ملحق سرية عبد الله بن جحش الأسدي إلى بطن نَخْلَة اليمانيّة

 

1- الجغرافيا

قال ابن هشام رواية عن ابن إسحاق (ص.312): “فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف عنه منهم أحد، وسلك على الحجاز، حتى إذا كان بمعدن فوق الفُرُع يقال له: بُحْرَان، أضلّ سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرًا لهما، كانا يعتقبانه، فتخلفا عليه في طلبه…. ومضى عبد الله بن جحش، وبقيّة أصحابه حتى نزل بنخلة، فمرّت به عير لقريش تحمل زبيبًا وأدمًا، وتجارة من تجارة قريش، فيها عمرو بن الحضرمي”.

وقال الواقدي في المغازي (ص.46): “فأمَّرَه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكتب كتابًا. ثم دعاني -عبد الله بن جحش الأسدي- فأعطاني صحيفة من أديم خولاني -خولان باليمن، أي مصنوع في اليمن-، فقال استعملتك على هؤلاء النفر فامض حتى إذا سرت ليلتين فانشر كتابي، ثم امض لما فيه. قلت يا رسول الله أيّ ناحية؟، فقال اسلك النّجديّة، تؤم ركيّة (أو رُكْبَة)”.

عند عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.40): “بُحْران: كذا ورد في النصوص القديمة بضم الموحدة وسكون الهاء المهملة، وعلى صيغة زنة فُعْلان: جاء ذكره في سريّة عبد الله بن جحش إلى نخلة، وهو جبل يضرب إلى الخضرة والسمرة، بين وادي حَجْر المعروف قديمًا بالسائرة، ومرّ عُنَيب المعروف اليوم بمرّ وبوادي رابغ، يقع بُحْران عند التقائهما، يفترقان عنه شرق مدينة رابغ على 90 كيلًا”، ووادي حجْر، وكذلك مرّ معروفين للآن ومذكورين على خرائط هيئة المساحة السعوديّة وقد حددَّت موقع جبل بُحران عند التقائهما بشكل تقريبي وراجعته على خرائط غوغل فوجدت وصف لونه قريب مما ذكر عاتق رحمه الله، وهذه إحداثيّاته التقريبيّة:

المَعْلَم بُحْرَان
خط طول 39.517006 درجة شرقًا
خط عرض 22.973223 درجة شمالًا

 

وهنا إشكال بين رواية الواقدي، وابن هشام، وإشكال في كل رواية مع نفسها، فكلام ابن هشام “سلك على الحجاز”، وكلام الواقدي: “اسلك النّجديّة”، والنّجديّة طريق معدن بني سُلَيْم، وهو طريق في أقصى الشرق، ثم طريق الوسط وهو طريق الفُرُع، وهو نجدي أيضًا، إلا أنّه يمرّ قُرب الحجاز، والطريق المعتادة وهي طريق الحجاز تمرّ في جبال الحجاز، فأي هذه الطُرُق سَلَك؟؟، واتفقا على أنّه مرّ على “بُحران”، وجبل بُحران كما أشار إلى ذلك ابن هشام وحدده عاتق البلادي تحت الفُرُع، وإحداثيّاته كما حددناه، فيكون كلام ابن هشام مشكلًا، إذ لا علاقة بطريق الحجاز بالمرور على “بُحران”، كما أنّ طريق النجديّة الذي يمر على أرض بني سُلَيْم لا يمرّ في طريقه ب “بُحران”، وقد وضعت هذه البيانات على خرائط غوغل ووصلت لتصور أراه منطقيًا، بالنظر للخريطة الأولى:

وكما يظهر في الخريطة، فالمدينة المنورة في أقصى الشمال، ويتفرع منها ثلاثة طرق، الأول باللون الأحمر في أقصى اليمين وهو طريق النجديّة المار بأرض بني سُليم، والثاني في الوسط باللون الأزرق ويمر بوادي الفُرُع على يسار جبال الحجاز وفي أسفله جبل بُحران، وقد وضعت لونًا أصفر على الجبال المكملة لبحران ومحيطة به، ثم صحراء رُكبة تظهر في الجنوب باللون الأزرق الفاتح، وعليه يمكن القول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمره أن “يسلك النّجديّة”، أن المقصود هي الطريق الوسطى التي تخرج على وادي الفُرُع، فهي طريق نجديّة نوعًا ما، ويكون كلام ابن هشام أيضًا مقبولًا: “سلك على الحجاز”، فهذه الطريق لا هي نجديّة صرف ولا حجازيّة صرف، وهي طريق الفُرُع، والظاهر أن ابن هشام انتبه لعدم مرور طريق النّجديّة ببحران أصلًا فقال بالحجازيّة دون ذكر للسند، كأنه اجتهادًا منه رحمه الله تعالى، وهذه الطريق الوسطى أيضًا “تؤم رُكبة” يعني باتجاه صحراء رُكبة كما هو واضح من الخريطة، وبهذا تكون رواية الواقدي في المطبوع “تؤم ركيّة” تصحيف، فالمقصود “رُكبة” التي هي الصحراء الواسعة المذكورة غالبًا، ولو أنّ “ركيّة” ممكن بالمعنى العام إذ تعني البئر، لكن الآبار كثيرة، في الشمال والجنوب الشرق والغرب وسياق كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم التخصيص لا العموم لأنه دلّه على جهة معينة يسلك فيها، والذي أرجحه أنّها “رُكبة” بالباء الموحدة على لفظ الرُّكبة التي في أعلى الساق، وهي الصحراء الموجودة بجنوب المدينة وشمال الطائف وحددنا إحداثيّاتها التقريبية كما وصفها عاتق، ومن الخريطة التالية يتضح معالم الطريق أكثر:

فإنّه إذا خرج سالكًا طريق الفُرُع يمُرّ على بحُران تكون على يمينه قاصدًا صحراء ركوبة حتى يخرج على الضريبة -ذات عِرق-، ثم المُليحة ثم نخلة اليمانيّة وهي موضع السريّة، فتتسق هكذا الروايات مع بعضها البعض، وهذه معالم هذا الطريق:

المدينة -> الجثجاثة -> وادي ريم -> اليتمة -> وادي النقيع -> الريان -> الفُرُع -> بُحران -> الموارد -> أنبوان -> أقصير -> حرّة رُهاط -> ذات عِرق -> المُليحة -> قرن المنازل -> وادي نخلة اليمانيّة.

والكثير من هذه المعالم غير موجودة في الكتب التراثيّة وهو مستنتج من خرائط غوغل الحديثة وخرائط هيئة المساحة السعوديّة، على مسافات المراحل والمتعشيات، والبعض مذكور في الهجرة الشريفة مأخوذ من دراسة حديثة لطريق الهجرة للدكتور عبد الله حسين القاضي، وهذه إحداثيّاتها:

المَعْلَم الجثجاثة
خط طول 39.546125 درجة شرقًا
خط عرض 24.231244 درجة شمالًا

 

المَعْلَم وادي ريم
خط طول 39.539392 درجة شرقًا
خط عرض 24.055444 درجة شمالًا

 

المَعْلَم اليتمة
خط طول 39.625606 درجة شرقًا
خط عرض 23.848364 درجة شمالًا

 

المَعْلَم وادي النقيع
خط طول 39.794415 درجة شرقًا
خط عرض 23.689098 درجة شمالًا

 

المَعْلَم الريان
خط طول 39.771796 درجة شرقًا
خط عرض 23.469339 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قريب من الفُرُع
خط طول 39.902945 درجة شرقًا
خط عرض 23.321318 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قريب من بُحران
خط طول 39.955490 درجة شرقًا
خط عرض 23.110099 درجة شمالًا

 

المَعْلَم الموارد
خط طول 40.004854 درجة شرقًا
خط عرض 22.908097 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قريب من أنبوان
خط طول 40.053645 درجة شرقًا
خط عرض 22.697006 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قريب من أقصير
خط طول 40.135307 درجة شرقًا
خط عرض 22.492143 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قرية أقصير
خط طول 40.207086 درجة شرقًا
خط عرض 22.284464 درجة شمالًا

 

المَعْلَم حرّة رُهاط
خط طول 40.310349 درجة شرقًا
خط عرض 22.097950 درجة شمالًا

 

المَعْلَم ذات عِرق
خط طول 40.426056 درجة شرقًا
خط عرض 21.929463 درجة شمالًا

 

المَعْلَم المُلَيْحة
خط طول 40.353949 درجة شرقًا
خط عرض 21.789605 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قرن المنازل
خط طول 40.397684 درجة شرقًا
خط عرض 21.646592 درجة شمالًا

 

وبطن نخلة اليمانيّة موضع السريّة مذكورة تفصيلًا في يوميّات فتح مكّة وحُنين، انظرها هناك، وهذه إحداثيّاتها:

المَعْلَم نخلة اليمانيّة أو بستان بن معمر
خط طول 40.172112 درجة شرقًا
خط عرض 21.615469 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

عند موسي بن عقبة في كتاب المغازي : أن السريّة خرجت على رأس 14 شهرا من الهجرة وقيل في رجب، ,والقول ب14 شهرًا قول منفرد.

وقال الواقدي في المغاري (ص.13): أن السرية خرجت على رأس 17 شهرا من الهجرة وهو موافق لما عليه ابن هشام في سيرته، وابن سعد في الطبقات.

وقد ذكروا أن السريّة وصلت إلى نخلة في أول يوم في شهر شعبان والذي ظنّوه رجب، وعلى كون رجب هذه السنة 29 يومًا والمسير حتى نخلة اليمانيّة حوالي 8 أيّام، فبحساب القهقرى يكون الخروج يوم الخميس 22 رجب 2 هـ، حتى يكون الوصول في ليلة الجمعة 1 شعبان 2 هـ، وبفرض عدم مكوثهم هناك سوى يوم وليلة -لإغارتهم على قافلة قريش قُرب نخلة اليمانيّة-، فيكون الرحيل في صبيحة السبت 2 شعبان 2 هـ، والوصول للمدينة بحدود السبت 9 شعبان 2 هـ.

 

وذكر الواقدي (ص.49): أن سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان كانا في السريّة وأضلا بعيرهما عند بُحران وأقاما عليه يومان يبحثان عنه ببحران، ثم لحقا بالسريّة عند نخلة فلم يجدوا أصحابهم فعادوا للمدينة المنورة، ومن بُحران لنخلة اليمانيّة مسير حوالي أربعة أيّام كما هو موضح بالمزامنة في هذا الملحق، وعليه فإن وصول السريّة لبُحران بحدود الأحد 25 رجب 2 هـ، وعليه يكون عتبة وسعد أقاما الاثنين والثلاثاء، وتحرّكا الأربعاء ليلحقا بالسريّة.

وعليه فهذا ملخص بهذه التواريخ:

هجري ميلادي
خروج الخميس 22 رجب 2 هـ  19 يناير 624 م
الوصول لبُحران الأحد 25 رجب 2 هـ 22 يناير 624 م
وصول السرية بطن نخلة الخميس 29 رجب 2 هـ 26 يناير 624 م
سعد وعتبة يتركان بُحران الأربعاء 28 رجب 2 هـ 25 يناير 624 م
سعد وعتبة يصلان نخلة الأحد 3 شعبان 2 هـ 29 يناير 624 م
وصول عبد الله بن جحش للمدينة السبت 9 شعبان 2 هـ 4 فبراير 624 م
وصول رسول قريش لفداء الأسيرين الاثنين 11 شعبان 2 هـ 6 فبراير 624 م
وصول سعد وعتبة للمدينة الثلاثاء 12 شعبان 2 هـ 7 فبراير 624 م
مُدَّة السريّة 22 يومًا

 

ذكر أهل السير أنّهم شكّوا في كون مصادرة القافلة وقع في الشهر الحرام، والظاهر بالحساب الفلكي أنّ رجب هذا العام كان 29 يومًا فقط، فيكون شكهم منطقيًا، خصوصًا أن الوقت شتاءً، وقد يكون القمر حجبته السُّحُب، وصرّح الواقدي بروايات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّهم أصابوا ما أصابوه في شعبان، وبعضهم ذهب أن السريّة في جمادى الآخرة -بغير سند أو رواية واضحة-، وأنّ الشكّ وقع في أوّل يوم من رجب، والظاهر لنا بعد مُراجعة برمجيّة آستروكال أنّ سبب ذلك هو النّسيء، فقد وافق شعبان الحقيقي هذا رجب في أشهر النّسيء ووافق رجب الحقيقي جُمادى الآخرة، فهذا وجه الجمع بين جميع الروايات، وبين كلام الكفّار والمنافقين ولغطهم على المسلمين، فإنّ منشأ ذلك كلّه للنسيء، فقد اعتبر المشركون أنّهم أصابوهم في أوّل يوم من رجب، والحقيقة أنّه أوّل يوم من شعبان الحقيقي، في حين أنّه رجب على حساب النسيء فعلًا عن المشركين، والله أعلم.

 

3- مُزامنة الطَّرِيق

طريق الذهاب
اليوم الأول

(الخميس)

22 رجب 2 هـ

19 يناير 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة الجثجاثة 25 5
الجثجاثة وادي ريم 23 4.6
48 9.6
اليوم الثاني

(الجمعة)

23 رجب 2 هـ

20 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي ريم اليتمة 23.7 4.7
اليتمة وادي النقيع 25 5
48.7 9.7
اليوم الثالث

(السبت)

24 رجب 2 هـ

21 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي النقيع الريان 24.8 4.9
الريان قريب من الفرع 22.6 4.5
47.4 9.4
اليوم الرابع

(الأحد)

25 رجب 2 هـ

22 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الفرع قريب من بحران 24 4.8
قريب من بحران الموارد 23 4.6
47 9.4
اليوم الخامس

(الاثنين)

26 رجب 2 هـ

23 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الموارد قريب من أنبوان 24 4.8
قريب من أنبوان قريب من أقصير 24 4.8
48 9.6
اليوم السادس

(الثلاثاء)

27 رجب 2 هـ

24 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من أقصير قرية أقصير 25 5
قرية أقصير حرة رهاط 23 4.6
48 9.6
اليوم السابع

(الأربعاء)

28 رجب 2 هـ

25 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حرة رهاط ذات عرق 22.7 4.5
ذات عرق المُليحة 19.6 3.9
42.3 8.5
اليوم الثامن

(الخميس)

29 رجب 2 هـ

26 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُليحة قرن المنازل 16.8 3.4
قرن المنازل نخلة اليمانيّة 22.8 4.5
39.6 7.9

 

طريق العودة
اليوم الأول

(الجمعة)

1 شعبان 2 هـ

27 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
نخلة اليمانيّة قرن المنازل 22.8 4.5
22.8 4.5
اليوم الثاني

(السبت)

2 شعبان 2 هـ

28 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرن المنازل المُليحة 16.8 3.4
المُليحة ذات عرق 19.6 3.9
36.4 7.3
اليوم الثالث

(الأحد)

3 شعبان 2 هـ

29 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات عرق حرة رهاط 22.7 4.5
حرة رهاط قرية أقصير 23 4.6
45.7 9.1
اليوم الرابع

(الاثنين)

4 شعبان 2 هـ

30 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرية أقصير قريب من أقصير 25 5
قريب من أقصير قريب من أنبوان 24 4.8
49 9.8
اليوم الخامس

(الثلاثاء)

5 شعبان 2 هـ

31 يناير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من أنبوان الموارد 24 4.8
الموارد قريب من بحران 23 4.6
47 9.4
اليوم السادس

(الأربعاء)

6 شعبان 2 هـ

1 فبراير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من بحران قريب من الفرع 24 4.8
قريب من الفرع الريان 22.6 4.5
46.6 9.3
اليوم السابع

(الخميس)

7 شعبان 2 هـ

2 فبراير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الريان وادي النقيع 24.8 4.9
وادي النقيع اليتمة 25 5
49.8 9.9
اليوم الثامن

(الجمعة)

8 شعبان 2 هـ

3 فبراير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
اليتمة وادي ريم 23.7 4.7
وادي ريم الجثجاثة 23 4.6
46.7 9.3
اليوم التاسع

(السبت)

9 شعبان 2 هـ

4 فبراير 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجثجاثة المدينة 25 5
25 5

 

4- الحكايات

# عنصر مصادر مكان زمان
1 استدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الله بن جحش ليخرج أميرًا على سرية من ثمانية رجال من المهاجرين ليس فيهم أنصاري وإعطائه رسالة لا تُقرأ إلا بعد مسيرة يومين على طريق النجدية. مغازي الواقدي المدينة المنورة
2 قراءة عبد الله بن جحش لرسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد يومين. بحران
3 فقد سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان لبعيرهما وتخلفهما عن السرية عند بُحرَان. بحران
4 وصول عبد الله بن جحش إلى بطن نخلة في أول شعبان واشتباكه مع المشركين وأخذ الغنائم والأسرى منهم. بطن نخلة
5 عودة السرية إلى المدينة المنورة وإشاعة اليهود أن السرية قد قاتلت في الاشهر الحرم. المدينة المنورة
6 نزول قرآن يبرئ المؤمنين مما أشاعه اليهود والمشركين عن اعتداء المؤمنين في الأشهر الحرم. المدينة المنورة
7 تقسيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغنائم على المؤمنين. المدينة المنورة
8 عودة سعد بن أبي وقاص وعتبة غزوان إلى المدينة بعد تخلفهما عن السرية.

 

 


5-  
في توقيت تحويل القبلة وفرض صيام رمضان

ذهب جمهور أهل السير إلى أنّ تحويل القبلة وقع بعد سريّة عبد الله بن جحش -ولم يختلفوا على تأريخ السريّة في آخر رجب وأول شعبان- وبالتالي يكون وقوع تحويل القبلة في النّصف من شعبان، وهو المشهور، وذكر ابن كثير رواية عن النّسائي أنّه لمّا نزل الأمر بتحويل القبلة خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين، وأعلمهم بذلك وأن ذلك وقت الظهر، وشاع في كتب السير أن تحويل القبلة حدث بين صلاة الظهر والعصر وأنّ أوّل ما صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمسلمين جهة الكعبة كانت صلاة العصر.

وقد ذكر ابن سعد تحديد يوم الأسبوع وقال هو الثلاثاء15 شعبان 2 هـ، وانتقد ابن كثير تحديد ابن سعد يوم الأسبوع قائلًا: “وفي هذا التحديد نظر”، وقد رجعنا لبرمجيّة آستروكال لمعرفة يوم الأسبوع الموافق لتاريخ النّصف من شعبان (15 شعبان 2 هـ) فوجدته موافقًا الجمعة، ووجدت (15 شعبان 3 هـ) موافقًا الأربعاء!، والظاهر أن ابن سعد حسبه القهقرى فأخطأ في سنة!، والظاهر أيضًا كونه الجمعة كما أثبتناه والله أعلم يوافق الروايات كلّها ويتسق معها اتساقًا عظيمًا، فهذا يوافق رواية النسائي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطبهم في هذا اليوم وقت الظهر وأعلمهم بتحويلها، وهو ما يتناسب ويوم الجمعة، وهو مناسب لأن تكون تلك الجمعة آخر صلاة وآخر جمعة يصليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام جهة بيت المقدس، إذ جهّز فيها النّاس وأعلمهم بتحويل القبلة، ثم صلى بعدها العصر إلى الكعبة المشرفة.

فرض صيام رمضان

 وذكر ابن سيد الناس في عيون الأثر (ص.300)، عن ابن سعد عن شيخه الواقدي: “أن فرض صيام رمضان نزل بعد تحويل القبلة بشهر في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرًا من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم”، وفي قوله “بعد تحويل القبلة بشهر” نظر، فلم أقف على من خالف أن فرض الصيام كان بعد تحويل القبلة، أما كونه بعده (بشهر)، فالظاهر أنّه من حساب الواقدي على اعتبار قوله بأن تحويل القبلة وقع في رجب، والمشهور أنّه في شعبان، فالذي نرجحه أنّ فرض الصوم كان في الأسبوع التالي لتحويل القبلة اجتهادًا، ويكون تاريخ ذلك بحدود الجمعة 22 شعبان 1 هـ، وهو ما نثبته في يوميّات هذه السريّة والله أعلم.

 

6- المراجع

  • معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت
  • معجم معالم الحجاز، عاتق بن غيث البلادي، دار مكّة
  • معجم ما استعجم، البكري الأندلسي، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت
  • الطبقات الكبير، محمد بن سعد بن منيع الزهرى، تحقيق د.علي محمد عمر
  • المغازي، الواقدي، تحقيق مارسدن جونز