ملحق يوميات سريَّة عمرو بن العاص لهدم سُوَاع صنم هُذَيْل برُهاط

1- الجغرافيا

 رُهاط

قال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.45): “فكان الذين اتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم وسمّوا بأسمائهم حين فارقوا دين إسماعيل: هُذيل بن مُدركة بن إلياس بم مُضّر، اتخذوا سُوَعًا وكان لهم برُهاط، وكلب بن وبرة من قضاعة، اتخذوا ودًّا بدومة الجندل”.

وقال ياقوت في معجم البلدان (ج.3، ص.107): “رُهاط: بضم أوّله، وآخره طاء مهملة: موضع على ثلاث ليال من مكة، وقال قوم: وادي رُهاط في بلاد هُذيل، وقال عرّام فيما يُطيف بشمنصير: وهو جبل قرية يقال لها رُهاط بقرب مكة على طريق المدينة، وهي بواد يقال له غُران، وبقرب وادي رُهاط الحديبية، وهي قرية ليست كبيرة، وهذه المواضع لبني سعد وبني مسروح، وهم الذين نشأ فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ينسب إليها سهيل بن عمرو الرّهاطي، سمع عائشة رضي الله عنها…وقال ابن الكلبي: اتخذت هُذيل سواعًا ربًا برهاط من أرض ينبع، وينبع عرض من أعراض المدينة”.

 

وقال عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.143): “رُهاط على زِنَة فُعال من الرَهَط، بالطاء المهملة…قلت: رُهاط: وادٍ هو صدر وادي غُران، ووادي غُران يمر شمال عُسفان على 85 كيلًا من مكة شمالًا، وكان من ديار هُذيل، ويتناقل الباحثون حتى اليوم نصًا موهومًا يقول: رهاط: أمن أرض ينبع…”، ثم سرد عاتق أدلته في بطلان وجود سواع في “رهاط” الذي عيّنه، والحقّ أن هذا في حاجة لمزيد بحث، وقد ذكر أنّه فصَّل في ذلك في معالم الحجاز.

 

فقال في معالم الحجاز (ص.735): “رُهاط: صدر وادي غُران، وهو مكان خصب كثير العيون والنخيل، مياهه وفيرة ولكنها وبيئة،…يقع رُهاط في الشمال الشرقي من مكة على قرابة 122 كيلًا، وشرق البحر الأحمر بقرابة 100 كيل، وكان لهذيل فأصبحوا بعيدًا عنه”. وقال تاليًا: “رُهاط: بضم أوله وآخره طاء مهملة: موضع على ثلاث ليال من مكة، وقال قوم: وادي رُهاط في بلاد هُذيل، وقال عرّام فيما يطيف بشمنصير: وهو جبل، قرية يقال لها رهاط بقرب مكة على طريق المدينة وهي بواد يقال له غُران، وبقرب وادي رهاط الحُديبية، وهي قرية ليست كبيرة، وهذه المواضع لبني سعد وبني مسروح، وهم الذين نشأ فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول البكري: قرية جامعة على ثلاثة أميال من مكة…”، ثم عقّب عاتق على هذه الأقوال فقال: “هذه الرواية كثيرة الأغلاط فمن ذلك: قول عرام: فيما يطيف بشمنصير، ورهاط بعيد عن شمنصير، وشمنصير بين واديي وبخ (الضرعاء)، وساية، وبينه وبين رُهاط وادي الضرعاء أعلاه للروقة وأسفله لسليم. وقوله: وبقُرب رهاط الحديبية خطأ، فالحديبية تبعد من رهاط أيّامًا وليالي، فهي بين مكة وجُدَّة. وقول ابن الكلبي: من أرض ينبع، خطأ واضح، فكم بين رهاط وينبع. وقول البكري: على ثلاثة أميال. صوابه: على ثلاث ليال.”

وعلى استبعاد عاتق البلادي وجود “سواع” ب”رهاط”، لأسباب ذكرها تفصيلًا في معجم معالم السيرة -كما تقدم-، منها أن رُهاط على أطراف أرض هُذيل وعادة القبائل اتخاذ الأصنام في وسط أرضهم؛ وفي قوله نظر: فإن العادة قد تتخلف أو تكون القبائل مرتكزة في مكان فتتحرك منه وهو حاصل تاريخيًا لكثير من قبائل العرب لكون أكثرهم أهل بادية، خصوصًا هُذَيْل، ومما ذَكَر أيضًا أن نخلة اليمانيّة بها صنم العُزّى ولهم فيها غناء وهي أقرب لأرضهم، وهذا أيضًا ليس دليلًا على شيء، فإن العرب كانت تتخذ الأصنام الكثيرة وتعظمها ولم يكن لهم نظام ثابت في اتخاذ عدد معين من الأصنام، كما أن المتقدمين من أهل السير كابن هشام، ذكروا أن العُزّى صنم قُريش وبني كنانة، فحتّى لو كانت أقرب لأرضهم فهي ليست صنمهم أصالة، وإنما صنهم سواع كما ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة.

وعليه فالراجح أنّ موضع صنم “سواع” كان بوادي “رُهاط” المذكور، والذي ما زال معروفًا لليوم كما حددّه عاتق رحمه الله شمال مكّة المكرمةّ بحوالي مائة وعشرون كيلومترًا، يزيدون أو ينقصون حسب الطريق إليها، وهي بحساب المراحل مسيرة يومين ونصف تقريبًا، أي يومين ويصل في الثالث، وسنبيّن ذلك في المزامنة، والله أعلم، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لرُهاط:

 

المَعْلَم رُهاط
خط طول  40.011425 درجة شرقًا
خط عرض 22.070711 درجة شمالًا

 

وبتتبع الطريق إلى رُهاط من مكّة على خرائط غوغل، يتبيّن أنّه يمرّ بهذه المعالم، منها ما قد تحدد في ملاحق أخرى ومنها ما هو حديث مأخوذ من الخريطة كعَلَم مُعاصر أو نقطة مُتَخَيّلَة بغرض تقسيم الطريق، والطريق عبارة عن أربع مُتعشَّيات -نصف مراحل- تقريبًا ثم مُتعشًّ صغير إلى رُهاط كالتالي:

مكة –> سَرِف 18 كم

سرف -> مرّ الظهران13 كم

مر الظهران –> ضجنان 20 كم

ضجنان –> قريب من الدور 24 كم

قريب من الدور –> مدركة 24 كم

مدركة –> رُهَاط 13 كم

ومواضع سَرِف، ومر الظهران مذكورة في طريق الجادّة العظمى، وضجنان في صُلح الحُديبية حيث نزلت عندها سورة الفتح، والمواضع الباقية مستنتجة من خرائط غوغل المعاصرة وهذه الإحداثيّات التقريبيّة لتلك المواضع:

 

المَعْلَم قريب من الدور
خط طول 21.885618 درجة شرقًا
خط عرض 39.783011 درجة شمالًا

 

المَعْلَم مدركة
خط طول 21.980411 درجة شرقًا
خط عرض 39.986945 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.135): “سريّة عمرو بن العاص إلى سواع في شهر رمضان سنة ثمان من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين فتح مكة عمرو بن العاص إلى سواع، صنم هُذيل، ليهدمه.” وقد ذكرها ابن سعد بعد سريّة خالد لهدم العُزّى وقبل سريّة سعد بن زيد لهدم مناة، والّذي يتفق مع سياق الأحداث في سريّة خالد وسريّة سعد بن زيد أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسلهم في اليوم التالي لفتح مكّة شرفها الله تعالى، فتستقيم روايات كونهم في رمضان مع مزامنات الطريق ذهابًا وإيابًا وخروجهم جميعًا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد عودتهم في شوّال إلى غزوة حُنين، وعليه فهذا مُلَخَّص تواريخ السريّة -وهي تُقارب تواريخ سريّة سعد بن زيد لهدم مناة بالمُشَلَّل:

 

الجمعة 21 رمضان 8 هـ أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمرو بن العاص لهدم سواع برُهاط.
الأحد 23 رمضان 8 هـ هدم عمرو بن العاص رضي الله عنه لصنم سواع برُهاط.
الأربعاء 26 رمضان 8 هـ عودة عمرو بن العاص لمكة وإخباره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهدم سواع.

 

3- مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (مكّة المُكَرَّمة رُهَاط)
اليوم الأول

(الجمعة)

21 رمضان 8 هـ

12 يناير 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكّة المُكَرَّمة سَرِف 17.5 3.5
سَرِف مرّ الظهران 13 2.6
  30.5 6.1
اليوم الثاني

(السبت)

22 رمضان 8 هـ

13 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرّ الظهران ضَجْنَان 20 4
ضَجْنَان قريب من الدور 24 4.8
  44 8.8
اليوم الثالث

(الأحد)

23 رمضان 8 هـ

14 يناير 630 م

       
قريب من الدور مدركة 24 4.8
مدركة رُهاط 13 2.6
  37 7.4

 

طريق العودة (رُهَاط مكّة المُكَرَّمة)
اليوم الأول

(الاثنين)

24 رمضان 8 هـ

15 يناير 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
رُهاط مدركة 13 2.6
مدركة قريب من الدور 24 4.8
  37 7.4
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

25 رمضان 8 هـ

16 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الدور ضَجْنَان 24 4.8
ضَجْنَان مرّ الظهران 20 4
  44 8.8
اليوم الثالث

(الأربعاء)

26 رمضان 8 هـ

17 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرّ الظهران سَرِف 13 2.6
سَرِف مكّة المُكَرَّمة 17.5 3.5
  30.5 6.1