1- الجغرافيا
وصف معالم الطريق من حُنين إلى الطائف
قال الواقدي في المغازي (ص.615): “وسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أوطاس، فسلك على نخلة اليمانية، ثم على قرن، ثم على المُلَيْح، ثم على بحرة الرغاء من لية، فابتنى بها مسجدًا فصلى فيه،…ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لية فسلك طريقًا يقال لها : الضيقة، فقال: “بل هي اليُسرى”، ثم خرج على نخب، حتى نزل سدرة الصادرة عند مال رجل من ثقيف…ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزل قريبًا من حصن الطائف…فخرج الحباب حتى انتهى إلى موضع مسجد الطائف خارج من القرية”.
وقال ابن إسحاق (ص.643): “فسلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نخلة اليمانية، ثم على قرن، ثم على المُلَيْح، ثم على بحرة الرغاء من لية، فابتنى بها مسجدا فصلى فيه…ثم سلك في طريق يقال لها الضيقة، فقال: بل هي اليسرى، ثم خرج منها على نخب، حتى نزل تحت سدرة يقال لها الصادرة…، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزل قريبًا من الطائف”
وهذا ملخص الطريق إلى الطائف
حُنين –-> نخلة اليمانيّة –-> قرن المنازل (السيل الكبير) –-> المليح (السيل الصغير) –-> بحرة الرغاء من لِيَّة –> نخب –-> الطائف
أوطاس
معروفة ومذكورة بتفاصيلها في ملحق غزوة حُنين (ملحق 9 – فتح مكة)، ووقع الخلط عند الواقدي بينها وبين حُنين نفسها، وهما مكانان مختلفان، وأوطاس في سياقه المذكور سالفًا يُقْصَد بها موضع حُنين الذي حدثت به المعركة، أما أوطاس فهي بعيدة شمالًا رجع إليها فلول هوازن بعد هزيمتهم وأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو عامر الأشعري في إثرهم، وتفاصيل ذلك في مُلحَق سريَّته (ملحق 8 – فتح مكة).
نَخْلَة اليَمَانيّة
مذكورة بالتفصيل في سريّة عبد الله بن جحش إلى نَخَلَة اليمانيَّة وتحقيق موضعها، وذُكرت أيضًا في مُلحق سريّة خالد بن الوليد رضي الله عنه لهدم صنم العُزّى (ملحق 6 – فتح مكة).
قرن أو قرن المنازل أو السيل الكبير
قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1371): “قَرْن: هو صادر نخلة الشامية بين المحرم والسيل الكبير، وقد ذكر بأوفى من هذا في السيل الكبير ونخلة الشامية”.
وقال أيضًا في معجم معالم الحجاز (ص.863): “السَّيْل الكَبِير: بلفظ سيل الوادي من الماء: بلدة بين نخلتين الشامية واليمانية في حزم مرتفع غير أن عمرانها قد يمتد في قرن المنازل من نخلة الشامية، وماؤهم منها، يمر فيها طريق الطائف إلى مكة المار بنخلة اليمانية، المسمى (طريق اليمانية) تبعد عن مكة ثمانين كيلًا شرقًا، وعن الطائف (53) كيلًا شمالًا غربيًا. كانت تُعرف بقَرن المنازل، وهي ميقات أهل نجد ومن مر بها من غيرهم، ويطلق اسم قرن اليوم على الوادي في أعلاها إلى المحرم على طريق الطائف المار بالهدأة. الوادي قرن، والبلدة السيل الكبير، تمييزًا لها عن السيل الصغير”.
وعلى ما ذكره عاتق، وحيث أن قرن المنازل (السيل الكبير) ما تزال معلومة للآن، فهذه إحداثيات تقريبية لها:
المَعْلَم | قرن المنازل (السيل الكبير) | |
خط طول | 40.397684 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.646592 | درجة شمالًا |
المُليح ولِيَّة وبُحْرَة الرُّغاء
قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.1260): “ بُحْرَة الرغاء: موضع مذكور في رسم لِيّة، وقد مضى في حرف اللام، وهو مذكور أيضًا في رسم البوباة، في حرف الباء”.
وقال أيضًا (ص.1167): “لِيَّة: بكسر أوّله وتشديد ثانيه: وهي أرض من الطائف، على أميال يسيرة، وهي على ليلة من قَرْن، وانظرها في رسم خورة، وفي رسم نخب، ولِيَّة: هي دار بني نصر، وفيها كان حصن مالك بن عوف النَّصري، صاحب الناس وأميرهم يوم هوازن. ولما سار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد حنين إلى الطائف، سلك على نخلة اليمانية، ثم على قرن، ثم على المليح، ثم على بحرة الرغاء من لية، فابتنى في بحرة مسجدا وصلى فيه، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في لِيَّة بحصن مالك بن عوف فهُدم، ثم سلك في طريق يقال لها الضيقة، فلمّا توجه فيها سأل عن اسمها، فقيل له: الضَّيقة، فقال: بل هي اليُسرى. ثم خرج منها على نخب، فأتى الطائف، (وبين لِيَّة وقرن ليلة) قال أبو الفتح: لِيَّة (فِعلة) من لَوَيت.”
وقال أيضًا (ص.229): “بُحْرَة الرُّغاء،… منسوبة إلى رُغاء الإبل، أو شيء على لفظه: موضع في لِيَّة، من ديار بني نصر،…وربما قيل: بَحْرَة الرُّغاء، بفتح أوّله، وبَحرة: مَنبِت الثُّمام، وذكره أبو داود في كتاب الدِّيات أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسل قتل بالقسامة رجلا من بني نصر بن مالك؛ ببحرة الرغاء على شط لِيَّة”.
وقال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.170): “ بُحْرَة الرغاء: تُعرف اليوم باسم البحرة: تلعة واسعة ذات أرض بيضاء، تسيل من هضبة السوق فتدفع في ليّة من الجنوب يسار طريق الجنوب للخارج من الطائف، مقابلة لمفيض اليُسْرَى، على (17) كيلًا من الطائف، يفرق طريقها بعد جزع الوادي، ومن المتعارف عندهم مكان (غَزّةُ الرُّمح) وهي حفرة صغيرة يحفرونها كلما دهمها السيل، وبقربها محراب صلاة العيد لتلك الجهة، في شمال غزة الرمح بحوالي 4 أمتار، وهو لا شك مكان مسجده صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الآثار يخفظها الخلف عن السلف.”
قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1665): “مُلَيْح: تصغير الملح: قال ياقوت: وادٍ بالطائف مر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند انصرافه من حنين إلى الطائف،…قلتُ -عاتق-: يُعرف اليوم أعلاه بالسيل الصغير -انظره- وأسفله لا زال يعرف بهذا الاسم (مُلَيْح) يصب في وادي بعج شرق السيل الكبير إلى الشمال، وبعج هذا أحد أجزاع نخلة الشاميّة”
وقال أيضًا (ص.864): “السَّيْل الصغير: وادٍ يسيل من شمال الحوية، شمال الطائف فيدفع في بعج مجتمعًا مع السيل الكبير، في رأسه قرية تسمى باسمه تبعد (30) كيلًا شمال الطائف و14 كيلًا شمال الحويّة، …كان الوادي يسمى (مُلَيْح) ولا زال أسفله يحمل هذا الاسم وهو المذكور في غزوة الطائف”.
ولِيَّة وادٍ من أودية الطائف وكذلك وادي “وجّ” -وقد ورد أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضمّه للحَرَم في غزوة الطائف-، وبَحْرَة الرّغاء على شاطئ لِيَّة كما ذُكِر، والمُلَيْح وهي السيل الصغير ما تزال معروفة للآن، وبالقياس على خرائط غوغل المسافة بعد توقيع لِيَّة (بُحْرَة الرغاء) وقرن المنازل، يتبيّن أن المسافة بينهما حوالي 49 كم تقريبًا، وهو موافق لما ذكره البكري، ونستدل به على صحّة التقريب الذي ذهبنا إليه إن شاء الله تعالى، وعليه فهذه إحداثيّات تقريبيّة للمعالم المذكورة:
المَعْلَم | المُلَيْح | |
خط طول | 40.492873 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.469591 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | بُحْرَة الرغاء من لِيَّة | |
خط طول | 40.540359 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.244776 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | وادي وجّ | |
خط طول | 40.461889 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.310473 | درجة شمالًا |
نُخْب أو نَخِب أو نَخَب
قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1725): “نُخْب: بضم أوله كذا ينطقونه اليوم، وادٍ يمر شرق الطائف يستسيل القراحين وجبال جنوب الطائف ويتجه شرقًا حتى يصب في وادي لِيّة عند خد الحاجّ، يقطعه الطريق من الطائف إلى الجنوب على 6 أكيال، وفيه مسجد ينسب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعروف بمسجد الصادرة”.
وقال: “نَخِب: بالفتح ثم الكسر ثم باء موحدة، فلان نخب الفؤاد إذا كان جبانًا هو وادٍ بالطائف، عن السكوني،…وقال الأخفش: نخب وادٍ بأرض هذيل، وقيل: وادٍ من الطائف على ساعة، ورواه بفتحتين، مر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق يقال لها الضَّيقة ثم خرج منها على نَخب حتى نزل سدرة يقال لها الصادرة…وقال البكري: بفتح أوله وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة: وادٍ من وراء الطائف، روى أبو داوود وقاسم بن ثابت من طريق عروة بن الزبير عن أبيه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لِيَّة فلما صرنا عند السدرة، وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طرف عند القرن الأسود، واستقبل نخبًا ببصره، ووقف حتى اتفق الناس كلهم وقال: إن صيد وجّ وعِضاها حِرْم مُحَرّم لله. وذلك قبل نزوله الطائف، وحصاره ثقيفًا”، وقد اكتفينا بكلام عاتق لنقله عن البكري وغيره ما يفيد موضع نخب وهي لا تزال معروفة بذات الاسم على الخرائط، وكذلك وادي وجّ كما أسلفنا ذكره.
المَعْلَم | نخب | |
خط طول | 40.443347 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.261798 | درجة شمالًا |
مسجد الصادرة وموضع قبّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حصار الطائف
ومسجد الصادرة الذي ذكره عاتق ما يزال معروفًا بالطائف الآن بمنطقة (نخب)، وهو مسجد السدرة الصادرة الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجتمع عنده جيش المسلمين قبل حصار الطائف وأخبرهم بحرمة وادي (وجّ)، وقد وجدته باسمه على خرائط غوغل، ووجدت وصفه عند بعض المعاصرين كما ذكره الأستاذ / عبد الله بن سعد الحُضْبي السبيعي بجريدة (الجزيرة) على شبكة الانترنت في مقال له عند المساجد الأثرية بالطائف بتاريخ الاثنين 12 ديسمبر 2016.
وكذلك اعتنى الأستاذ / أبو محمد المكي من موقع طَيْبة نِت ببيان موضع مسجد سيدنا عبد الله بن عباس القديم والذي هو نفسه المعروف المشهور الآن بالطائف ورجّحت نقولاته أنّ هذا المسجد هو أقرب ما يكون لموضع قبّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حصار الطائف، والمقال بتاريخ 1 أغسطس 2010.
وعلى المذكور وبعد مراجعة خرائط غوغل فهذه إحداثيّات المساجد:
المَعْلَم | مسجد السدر الصادرة بنخب | |
خط طول | 40.455137 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.249716 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | موضع قبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حصار الطائف | |
خط طول | 40.408620 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.270244 | درجة شمالًا |
وهذه مُتعشَّيات الطريق من حُنين إلى الطائف
حُنين –-> نخلة اليمانيّة –-> قرن المنازل –-> المُليْح –-> بحرة الرّغاء من لِيَّة –-> نخب –-> الطائف
2- التاريخ
وأثبت جميع أصحاب السير خروجه صلى الله عليه وآله وسلّم للطائف بعد فراغه من حُنين، والثابت كما في مُلحق غزوة حُنين كونها بدأت يوم 10 شوّال 8 هـ، وهو يوم المعركة، وأوّل ليلة أقامها صلى الله عليه وآله وسلم بها، ثُمّ أقام صلى الله عليه وآله وسلم بوادي حُنين ثلاثة أيّام بعدها على عادته المذكورة من الإقامة في موضع المعركة لترتيب الجيش وجمع العتاد والغنائم والتأكد من عدم عودة العدو وإرسال السرايا خلف فلوله، فيكون خروجه صلى الله عليه وآله وسلَّم للطائف ليلة السبت 14 شوّال 8 هـ، وقد ذكرت الروايات وقوفه صلى الله عليه وآله وسلَّم عند “بُحْرَة الرغاءة في وادي لِيَّة” وابتناءه بها مسجدًا -الراجح أن ذلك تمّ في نفس يوم وصوله بحرة الرغاء- ثم خروجه صلى الله عليه وآله وسلم عنها آخر النهار مُكملًا طريقه إلى الطائف ومعه الجيش حتى نزل الطائف عند “السدرة الصادرة” في اليوم الرابع لخروجه صلى الله عليه وآله وسلم من مكّة.
ذكر الواقدي في المغازي (ص.623): “عن أبي هريرة قال: لمّا مضت خمس عشرة ليلة من حصارهم استشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نوفل بن معاوية الدّيلي…فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عُمر وأذّن في الناس بالرحيل…”.
وقال أيضًا في المغازي (ص.637): “وانتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة فأقام بالجعرانة ثلاث عشرة فلمّا أراد الانصراف إلى المدينة خرج من الجعرانة ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة ليلًا فأحرم من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى، وكان مُصَّلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان بالجعرانة…وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -المدينة المنورة- يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي القعدة”.
وذكر ابن كثير عن ابن إسحاق في البداية والنهاية (ج.2، ص.297): “عن عبد الله بن أبي بكر وعبد الله بن المكدم، قالوا: حاصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل الطائف ثلاثين ليلة أو قريبًا من ذلك ثم انصرفوا عنهم ولم يؤذن فيهم…”.
وذكر أيضًا (ج.2، ص.319): “قال ابن إسحاق: وكانت عمرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذي القعدة وقدم المدينة في بقية ذي القعدة أو في أول ذي الحجة، قال ابن هشام: قدمها لست بقين من ذي القعدة فيما قال أبو عمرو المديني…”.
والمُختار جمعًا بين الأقوال وبالنظر لتحديد وقت الخروج من الجعرانة والعودة للمدينة عند من ذكره، تكون مُدَّة الحصار خمسة عشر يومًا من بدءه -وهو ثاني يوم الوصول إلى الطائف-، ثُمّ أقاموا بعدها يوم وارتحلوا في التالي على تقدير أن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم قد أَمَرَ بالرحيل بعد كلامه صلى الله عليه وآله وسلم مع نوفل بن معاوية الدَّيلي بوقت قليل، وأراد المسلمون القتال يومًا وعدم الانصراف إلا بعد الفتح، فاستجاب لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأصابتهم الجراحات فامتثلوا للرحيل، وهو المفهوم من الروايات أنّه صلى الله عليه وآله وسلم مكث بعدها قليلًا مع علمه بعدم الإذن في فتحها، فهذه ستة عشر يومًا، ثُمّ المسير إلى الجعرانة ثلاثة أيّام، ويكون كلام من قال ثلاثين ليلة أو قريبًا من ذلك محمولًا على المُدَّة كاملة بإهمال الكسر، فهي ستة عشر يومًا وقبلها أربعًا في الطريق ذهابًا وبعدها ثلاثة في العودة فهذه ثلاثة وعشرون يومًا تقريبًا، وهو قريب مما ذُكِر، ويكون تقدير يوم الوصول للجعرانة كما ذكره الواقدي موافقًا للمحسوب باستثناء يوم الاسبوع، فقد وافق 5 ذو القعدة السبت على التقويم لا الخميس بمُراجعة برمجيّة آستروكال، ويكون المكوث في الجعرانة 13 يومًا ثم خرج في الرابع عشر للعُمرة وهو يوم 18 ذو القعدة، ثم اعتمر صلى الله عليه وآله وسلم ذلك اليوم، وخرج عائدًا للمدينة المنوَّرة في اليوم التالي، فوصلها في الاثنين 28 ذي القعدة، والله أعلم.
مُدّة الإقامة بالجعرانة وتقسيم الغنائم ووفادة هوازن
ذكر ابن كثير (ج.2، ص.301): “وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف…”، يعني انتظاره صلى الله عليه وآله وسلم وفادة هوازن، وظاهر كلام الواقدي أنّ هذه الثلاثة عشرة كانت مُدّة إقامته صلى الله عليه وآله وسلم بالجعرانة قبل القسمة، فيكون خرج للعُمرة يوم القسمة على ما ذكر الواقدي؟ والراجح أنّ القسمة أخذت أكثر من يوم وكان فيها كلام وأخذ وردّ، وكلام ابن كثير يوحي بأنّ البضع عشرة ليلة التي كان فيها الانتظار هي من قفوله صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف، فيكون صلى الله عليه وآله وسلم انتظرهم عشرة أيّام بالجعرّانة وثلاثة بالطريق من الطائف للجعرانة، ثم بدأ بتوزيع السبي وبعض الأموال، فقدموا عليه في اليوم التالي فخيّرهم، ولم يكمل تقسيم الأموال فتزاحم عليه الأعراب حتى ألجأوا حضرته إلى شجرة، فيكون تاريخ بدء تقسيم الغنائم العاشر لوصوله صلى الله عليه وآله وسلم الجعرانة وقدوم وفد هوازن في اليوم التالي، ثم خروج حضرته للعمرة في اليوم الثالث، والله أعلم.
وهذ مُلَخَّص بهذه التواريخ المستخلصة:
السبت 14 شوّال 8 هـ | الخروج من حُنين للطائف |
الاثنين 16 شوّال 8 هـ | بناء المسجد ببحرة الرغاء بليّة |
الثلاثاء 17 شوّال 8 هـ | الوصول للطائف |
الأربعاء 18 شوّال 8 هـ | بدء الحصار |
الأربعاء 2 ذو القعدة 8 هـ | كلام نوفل بن معاوية الدّيلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم |
الخميس 3 ذو القعدة 8 هـ | التحرك من الطائف إلى الجعرانة |
السبت 5 ذو القعدة 8 هـ | الوصول للجعرانة |
الأربعاء 16 ذو القعدة 8 هـ | بدء تقسيم الغنائم |
الخميس 17 ذو القعدة 8 هـ | وصول وفد هوازن |
الجمعة 18 ذو القعدة 8 هـ | الخروج للعمرة من الجعرانة |
السبت 19 ذو القعدة 8 هـ | الخروج من الجعرانة للمدينة |
الاثنين 28 ذو القعدة 8 هـ | وصول المدينة المنورة |
3- مُزامنة الطريق
طريق الذهاب (الطائف) | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(السبت) 14 شوال 8 هـ 3 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الأحد) 15 شوال 8 هـ 4 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الاثنين) 16 شوال 8 هـ 5 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الثلاثاء) 17 شوال 8 هـ 6 فبراير 630 م |
|
طريق العودة (إلى الجعرانة) | |||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(الخميس) 3 ذو القعدة 8 هـ 22 فبراير 630 م
|
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الجمعة) 4 ذو القعدة 8 هـ 23 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثالث
(السبت) 5 ذو القعدة 8 هـ 24 فبراير 630 م |
|
طريق الذهاب والإياب (العُمرة من الجعرانة) | |||||||||||||||||
(الجمعة)
18 ذو القعدة 8 هـ 9 مارس 630 م
|
|
4- المراجع
مساجد الطائف القديمة: تحفة معمارية وشاهد حضاري – عبد الله السبيعي
http://www.al-jazirah.com/2016/20161212/wo1.htm
مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف الذي أدخل في مسجد عبد الله بن عباس – أبو محمد المكي
http://www.taibanet.com/showthread.php?t=8269