ملحق يوميات سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة

سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ثم إرسال علي بن أبي طالب لإصلاح ما فعل خالد

 1- الجغرافيا

 الغُميصاء

عند ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.4، ص.214): “الغُمَيْصَاء: تصغير الغمصاء تأنيث الأغمص، وهو ما يخرج من العين، والغُميصاء من النجوم، تقول العرب في أحاديثها: إن الشِّعْرَى العَبور قطعت المجرّة فسميت عبورًا وبكت الأخرى على أثرها حتى غَمِصَت فسُمّيت الغميصاء؛ والغميصاء: موضع في بادية العرب قرب مكة كان يسكنه بنو جذيمة الذين أوقع بهم خالد بن الوليد، رضي الله عنه، عام الفتح”.

 

وعند ابن سيد الناس (ج.2، ص.246): “سريّة خالد إلى بني جذيمة من كنانة، وكانوا بأسفل مكّة على ليلة بناحية يلملم في شوّال سنة ثمان، وسمي يومها بيوم الغُميصاء، وهي عند ابن إسحاق قبل سريته لهدم العُزَّى”.

 

وفي لسان العرب: “الغُمَيْصَاء: اسم لموضع، وهو الموضع الذي أوقع فيه خالد ببني جذيمة ناحية يلملم، وقيل الغُمَيْصَاء موضع بناحية البحر”.

وعلى المذكور فإن موضع بني جذيمة هو عند “الغُميصاء” هذه وهي بئر أو ماء لهم كما ذُكِر، وهي جنوب مكَّة على ليلة -حوالي 45 كم تقريبًا-، وهي ناحية يلملم -وموضع يلملم ما زال معروفًا للآن وهو ميقات إحرام أهل اليمن في أقصى جنوب مكّة ناحية البحر الأحمر بينه وبين مكة حوالي 89 كم تقريبًا-، والغُميصاء أيضًا كما ذُكر في لسان العرب: “موضع ناحية البحر”، وقد درج الأقدمون على ذكر “ناحية كذا” بمعنى “على طريقه أو في اتّجاهه”، فالغُميصاء هكذا على مسافة ليلة، في طريق يلملم، وعليه فهذا استنتاج لنقطة تقريبيَّة تفي بالمذكور، والله أعلم:

 

المَعْلَم الغُميصاء
خط طول 39.740398 درجة شرقًا
خط عرض 21.017086 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

 ذكر الواقدي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بني جذيمة داعيًا بعد أن رجع من هدم العُزّى، فوافاهم بأسفل مكة عند موضع يُسمّى الغُميصاء على ليلة من مكة -مذكور في الجغرافيا في هذا الملحق-، وكان معه ثلاثمائة وخمسين رجلًا، ورواية الواقدي أن تلك السريّة بعد سريّة هدم العُزّى وابن إسحاق على عكسه -كما قال ابن سيد النّاس-، والظاهر أن كلام الواقدي أوفق لترتيب سياق الحكايات، لكن لترتيب ابن إسحاق وجاهة في كون هدم العُزّى أقرب للخروج لغزوة حُنين إذ هي في طريقها، لعلّه يشير بذلك إلى هدم خالد لها وموافاته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بحنين، والراجح ترتيب الواقدي حيث كانت هوازن ما تزال وقتها عند “أوطاس” ولم تخرج في وادي حُنين، ولم يسلك خالد طريق حنين قطعًا ذاهبًا لهدم العُزّى بنخلة اليمانيَّة هكذا حتى لا يتعرَّضوا له، وإنما سلك مرّ الظهران غربًا ثم شمالًا وهو الطريق الأطول بحوالي 22 كم تقريبًا، وعلى أي حال لا ضرر من تقديم أو تأخير إذ لم نتأكد من التاريخ قطعًا، وإنما ما ذكرنا محض اجتهاد، والله أعلم.

 

وعليه يكون خروج خالد في اليوم التالي لعودته، وهو يوم الاثنين1 شوال 8 هـ، وهو يوم عيد الفطر، والأوفق للترتيب أنّ خروجه لبني جذيمة كان في اليوم التالي: الثلاثاء 2 شوال 8 هـ، فوصل عندهم يوم الأربعاء 3 شوال 8 هـ، ثم بات ليلته وأصبح راجعًا، فخرج من عندهم يوم 4 شوال 8 هـ، ووصل مكّة يوم 5 شوال 8 هـ، فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليًا رضي الله عنه يوم 6 شوال 8 هـ، فوصل يوم 7 شوال 8 هـ، فأقام يومًا وخرج يوم 8 شوال 8 هـ، فوصل مَكَّة يوم 9 شوال 8 هـ ليخرج يومها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لغزو هوازن بحنين.

 

غير أن الواقدي في مغازيه اعتبر خروجه صلى الله عليه وآله وسلم لغزوة حُنين حسب رواية الزُهريّ فقال (ص.594): “ قالوا: وكان فتح مكة يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان، فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة خمس عشرة يصلي ركعتين، ثم غدا يوم السبت لست ليالٍ خلون من شوال…”، فيكون خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحسب الواقدي عن الزهري وإقامته صلى الله عليه وآله وسلم بمكة 15 يومًا: السبت 6 شوال 8 هـ، وقد روى البخاري غير ذلك عن ابن عبّاس في إقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة المكرمة في الفتح، قال: “أقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين…الحديث”، وهو المشهور وقد وافق الحساب رواية البُخاري، بخلاف كلام الواقدي والحمد لله رب العالمين.

 

الاثنين 2 شوال 8 هـ

 

أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في ثلاثمائة وخمسون راكبًا إلى بني جذيمة بالغميصاء ووصول خالد إليهم آخر النهار.
الثلاثاء 3 شوال 8 هـ خالد رضي الله عنه ومن معه عند بني جذيمة وقد قتل خالد منهم من قتل.
الأربعاء 4 شوال 8 هـ خروج خالد رضي الله عنه عائدًا لمكة من عند بني جذيمة، ووصوله مكة آخر النهار.
الخميس 5 شوال 8 هـ خالد رضي الله عنه ومن معه بمكة، تبرؤ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فعل خالد وإرساله عليًا رضي الله عنه لإصلاح ما كان.
الجمعة 6 شوال 8 هـ علي رضي الله عنه يصل إلى بني جذيمة ويودي قتلاهم ويقيم بينهم حتى يطمئن إلى أنهم قد استوفوا حقوقهم
السبت 7 شوال 8 هـ خروج علي رضي الله عنه عائدًا لمكة ويصلها آخر النهار.
الأحد 8 شوال 8 هـ إخبار علي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما تم مع بني جذيمة.

 

3- مزامنة الطريق

طريق الذهاب (مكَّة المُكَرَّمة الغُمَيْصاء) (خالد رضي الله عنه)
اليوم الأول

(الاثنين)

2 شوال 8 هـ

22 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة المُكَرَّمة الغُمَيْصَاء 47.6 9.5
  47.6 9.5

 

طريق العودة (الغُمَيْصاء مكَّة المُكَرَّمة) (خالد رضي الله عنه)
اليوم الأول

(الأربعاء)

4 شوال 8 هـ

24 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الغُمَيْصَاء مكة المُكَرَّمة 47.6 9.5
  47.6 9.5

 

طريق الذهاب (مكَّة المُكَرَّمة الغُمَيْصاء) (علي رضي الله عنه)
اليوم الأول

(الخميس)

5 شوال 8 هـ

25 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة المُكَرَّمة الغُمَيْصَاء 47.6 9.5
  47.6 9.5

 

طريق العودة (الغُمَيْصاء مكَّة المُكَرَّمة) (علي رضي الله عنه)
اليوم الأول

(السبت)

7 شوال 8 هـ

27 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الغُمَيْصَاء مكة المُكَرَّمة 47.6 9.5
  47.6 9.5