12 صفر 8 هـ
14 حزيران 629 م
يوميَّات سريَّة غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوَّح بالكديد: اليوم التاسع

وفي ليلته أمسى غالب بن عبد الله الليثي ومن معه في السرية التي أرسلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بني الملوح عند …

#~~~الكَدِيْد~~~# “غران”، وبعثوا منهم جندب بن مكيث الجهني للاستطلاع، فسار وصعد على تلّة تشرف على قرية بني الملوَّح.
ولمّا وصل إلى قمّتها انبطح وجعل يراقب القرية، خرج رجل من بني الملوّح من خيمة فقال لامرأته: “والله إني لأرى على هذا التل سوادًا ما رأيته عليه صدر يومي هذا، فانظري إلى أوعيتك -أدواتك- لا تكون الكلاب أخذت منها شيئًا”، فنَظَرَت فقالت: “والله ما أفقد من أوعيتي شيئًا!”، فقال: “ناوليني قوسي ونبلي فناولته قوسه وسهمين معها، فرمى واحدًا جهة جندب وهو منبطح على التل فأصابه في جنبه، يقول جندب: “فوالله ما أخطأ به جنبي، فانتزعته فوضعته وثبت مكاني!، ثم رماني بآخر فأصابني به أيضًا!، فأخذته فوضعته وثبت مكاني”، فقال الرجل لامرأته: “والله لو كان حيوانًا أو إنسانًا لتحرّك بعد أن أصبته بسهماي، إذا أصبحتِ فاتبعيها -اعرفي ما هذا وائت به-؛ لا تمضغهما الكلاب”، ثم دخل خيمته وسارت ماشيتهم من إبلهم وغنمهم فشربت وبركت.
فلمّا اطمأنوا وهدأوا اجتمعت السريّة وشنّوا عليهم الغارة، فقتلوا المحاربين منهم وأخذوا غيرهم أسرى واستاقوا الإبل والغنم، وساروا عائدين للمدينة حوالي 12 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~أمَجْ~~~# “خُلَيْص”.
ثم حوالي 22 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~قُدَيد~~~# وقت صلاة الصبح، فصلوه به أو قريبًا منه وأخذوا الحارث بن البرصاء -الذي تركوه مقيدًا حين التقوه وهم قادمون وتركوا واحدًا منهم يحرسه-.
ولمّا وصلوا قُديدًا كان حيّ بنو الملوّح قد استعانوا بباقي قومهم من حولهم وخرجوا في جيش كبير خلف سريّة غالب ومن معه وقد عبروا #~~~ثَنِّيَة لَفَت~~~# قليلًا وهبطوا في الوادي حوالي 10 كم وكان ذلك وقت الضُّحى، فرأوا غالب ومن معه في نهاية الوادي عند #~~~المُشَلَّل~~~#، واحتار غالب ومن معه، فهذا الجيش لا طاقة لهم به، ولو فرّوا ربما لحقوا بهم، يقول جندب بن مكيث راوي القصَّة: “ونظروا إلينا وبيننا وبينهم الوادي وهم موجهون إلينا، فجاء الله الوادي من حيث شاء بماء ملأ جنبيه والله ما رأينا قبل ذلك سحابًا ولا مطرًا!!!، فجاء بما لا يستطيع أحد أن يجوزه فلقد رأيتهم وقوفًا ينظرون إلينا وقد أسندنا في المُشَلَّل وفُتناهم فهم لا يقدرون على طلبنا!”، وهذه كرامة لغالب ومن معه أن أيدهم الله بهذا الماء ونجّاهم حتى يعودوا سالمين.
ثم ساروا حوالي 22 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~وادي كُلَيَّة~~~# وغربت الشمس وهم به.