27 محرم 7 هـ
9 حزيران 628 م
يوميّات غزوة خيبر ووادي القُرى ومُصالحة أهل فَدَك وتَيْماء: اليوم الحادي والخمسون

غزوة وادي القُرى (العودة للمدينة المنوَّرَة مرورًا بخَيْبَر) (البناء بصفيّة عليها السلام)
وفي ليلته أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه المسلمون على #~~~بريد من خيبر~~~#، …

فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل، ثم ساروا حوالي 22 كم في أربع ساعات ونصف ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~خيبر~~~#، وقت صلاة الصبح فصلوه بها أو قريبًا منها، ووقفوا للاستراحة.
ثم ساروا حوالي 3.5 كم في نصف ساعة تقريبًا حتى وصلوا #~~~قرقرة ثبار~~~#، وكانت صفيّة رضي الله عنها قد حلّت وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم قد أعتقها وتزوّجها وانتظر حتى تحِلّ بحيضة، فقال لأم سليم بنت ملحان رضي الله عنها: «انظري صاحبتك هذه فهيئيها»، فأخذت أم سليم بيد صفيّة رضي الله عنها فاغتسلت، ومشطتها وطيّبتها، وجاءت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ليدخل بها، فطلبت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أن يؤجل الدخول بها.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم بالرحيل، فساروا حوالي 5 كم في ساعة تقريبًا حتى وصلوا #~~~الصهباء~~~#، ولمّا وصلوا قالت صفيّة: “لا بأس الآن يا رسول الله”، فدخل صلى الله عليه وآله وسلَّم بها، ووجد في خدّها كدمة خضراء، فقال: «ما هذه؟»، قالت: “تزوجني كنانة بن أبي الحُقيق وحولني إلى حصنه بسُلالِم، فرأيت في النوم كأن قمرًا أقبل من يثرب يسير حتى يقع في حجري، فذكرت ذلك لكنانة زوجي، فلطم عيني فاخضرّت”، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم يعتذر لها يقول: «ما وددت أن أقاتل قومك، لكنّهم ألّبو عليّ العرب، وفعلوا كذا وكذا»، فاستحت رضي الله عنها من اعتذاره صلى الله عليه وآله وسلَّم، وسألها صلى الله عليه وآله وسلَّم لِم رفضت الدخول بها عند ثِبار؟، فقالت: “يا رسول الله كنّا قريبين من أرض اليهود فخفتهم عليك”، فزاد هذا في حبّه صلى الله عليه وآله وسلّم لها، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم بوليمة للعُرس، فجمعوا التَّمر والحيس وأكلوا، وغربت الشمس وهم هناك.