1- الجغرافيا
نَخْلَة وبُستان ابن عَامِر وبُستان بن مَعْمَر
قال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.47): “العُزَّى: وكانت لقُريش وبني كنانة بنَخْلَة، وكان سدنتها وحجَّابها بني شيبان من سُلَيْم حُلفاء بني هاشم”.
وفي معجم ما استعجم للبكري (ص.1304): “نَخْلَة: على لفظ واحدة من النَّخْل: على موضع ليلة من مكة، وهي التي ينسب إليها بَطْنُ نَخْلَة، وهي التي وَرَدَ فيها الحديث ليلة الجن. وقال ابن وَلاّد: هما نخلة الشامية، ونخلة اليمانية، فالشامية: واد ينصب من الغُمَير، واليمانية: واد ينصب من بَطْنِ قَرْنِ المَنَازل، وهو طريق اليمن إلى مكة، فإذا اجْتَمَعَا فكَاناَ واديا واحدا، فهو المَسَدْ، ثم يضمهما بَطْنُ مَرّ. والصحيح أن نخلة اليمانية: هي بَسْتَانُ عبيد الله بن مَعّمَر”.
وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.203): “ويقولون بستان ابن عامر وإنما هو بستان ابن معمر، وقال البطليوسي: بستان ابن معمر غير بستان ابن عامر وليس أحدهما الآخر، فأما بستان ابن معمر فهو الذى يعرف ببطن نخلة، وابن معمر هو عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي وأما بستان ابن عامر فهو موضع آخر قريب من الجحفة، وابن عامر هذا هو عبد الله بن عامر بن كريز، استعمله عثمان على البصرة وكان لا يعالج أرضًا إلا أنبط فيها الماء، ويقال أن أباه أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو صغير فعوّذه وتفل في فيه فجعل يمتص ريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه لمسقي، فكان لا يعالج أرضًا إلا أنبط فيها الماء”.
وذكر عاتق أيضًا في معجم معالم السيرة النبويّة (ص.317): “بلفظ النخل شجرة التمر: جاء في ذكر سرية عبد الله بن جحش: فلمّا سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب، فنظر فيه فإذا فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة فترصد بها قريشًا وتعلّم لنا من أخبارهم. قلت -عاتق-: هما نخلتان: الشاميّة واليمانيّة، والمقصود في هذه الرواية نخلة اليمانيّة، لأنها على ليرق القديم بين مكة والطائف، وما كانت القوافل تسير بينهما إلا فيها. والنخلتان متجاورتان في المنبع والمصب، فكلاهما تأخذ أعلى مساقط مياهها من السراة الواقعة غرب الطائف، ثم تنحدران شمالًا ثم غربًا حتى تجتمعا في ملقى كان يسم بستان ابن معمر ثم يكونان وادي مر الظهران، وقد تقدم مر الظهران، في هذا الكتاب”
كما ذكر عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز نقلًا عن ياقوت الحموي: “نخلة الشاميّة واديان لهُذيل على ليلتين من مكة يجتمعان ببطن مر وسبوحة -والمقصد أن الحموي يعني وادي نخلة الشامية ووادي نخلة اليمانية معًا-، وهو وادٍ يصب من الغمير، واليمانية تصب في قرن المنازل، وهو على طريق اليمن مجتمعهما البستان وهو بين مجامعهما، فإذا اجتمعتا كانتا واديًا واحدًا فيه بطن مرّ، وقال البكري: موضع على ليلة من مكة، وهي التي ينسب إليها بطن نخلة التي ورد فيها الحديث ليلة الجن، قال بن ولّاد: هما نخلة الشاميّة ونخلة اليمانيّة، فالشامية وادٍ ينصب من الغُمَير، واليمانيّة: وادٍ ينصب من بطن قرن المنازل، وهو طريق اليمن إلى مكة، فإذا اجتمعا فكانا واديًا واحدًا فهو المسد ثم يضمهما بطن مر، قلت-عاتق البلادي- : تحديد البكري للنخلتين من أجود التحديد، وبنخلة اليمانيّة قتل عامر بن الحضرمي، ومن أجله كانت بدر…ويوم نخلة: أحد أيّام الفجار؛ كان في أحد هذه المواضع بنخلة اليمانيّة”.
وقال أيضًا : “نخلة اليَمَانِيَّة: وادٍ فحل من أودية الحجاز، وهي إحدى شعبتي مر الظهران والأخرى تقدمت -يقصد الشاميّة-، يأخذ وادي نخلة اليمانية مياه هدأة الطائف، فإذا اجتمعت مياهه سمي وادي الأغراف، فإذا اجتمع معه مظلم سمي الوادي تضاعًا، ومعظمه يسمى الشرقة،..ومن الشرق تأخذ سيل البوباة عند بلدة السيل الكبير وهذا من الناحية الجغرافية يعتبر رأسها، والوادي قاحل إلا في أسفله حيث توجد عيني الزيمة وسولة…ويأخذ نخلة هذه طريق الطائف القديم وطريق نجد من مكة، وهي طريق مطروقة على مر العصور، وهي التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة الطائف، وهي التي أوقع المسلمون فيها بعير قريش، وقتلوا ابن الحضرمي،…وبه عسكرت هوازن يوم حُنين”.
وعلى كلام البكري وياقوت ووصف عاتق البلادي المعاصر لهذين المكانين، فإن بلدة السيل الكبير والزيمة معروفتين للآن على طريق الطائف من مكة المكرمة، وعليه فهذه إحداثيّات تقريبيّة لنقطة في منتصف وادي نخلة اليمانيّة وأخرى لنخلة الشاميَّة :
المَعْلَم | نخلة اليمانيّة | |
خط طول | 40.172112 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.615469 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | نخلة الشاميَّة | |
خط طول | 40.174089 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.699724 | درجة شمالًا |
وبقياس الطريق من الحرم المكي إلى قرية الزِّيمة -وهي في أول وادي نخلة اليمانيّة، يتبين أنّها على طريق القادم من الشمال الشرقي للمارّ بالشرائع على ليلة تقريبًا -حوالي 49 كم-، وللقادم من مرّ الظهران غربًا ثم شمالًا على ليلة ونصف تقريبًا -حوالي 71 كم-، وعليه فمن قال بكونها على ليلة فقد قصد الطريق الشماليّة، ومن قال بكونها على ليلتين فقد جبر الكسر وقصد طريق مرّ الظهران، والله أعلم.
2- التاريخ
عند الواقدي في المغازي (ص.584): “فخرج خالد في ثلاثين فارسًا من أصحابه حتى انتهى إليها وهدمها،…وكان هدمها لخمس ليالٍ بقين من رمضان سنة ثمان”، وذكر في سياق ذلك أنه فخرج وعاد فسأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره أنه لم ير شيئًا خرج منها فقال ارجع فاهدمها فإنك لم تهدمها، فرجع فخرجت له منها امرأة سوداء فقتلها ثم عاد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له نعم قد هدمتها.وقد ذكرها ابن إسحاق بعد سريّة خالد إلى بني جذيمة، وترتيب الواقدي أوفق للسياق ولذكره سريّة هدم العُزّى في رمضان، وبني جذيمة في شوّال، وتابعه في ذلك ابن سعد وابن سيد النّاس وغيرهما، وتفصيل ذلك في ملحق سريّة خالد لبني جذيمة بالغُميصاء (ملحق 4 – من ملاحق فتح مكة).
فإذا كان هدمها يوم 25 رمضان 8 هـ كما ذكر الواقدي، وكونها بنخلة اليمانيّة كما تقدّم، وقد حددنا موضع نخلة اليمانيّة كما تقدّم، وهي على حوالي 72 كم من مكة على طريق مر الظهران -وهي مسيرة يوم ونصف تقريبًا- أو على 49 كم تقريبًا من طريق الشمال والذي لا نرجح سلوكه لأنّه يمر على وادي حُنين وقد كانت قبائل هوازن وثقيف تجمع الجموع في هذه المنطقة لغزو المسلمين فالراجح أن خالدًا رضي الله عنه سلك الطريق الأخرى الطويلة.
وبالرجوع القهقرى بحساب الأيّام للتاريخ الذي ذكره الواقدي لهدمها: يكون خروجه رضي الله عنه من مكة لهدمها في المرة الثانية يوم 23 رمضان 8 هـ، ثم يكون وصوله إليها في المرّة الأولى يوم 21 رمضان 8 هـ، وهو اليوم التالي للفتح، وهذا غير صحيح، فإنّ خالدًا رضي الله عنه حضر يوم الفتح قطعًا ولم يذهب قبله لهدم العُزَّى، وعليه فيكون هدمها يوم 27 رمضان 8 هـ على الراجح من الحساب، وعليه بحساب القهقرى يكون خالدًا رضي الله عنه قد خرج لهدمها أخيرًا من مكة يوم 25 رمضان 8 هـ، ووصل إليها أولًا قبلها يوم 23 رمضان 8 هـ، وخرج لهدمها أولًا يوم 21 رمضان 8 هـ وهو اليوم التالي للفتح وهو معقول؛ أن يأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخروج في نهاية اليوم لهدمها، وتكون رواية الواقدي صحيحة أيضًا لكنّها تُحمل على أن المقصود بقوله -الواقدي- “وكان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان” أن ذلك يوم خروج خالد لهدمها لا نفس يوم هدمها والله أعلم، وهذا جدول بتقدير تلك التواريخ بالرجوع لبرمجيَّة آستروكال لتحديد يوم الأسبوع:
الجمعة 21 رمضان 8 هـ | إرسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد في ثلاثين راكبًا لهدم العُزى بنخلة اليمَانِيَّة. |
السبت22 رمضان 8 هـ | وصول خالد بن الوليد لنخلة اليمانيّة ويهدم العزّى. |
الثلاثاء25 رمضان 8 هـ | عودة خالد بن الوليد لمكة وإخباره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه هدمها وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعودة لهدمها لأنه لم يهدمها. |
الخميس27 رمضان 8 هـ | وصول خالد بن الوليد ومن معه لنخلة اليمَانِيَّة ثانيًا وهدمه العُزَّى وقتل خالد للمرأة السوداء التي خرجت منها. |
السبت 29 رمضان 8 هـ | وصول خالد بن الوليد لمكة وإخباره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما رآه بعد هدم العُزّى فأقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم. |
3- مُزَامَنَة الطريق
طريق الذهاب (مكّة – نخلة اليمانيّة) (المرة الأولى لهدم العُزّى) | |||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(الجمعة) 21 رمضان 8 هـ 12 يناير 630 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(السبت) 22 رمضان 8 هـ 13 يناير 630 م |
|
طريق العودة (نخلة اليمانيّة – مكّة) (المرة الأولى لهدم العُزّى) | |||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(الاثنين) 24 رمضان 8 هـ 15 يناير 630 م
|
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الثلاثاء) 25 رمضان 8 هـ 16 يناير 630 م |
|
طريق الذهاب (مكّة – نخلة اليمانيّة) (المرة الأخرى لهدم العُزّى) | |||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(الثلاثاء) 25 رمضان 8 هـ 17 يناير 630 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الأربعاء) 26 رمضان 8 هـ 18 يناير 630 م
|
|
طريق العودة (نخلة اليمانيّة – مكّة) (المرة الأخرى لهدم العُزّى) | |||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(الجمعة) 28 رمضان 8 هـ 20 يناير 630 م
|
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(السبت) 29 رمضان 8 هـ 21 يناير 630 م |
|