3 ربيع الأول 11 هـ
1 حزيران 632 م
يوميّات سريّة أسامة بن زيد إلى أُبْنَى والانتقال الشريف للرفيق الأعلى: اليوم الثامن

تمريض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وجعه
وفيه استحكم الصُداع والحُمى عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، وكان يتألَّم كثيرًا، فكان يشتكي ويتقلّب في فِراشِه، فقالت له عائشة: …

“يا رسول الله، إنّك لتجزع وتضجر، لو فعل هذا امرأة منّا عجِبتَ منها!”، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن المؤمنين يشدد عليهم، لأنّه لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفع الله له بها درجة وحط لها عنه خطيئة».

ودخل سويد بن عبد الله رضي الله عنه يزور النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويطمئن عليه، فمسّ رأسه الشريفة بيده، فوجد حرارته مرتفعة جدًا حتى لا يستطيع وضع يده عليها، فقال: “يا رسول الله إنّك لتوعك وعكًا شديدًا!!”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أجل، إنّي أوعك كما يوعك رجُلان منكم!»، قال سويد: “إنّ لك لأجرين!”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نعم!، والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطّ الله به عنه خطاياه كما حطّ الشجرة ورقها».

 

سريّة زيد بن حارثة إلى أُبنى من أرض الشام
وفيه استمرّ المسلمون يأتون من أطراف المدينة ومن حولها للانضمام لجيش أُسامة بن زيد رضي الله عنهما عند معسكرهم بـ#~~~الجرف~~~#، والناس مترددون في الخروج لتعب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشديد، وإشفاقهم عليه، وأُسكِت الناس بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم عن أهليّة أسامة رضي الله عنه وأبيه في إمارة الجيوش.