11 ذو الحجة 6 هـ
25 نيسان 628 م
يوميّات غزوة خيبر ووادي القُرى ومُصالحة أهل فَدَك وتَيْماء: اليوم السادس

غزوة خَيْبَر (الطريق إلى خَيْبَر)
وفي ليلته أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه المسلمون عند #~~~الثمد~~~# متوجهين إلى #~~~خيبر~~~#، …

فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل، ثم ساروا حوالي 20 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~الصهباء~~~# وقت صلاة الصُّبح، فصلوه بها أو قريبًا منها،  ووقفوا للاستراحة.

وفي الطّريق ليلًا، رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أحدهم يسير أمامه عليه ملابس تبرق في ضوء القمر كأنّه في الشَّمس، وعليه خوذة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «من هذا؟»، فقالوا: “أبو عبس بن جبر”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أدركوه»، فأدركوه وأوقفوه، وأصاب أبو عبس القلق وظنّ أنّه أساء أو نزل فيه قُرآن، فجعل يحاول أن يتذكّر إن كان فعل شيئًا، حتى لحقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «ما لك تتقدم الناس ولا تسير معهم؟»، قال أبو عبس: “يا رسول الله إن ناقتي نجيبة -سريعة-”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أين الشقيقة التي كسوتك؟»، قال: “بعتها بثمانية دراهم، فتزوّدت بدرهمين تمرًا، وتركت لأهلي نفقة درهمين واشتريت بُردة بأربعة دراهم”، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: «أنت والله يا أبا عبس وأصحابك من الفقراء، والذي نفسي بيده لئن سلمتم وعِشتُم قليلًا ليكثُرَنّ زادكم وليكثُرنّ ما تتركون لأهليكم، ولتكثُرنّ دراهمكم وعبيدكم ما ذاك بخير لكم».

ورأى سلمة بن الأكوع ظبي نائم في ظلّ شجرة، فرماه بسهم يصطاده به، فلم يصبه، وفزع الظّبي فقام يعدو، فلحقه عامر بن سنان -عمّه- فرمى الظّبي بسهم فجاء في جنب الظّبي وانقطع وتر قوس عامر رضي الله عنه، وعَلِقَ طرفه بجنب عامِر، فلم يخلِّصه إلا بعد شدّ، فوقع في نفس سلمة بن الأكوع رضي الله عنه تشاؤمًا بما حدث لعمّه عامر ورجا له الشّهادة في سبيل الله.

وصلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم الظُّهر والعصر بالصّهباء -جبل عطوة-، ثم أكل طعام الغداء سويقًا وتمرًا، وأكل معه النّاس، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم مُحيصة بن مسعود أن يسير إلى يهود فَدَك فيدعوهم إلى الإسلام ويخوفهم الغزو مثل أهل خيبر، فتجهّز مُحيصة للمسير إليهم، وغربت الشمس وهم هناك.