10 جمادي الأول 4 هـ
21 تشرين الاول 625 م
يوميّات غزوة ذو أمر وهي أنمار: اليوم الثاني عشر

وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه المسلمين عند #~~~صِرار~~~# عائدين من #~~~ذي أَمَرّ~~~#، فصلّوا المغرب والعشاء …


وأقاموا الليل، ثم ساروا إلى المدينة المنوَّرَة حوالي 6 كم في ساعة وربع تقريبًا، ودخلوا المدينة ليلًا.
ودخل جابر على زوجته رضي الله عنهما، فقال: “قد أمرني النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أعمل عملًا كيّسًا”، قالت: “سمعًا وطاعة لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم”، ثم بات معها رضي الله عنهما، فلمّا أصبح أخذ الجمل وسار به حتى أناخه عند بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وانتظر حتى يخرج، فلمّا خرج صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أهذا الجمل؟»، قال جابر: “نعم يا رسول الله، الذي اشتريت”، فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلالًا رضي الله عنه فقال: «اذهب فأعطه أُوقية -120 جرام فضّة-، وخذ برأس جملك يا ابن أخي فهو لك»، فقال بلال: “انت ابن الشّهيد؟”، قال جابر: “نعم”، قال بلال: “والله لأُعطينّك ولأزيدنّك”، فأعطاه الأوقية وزاده قيراطًا -القيراط يُساوي خُمس جِرام الذهب تقريبًا-.
ورجع جابر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: “يا رسول الله، أمرتني أن أبلغك حين أجذّ النخللأقضي دَيْن أبي”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من صاحب دين أبيك؟» -لمن كان مديونًا-، فقال جابر رضي الله عنه: “أبو الشّحم اليهودي، له على أبي سقة -مكيال سعة 150 لتر تقريبًا- تمر”[^1]، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فمتى تجذها؟»، قال جابر: “غدًا”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا جابر، فإذا جذذتها فاعزل العجوة على حدتها، وألوان التمر على حدتها».