11 محرم 7 هـ
24 أيار 628 م
يوميّات غزوة خيبر ووادي القُرى ومُصالحة أهل فَدَك وتَيْماء: اليوم الخامس والثلاثون

غزوة خَيْبَر (الإقامة بالنَّطاة)
وفيه استمرّت إقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه المسلمون في #~~~خيبر~~~# وقد فتحها الله عليه  حتى تستقر الأمور فيها …

ويجمع المسلمون المغانم ويقدّروا الأرض ويتأكدوا من عدم وجود بقيّة مقاومة في أي مكان.
وفي ليلته بعدما صلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المغرب بالنّاس، جاءت زينب بنت الحارث اليهوديّة بشاة مشويّة هديّة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم فوجدها جالسة بها عند منزله صلى الله عليه وآله وسلَّم، وكانت قد سألت أيّ جزء من الشاة يحبّه النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، فأُخبرت أنّه يحب الذراع، وأتت بسُمّ شديد فأكثرت منه في الذراعين والكتفين، فقالت: “أبا القاسم، هديّة أهديتها لك”، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم يقبل الهديّة، فقبلها منها وأمر أن توضع وقال لمن معه: “ادنوا فتعشّوا”، فجلسوا ومدّوا أيديهم، وتناول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذراع، وتناول بشر بن البراء، فقضم منها صلى الله عليه وآله وسلَّم قضمة، فقضم بِشْر، فلمّا ازدرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أكلته امتنع وقال: “كُفُّوا أيديكم، فإنّ هذه الذراع تخبرني أنّها مسمومة”، فقال بِشر: “قد والله يا رسول الله وجدت ذلك من أكلتي التي أكلتها، فما منعني أن ألفظها إلا كراهية أن أنغص إليك طعامك، فلمّا تسوغت ما في يدك، لم أرغب بنفسي عن نفسك، ورجوت ألّا تكون ازدردتها وفيها الموت”، ولم يلبث بشر رضي الله عنه أن مات بعدها.

 

وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أن يُؤتى بزينب بنت الحارث اليهوديّة، فقال لها: “سممت الذراع؟”، قالت: “من أخبرك؟”، قال: “الذراع”، قالت: “نعم”، قال: “وما حملك على ذلك؟”، قالت: “قتلتَ أبي وعمّي وزوجي، ونلت من قومي ما نِلت، فقلت: إن كان نبيًّا فستخبره الشاة ما صنعت، وإن كان ملكًا استرحنا منه، فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، فلمّا مات بِشْر قتلها به قصاصًا، وأمر من وضع يده في الطعام أن يحتجم في وسط رأسه، واحتجم هو صلى الله عليه وآله وسلَّم تحت كتفه اليُسرى.