرنة قرب ذي المجاز شمالًا ومن روافده وادي يدعان، يبعد حنين عن مكة 26 كيلًا شرقًا وعن حدود الحرم 11 كيلًا من عَلَمي طريق نجد”.

وقال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.212): “أوطاس: بفتح أوله وبالطاء والسين المهملتين، وادٍ في ديار هوازن، وهناك عسكروا هم وثقيف حين أجمعوا على حرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتقوا بحُنَين…”.

وعند الفاكهي في أخبار مكّة من هامش بن دهيش عليه (ج.3، ص.153): “عين مُشاش، تسمى اليوم عين الشرائع، أو عين حُنين، وهي اليوم لا تسير إلى مكة، بل يزرع الناس عليها هناك، وتبعد عين حنين 36 كم عن المسجد الحرام إلى الشرق”.

وفي مقال لفريق طيبة نت على الشبكة العنكبوتيّة حددوا موضع الوادي الآن على وصف عاتق البلادي المذكور، وهو وصف تفصيلي دقيق، واستنتج فريق طيبة نت أنها شرائع النخل كما ذكرها عاتق وبن دهيش، وهو المُختار، وعليه فبينها وبين مكة بضع عشرة ميلًا -لا ثلاث ليالٍ كما ذكر الواقدي-، وعلى موقع مكشات أيضًا على الشبكة العنكبوتيّة مقال آخر لتحديد موضع أوطاس الحالي، وقد عزاه الكاتب لما يُعرف اليوم بحزم الصريم وقد حدد موضعها اجتهادًا على خرائط غوغل، وبقياس المسافة بينه وبين مكّة يتبين أنّها حوالي 5 متعشّيات، أي 120 كم تقريبًا، وهي مسيرة يومين ونصف، والأرجح من المذكور أن واقعة حُنين كانت في الموضع المُختار على بريد -23 كم- من مكّة، وأما مكان مُعسكر تجمع هوازن وثقيف فكان بأوطاس على مسيرة يومين ونصف تقريبًا، والظاهر في الكتب أنّه وقع الخلط بين الموضعين وهما مكانين مختلفين، فحُنين كانت به الحرب، وأوطاس تجهزت به هوازن وثقيف قبل الحرب وهربوا إليه بعد انهزامهم وبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم سريّة تُلاحقهم بقيادة أبو عامر الأشعري رضي الله عنه فأدركهم بأوطاس ونال منهم ثم قُتل، ورجعت السريّة بقيادة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بالطائف.

وهذه إحداثيات تقريبية لوادي حُنين وبِرْكَة أوطاس:

المَعْلَم وادي حُنين
خط طول 40.042010 درجة شرقًا
خط عرض  21.515302 درجة شمالًا
المَعْلَم أوطاس
خط طول 40.519245 درجة شرقًا
خط عرض  21.973746 درجة شمالًا

قرن المنازل

ذكرها عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.863): “السَّيْل الكَبِير: بلدة بين نخلتين الشامية واليمانية في حزم مرتفع غير أن عمرانها قد يمتد في قرن المنازل من نخلة الشاميّة، يمر فيها طريق الطائف إلى مكة المار بنخلة اليمانية، المسمى طريق اليمانية، تبعد عن مكة ثمانين كيلًا شرقًا، وعن الطائف 53 كيلًا شمالًا غربيًا، كانت تُعرف بقرن المنازل وهي ميقات أهل نجد ومن مر بها من غيرهم، ويطلق اسم قرن اليوم على الوادي في أعلاها إلى المحرم على طريق الطائف المار بالهدأة، الوادي قرن والبلدة السيل الكبير”.

وعلى وصف عاتق البلادي فهذه إحداثيّات مسجد الميقات بقرن المنازل أو السيل الكبير:

المَعْلَم قرن المنازل (السّيل الكبير)
خط طول 40.425505 درجة شرقًا
خط عرض  21.631911 درجة شمالًا

وتكون المُتَعَشَّيات بين مكّة وأوطاس كالآتي:

مكة -–24.5 كم–> حُنين – 24.5 كم–> نخلة اليمانيّة –24 كم–> قرن المنازل –25–> وادي الزرقا/الغمير –27 كم–> أوطاس

والمُعتمد في تعيين أوطاس والغمير/الزرقا وتسمياتهم مُستفاد من المعلومات المذكورة في بحثين منشورين على موقع مكشاة رابطهما في المراجع المذكورة في هذا المُلحق.

2- التاريخ

عند الواقدي في المغازي (ص.594): “ثم غدا يوم السبت لست ليالٍ خلون من شوّال، واستعمل على مَكّة عتاب بن أسيد يصلي بهم ومعاذ بن جبل يعلمهم السنن والفقه”.

وعنده أيضًا (ص.596): “وانتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حُنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر ليالٍ خلون من شوَّال”.

وقد تقدم في الجغرافيا تحديد موضع حُنين، والراجح أنها على بريد من مَكَّة -25 كم تقريبًا- كما ذكر البكري وأهل الجغرافيا وحققه عاتق وبن دهيش، ويُلاحظ في كلام الواقدي قوله أنه صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى حُنين يوم السبت 6 شوال، وانتهى إلى حنين ليلة الثلاثاء 10 شوال، وهو كلام مبني غالبًا على كون حُنين هي نفسها “أوطاس”، وهو بخلاف المُختار على ما تقدّم.

وفي تاريخ الخروج المذكور عند الواقدي نظر، إذ لو وافق السبت 6 شوال، لوافق الثلاثاء 9 شوال لا 10 شوال، وهو بخلاف ما يقتضيه السياق كما هو مُثبَت في مُلْحَق سريّة خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بني جذيمة (ملحق 4 – فتح مكة)، وكانت عودة علي بن أبي طالب رضي الله عنه منها بعد إصلاح ما كان من خالد بن الوليد رضي الله عنه بحدود الأحد 8 شوال 8 هـ، وعلي رضي الله عنه ممن حضر حُنين، ولذا فالمُعتَبَر كون تاريخ الخروج إليها هو اليوم التالي لوصول علي رضي الله عنه أو بعده.

وبمُراجعة برمجيّة آستروكال يتبيّن أن الثلاثاء وافق 10 شوّال فعلًا، وهو ما يوافق التاريخ النهائي للوصول عند الواقدي، فيكون الخطأ في اعتبار السبت 6 شوال يوم الخروج ويكون الخروج يوم الاثنين 9 شوّال، وحيث أنّ المسافة بين مَكّة وحُنين هي مسير نصف يوم تقريبًا، فيكون الوصول ليلة الثلاثاء 10 شوّال موافقة للواقدي، وهو أيضًا باعتبار قول من قال بخروجه صلى الله عليه وآله وسلم من مكة لحُنين بعد تسعة عشر ليلة -كما عند البُخاري- لموافقة ذلك الحسابات المذكورة لعودة علي رضي الله عنه من عند بني جذيمة، فيكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد سار من مَكّة بعد صلاة الصبح في التاسع عشر لإقامته بها من الفتح -وهو يوم 9 شوّال بحساب يوم الدّخول- فانتهى إلى وادي حُنين ليلة الثلاثاء 10 شوّال، والله أعلم.

وهذا جدول بهذه التواريخ:

الأحد 8 شوّال 8 هـ عودة علي رضي الله عنه إلى مكّة من عند بني جذيمة.
الاثنين 9 شوّال 8 هـ خروج النّبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون لغزوة هوازن بوادي حُنين.
الثلاثاء 10 شوّال 8 هـ وصول الجيش وادي حُنين ليلًا أو قبل غروب اليوم السابق قليلًا.

3- مُزامنة الطريق

طريق الذهاب (مكَّة حُنين)
اليوم الأول

(الاثنين)

9 شوال 8 هـ

29 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحُجُون ذات أنواط

(جبل المقطع)

13.5 2.7
ذات أنواط

(جبل المقطع)

حُنين 11.5 2.3
25 5
طريق الذهاب (حُنين أوطاس)
اليوم الأول

(الأربعاء)

11 شوال 8 هـ

31 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حُنين الزيمة 19 3.8
الزيمة نخلة الشامية 14 2.8
33 6.6
اليوم الثاني

(الخميس)

12 شوال 8 هـ

1 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
نخلة الشامية المُليحة 23 4.6
المُليحة ذات عِرق 19 3.8
42 8.4
اليوم الثالث

(الجمعة)

13 شوال 8 هـ

2 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات عِرق أوطاس 11 2.2
11 2.2

 

طريق العودة (أوطاس نخب)
اليوم الأول

(السبت)

14 شوال 8 هـ

3 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أوطاس ذات عِرق 11 2.2
ذات عِرق المُليحة 19 3.8
30 6
اليوم الثاني

(الأحد)

15 شوال 8 هـ

4 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُليحة قرن المنازل 17.7 3.5
قرن المنازل المُليح 23.5 4.7
41.2 8.2
اليوم الثالث

(الاثنين)

16 شوال 8 هـ

5 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُليح لية 19.3 3.9
لية نخب 14.5 4
33.8 6.8