ملحق سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بفدك

1- الجغرافيا

فَدَك (بنو سعد)

قال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.126): “قال عياض: هي على يومين- وقيل: ثلاثة- من المدينة، واقتصر المجد على الأول، واستغرب عدم معرفة أهل المدينة لها اليوم، وكنت أيضا أستغربه لشهرتها وقربها، حتى رأيت كلام ابن سعد في سرية علي رضي الله تعالى عنه إلى بني سعد بن بكر بفدك… فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى إلى العجم وهو ما بين خيبر وفدك، وبين فدك والمدينة ست ليال”.

 

وعند البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ج.3، ص.1016): “وأقرب الطرق من المدينة إليها من النّقرة، مسيرة يوم على جبل يقال له الحبالة والقذال، ثم جبل يقال له جبار، ثم يربغ.. ثم تركب الحرّة عشرة أميال، فتهبط إلى فدك، وطريق أخرى، وهي طريق مصدّق بنى ذبيان وبنى محارب، من المدينة إلى القصّة؛ وهناك تصدّق بنو عوال من بنى ثعلبة بن سعد، ثم ينزل نخلا، فتصدّق الخضر خضر محارب، ثم ينزل المغيثة، فتصدّق سائر بنى محارب، ثم الثّامليّة لأشجع، ثم الرّقمتين لبنى الصادر، ثم مرتفقا لبنى قتّال بن يربوع، هكذا قال السّكونّى، وإنّما هو رياح بن يربوع، وأمّه أمّ قتّال بنت عبد الله بن عمرو لؤىّ بن التّيم، ثم فدك، ثم الحراضة، ثم خيبر، ثم الصّهباء لأشجع، ثم دارة”.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1306): “على الطريق الثاني الذي أورده البكري بقوله: ويظهر من هذا السياق الذي أورده المؤلف أن هذه الطريق ليست قصدًا وإنما هي تعرج على مياه القبائل للتصديق يدل على ذلك وصولها إلى المغيثة وما حولها ثم عودها إلى خيبر فالصهباء فدارة”.

 

ثم قال: “وفدك بلدة عامرة على ظهر الحرة شرق خيبر، ماؤها لى وادي الرمة، وتسمى اليوم (الحائط).. وطريقها إلى المدينة على طريق النخيل والصويدرة ثم المدينة وهي اليوم في ديار بني رشيد من هُتَيم”.

 

وقال أيضًا (ص.397): “الحائط: على اسم حائط النخل، قال الشيخ حمد الجاسر في شمال غرب الجزيرة: من أكبر قرى حرّة خيبر، وكان يُعرف قديمًا باسم (فدك) ويضاف إليه الجزء الشرقي من الحرّة فتسمى حرّة فدَك،….وهو واقع في شرقي حرّة خيبر، داخلًا فيها (بقرب الدرجة 40/29 طولًا و 26/00 عرضًا)، وهو في واد كثير النخيل…هذا قول الجاسر قبل نحو 50 سنة، وقد صارت الحائط محافظة وتقدمت كثيرًا”.

 

قال حمد الجاسر في معجم البلاد السعودية (ج.3، ص.1388): “ويحسن التنبيه إلى أن صاحب (الطبقات) ذكر أنّ هذه السرية لغزو بني سعد بن بكر ، وسعد بن بكر -عند الاطلاق- ينصرف إلى آظار النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم -الذين أرضعوه- وهؤلاء بلادهم بقرب مكة والطائف، فأية صلة لهم بفدك؟ أو بيهود خيبر.  لا شك أن كلمة (بن بكر) خطأ، وأن المقصود سعد بن ريث بن غطفان، فأولئك هم أهل تلك البلاد، وغطفان هم حلفاء اليهود وجيرانهم في خيبر، والواقدي -وهو شيخ ابن سعد صاحب (الطبقات)- لم يذكر في (المغازي) عند سياق القصة (بن بكر) ولكن محقق الكتاب أخطأ أيضا فذكر في الفهرس (سعد بن بكر)”.

 

وعليه فموضع فَدَك المقصود يقع في الطَرَفَ الشرقي من حرة خيبر بالقرب من قرية الحائط المعروفة حاليًا، والواقعة ضمن نطاق منطقة حائل الإدارية بين محافظة الحليفة ومحافظة خيبر.

 

وأن طريق السرية لم يمر على خيبر وإنما مرّ على طريق المدينة إلى النخيل ومنها إلى الموضع الذي عسكر فيه بنو سعد، ومما يؤكد ذلك أنه قد جاء في أحداث السرية توقف الجيش عند موضع الهمج الذي يسمى حاليا بالحويط، وهو جنوب الحائط من ناحية النخيل.

 

ونضيف إلى ما سبق أن الملاحظ أنَّ هدف السرية ليس فدك ذاتها، وإنَّما المنطقة التي كانت تسكن بها قبيلة بني سعد من غطفان -كما ذكر حمد الجاسر- ولقربها من فدك تجوَّز أهل السير والبلدانيين بنسبتها إليها، وعليه فإحداثيّات فَدَك بني سعد هي داخلة تقريبًا في ما يُعرف الآن بـ”الحائط”، وحيث أنّها كانت لليهود والقبائل العربية حولها، فقد اخترنا نقطة على أطرافها لتكون فَدَك بني سعد المقصودة، وقد كان السمهودي في وفاء الوفا دقيقًا حين ذكر أنّ المسافة 6 ليال، فبقياسها على خرائط غوغل نجد المسافة حوالي 233 كم حتى قلب “الحائط” قريب من حصون اليهود القديمة، وحيث افترضنا وجود قبائل بنو سعد حول فدك فقد اعتبرناها جنوبًا قبلها على حوالي 6 كم، فهذه حوالي مسيرة 5 ليال ويصل في أوّل السادسة، وهو قريب جدًا مما قاله السمهودي، وقد اعتبرناها مسيرة 5 ليال فقط في المزامنة كما سيأتي لصغر المسافة المتبقية، وهذه إحداثيات فدك بني سعد التقريبيّة:

 

المَعْلَم فَدَك (بنو سعد)
خط طول 40.451106 درجة شرقًا
خط عرض 25.938023 درجة شمالًا

 

وعليه فهذا جدول بمعالم السرية بترتيب الطريق:

1 المدينة 4 الصويدرة 7 النخيل 10 الهَمْج
2 العاقول 5 وادي الشقرة 8 أحامر 11 الحُوَيْط
3 ذو القَصَّة 6 الحناكية 9 المرير 12 فَدَك

 

وقد سبق التعريف بمعالم هذا الطريق حتى وادي الشقرة في ملحق غزوة ذات الرقاع، وملحق سرية محمد بن مسلمة رضي الله عنه إلى ذي القَصَّة، وهذا تعريف ببقيّة المعالم سواء ما ذُكر في كتب البلدان أو ما حددناه على الخرائط لغرض تقسيم الطريق والمزامنة.

 

المَعْلَم وادي الشُّقَرة
خط طول 40.371412    درجة شرقًا
خط عرض 24.773809 درجة شمالًا

 

المَعْلَم الحناكية (عاصمة محافظة الحناكية تابعة لإمارة المدينة على 100 كم من طريق القصيم)
خط طول 40.511486    درجة شرقًا
خط عرض 24.913030 درجة شمالًا

 

النُّخَيْل

قال حمد الجاسر في المعجم الجغرافي للبلاد السعودية-شمال المملكة (قسم.3، ص1318): “النّخيل: تصغير نخل، ذكر في (المناسك) أن بينه وبين السّعد 25 ميلا وبينه وبين الشقرة 5 ر 18 ميلا. وقال: وبالنخيل قصر ومنازل وسوق وقناة من عيون وماؤها عذب .. وفيها حيطان ونخل، منتحية في سند جبل يقال له الأبرق ذات اليسار. والنّخيل لا يزال معروفا واد فيه بلدة بهذا الاسم بعد الحناكية (نخل قديما) للمتجه إلى المدينة بما يقارب عشرة أكيال على يمين الطريق بقطع الطريق أسفل واديه الذي يلتقي بوادي الحناكية، ويطلق اسم النخيل على مواضع كثيرة”.

 

وقال عاتق البلادي في معجم المعالم الجغرافية (ص318): “قرية على واد بنفس الاسم يجاور وادي نخل (وادي الحناكية) يقع يمين قاصد القصيم من المدينة إذا أقبل على الحناكية”.

وعلى المذكور فهذه إحداثيّاتها التقريبية:

 

المَعْلَم النُّخَيْل
خط طول 40.487195    درجة شرقًا
خط عرض 25.094420 درجة شمالًا

 

أُحَامِرُ

قال ياقوت في معجم البلدان (ج.1، ص108): “ضم الهمزة، كأنه من حامر يحامر، فأنا أحامر من المفاعلة، ينظر أيّهما أشدّ حمرة. والبغيبغة، بضم الباء الموحدة، والغينان معجمتان مفتوحتان.. وأحامر: اسم جبل أحمر من جبال حمى ضريّة”.

 

وعند السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص9): “بضم أوله، قال عرّام: وحذاء أبلى جبل يقال له ذو الموقعة من شرقيها، وهو جبل معدن بني سليم، وحذاءه عن يمينه قبل القبلة جبل يقال له أحامر، وقال ياقوت في كتابه المشترك: أحامر البغيبغة جبل أحمر من جبال حمى ضرية”.

وهو قرية من قرى مركز النخيل.وإحداثياته التقريبيّة كالآتي:

 

المَعْلَم أُحَامر
خط طول 40.413686    درجة شرقًا
خط عرض 25.260896 درجة شمالًا

 

المرير

قال ابن شمائل القطيعي في مراصد الاطلاع (ج.3 ص1263) :”تصغير المر: ماء من مياه بنى سليم، بنجد”. وهو قرية من قرى محافظة الفرع ضمن إمارة حائل.وإحداثياته التقريبية كالآتي:

المَعْلَم المرير
خط طول 40.346902   درجة شرقًا
خط عرض 25.486948 درجة شمالًا

 

الهَمْج

قال حمد الجاسر في معجم البلاد السعودية (القسم الثالث ص. 1388- 1390): “بفتح الهاء وإسكان الميم ، بعدها جيم ـ في اللغة : الماء المرّ ، وهذا في الحرة حرة خيبر، كما يفهم من كلام ياقوت المتقدم في (أخثال) وإن كان يفهم من قوله (من المدينة) قربه منها، ولكنهم كثيرا ما يعدّون منها ما يتبعها من حيث الولاية”.

فهذا نص على أن الهمج واد، وأنه بقرب يديع. وإذن فهو فى جنوب الحرة، بقرب الحويّط، ولا صلة له بوادي القرى. وهذا الوادي لا يزال معروفا، إنه أعلى وادي الرّقم (الرقب) يفيض في موقع قرية الرقم القديمة (العميرة).

وإحداثياته التقريبية كالآتي:

المَعْلَم الهَمْج
خط طول 40.356404    درجة شرقًا
خط عرض 25.521938 درجة شمالًا

 

الحويط أو يَدِيع

قال الحازمي في الأماكن (ترجمة 890): “بياءين بينهما دال مكسورة مهملة وعين أيضا -: ناحية بين فدك وخيبر، بها مياه وعيون بني فزارة وبني مرة، بعد وادي أخثال وقيل: ماء همج”.

 

وعند حمد الجاسر في معجم البلاد السعودية (ص.1402): “وتعرف الآن باسم الحويّط -تصغير حائط- وتقع في حرة خيبر في شرقها، وتبعد عن خيبر نفسها بما يقرب من مئة كيل ولكن الطريق غير معبد، ولا تسير فيه السيارات”.وإحداثياته التقريبيّة كالآتي:

 

المَعْلَم الحويط أو يَدِيع
خط طول 40.393528    درجة شرقًا
خط عرض 25.643651 درجة شمالًا

 

المَعْلَم بدع ابن خلف
خط طول 40.447087    درجة شرقًا
خط عرض 25.808150 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

 

ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق (ج.4 ، ص. 344): خبر السرية مجملا بعد سرية غالب بن عبد الله الليثي رضي الله  عنه إلى بني الملوح ولم يحدد لها تاريخا، وذكرها خليفة بن خيّاط في سرايا سنة ست بغير تحديد للشهر -وخليفة ينقل عن ابن إسحاق في المجمل-.

 

وعند الواقدي في المغازي (ص.398): “سريّة علي بن أبي طالب عليه السلام إلى بني سعد بفدك في شعبان سنة ست…فمكث علي عليه السلام ثلاثًا ثم قسم الغنائم وعزل الخمس وصفي النبي صلى الله عليه وسلم لقوحا تدعى الحفدة قدم بها “، وتابعه ابن سعد والطبري وابن كثير وابن سيد الناس والقسطلاني.

 

وبمراجعة برمجيّة آستروكال، وعلى فرض كون السريّة في 8 شعبان 6 هـ، فيكون يوم خروجها موافقًا الثلاثاء 22 ديسمبر 627 م، وبما أنّ عليًا عليه السلام مكث هناك ثلاثًا كما ذكر الواقدي، وحيث أنّ المسافة بين المدينة وفدك حوالي215 كم قياسًا من المدينة على خرائط غوغل، وبقسمتها على مسافة المرحلة -44.5 كم-، فتكون مسيرة أربعة أيّام ويصل في نهاية الخامس، ثم إقامة ثلاثة أيّام فهذه ثمانية، ثم رجوعًا أربعة ويصل في الخامس فيصل في الثالث عشر لخروجه تقريبًا، وتفصيل ذلك في مُزامنة الطريق كما سيأتي.

 

وعلى المذكور فهذه تواريخ السريّة:

  هجري ميلادي
خروج الثلاثاء 8 شعبان 6 هـ 22 ديسمبر 627 م
وصول فدك السبت 12 شعبان 6 هـ 26 ديسمبر 627 م
خروج من فدك الأربعاء 16 شعبان 6 هـ 30 ديسمبر 627 م
رجوع المدينة الأحد 20 شعبان 6 هـ 3 يناير 628 م
المدة 13 يومًا
الإقامة في فدك ثلاثة أيّام

 

3- مُزامنة الطَّريق

طريق الذهاب
اليوم الأول

(الثلاثاء)

8 شعبان 6 هـ

22 ديسمبر 627 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
43.2 8.6
اليوم الثاني

(الأربعاء)

9 شعبان 6 هـ

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الصويدرة 22.5 4.5
الصويدرة وادي الشقرة 22.9 4.6
45.4 9
اليوم الثالث

(الخميس)

10 شعبان 6 هـ

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الحناكية 21 4.2
الحناكية النخيل 21.8 4.4
42.8 8.6
اليوم الرابع

(الجمعة)

11 شعبان 6 هـ

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
النخيل أحامر 19.7 3.9
أحامر المرير 23.7 4.7
43.4 8.6
اليوم الخامس

(السبت)

12 شعبان 6 هـ

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المرير الحويط 19.9 4
الحويط بدع ابن خلف 19 4
بدع ابن خلف فدك بني سعد 14 2.8
52.9 10.6

 

طريق العودة
اليوم الأول

(الأربعاء)

16 شعبان 6 هـ

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
فدك بني سعد بدع ابن خلف 14 2.8
بدع ابن خلف الحويط 19 4
الحويط المرير 19.9 4
52.9 10.6
اليوم الثاني

(الخميس)

17 شعبان 6 هـ

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المرير أحامر 23.7 4.7
أحامر النخيل 19.7 3.9
43.4 8.6
اليوم الثالث

(الجمعة)

18 شعبان 6 هـ

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
النخيل الحناكية 21.8 4.4
الحناكية وادي الشقرة 21 4.2
42.8 8.6
اليوم الرابع

(السبت)

19 شعبان 6 هـ

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الصويدرة 22.9 4.6
الصويدرة ذو القصة 22.5 4.5
45.4 9
اليوم الخامس

(الأحد)

20 شعبان 6 هـ

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
43.2 8.6

4- المراجع

  • المناسك وأماكن طرق الحج، إبراهيم ابن إسحاق الحربي (ت. 285 هـ)، تحقيق حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة 1969م.
  • معجم ما استعجم، البكري الأندلسي (ت.487 هـ)، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت.
  • معجم البلدان، ياقوت الحموي (ت.626 هـ)، دار صادر، بيروت.
  • معجم معالم الحجاز، عاتق بن غيث البلادي (ت 1431 هـ)، دار مكّة.
  • الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسمّاه من الأمكنة، الحازمي (ت. 584 هـ)، تحقيق حمد الجاسر، دار اليمامة.
  • المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، محمد حسن شُرَّاب (ت 2013 م)، دار القلم.
  • بين التاريخ والآثار، عبد القدوس الأنصاري.
  • درب زبيدة، طريق الحج من الكوفة إلى مكة المكرمة، دراسة تاريخية حضارية أثرية، للدكتور سعد الراشد، دار الوطن للنشر والإعلام-الرياض سنة 1414هـ/1993م.