29 محرم 7 هـ
11 حزيران 628 م
يوميّات غزوة خيبر ووادي القُرى ومُصالحة أهل فَدَك وتَيْماء: اليوم الثالث والخمسون

غزوة وادي القُرى (العودة للمدينة المنوَّرَة مرورًا بخَيْبَر)
وفي ليلته أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه المسلمون عند #~~~الصلصلة~~~#، …

فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل، ثم ساروا حوالي 22 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~الدومة~~~# قبل الفجر بقليل، ولمّا نزلوا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «ألا رجل صالح حافظ لعينه يحفظ لنا صلاة الصُّبح؟»، فقال بلال رضي الله عنه: “أنا يا رسول الله”، فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه ووضع النّاس رؤوسهم ينامون قليلًا، وأبوبكر رضي الله عنه يقول لبلال: “يا بلال احفظ عينك”، فجلس بلال مُحتبيًا جهة طلوع الشَّمس من الأُفُق ينتظر الفجر، فلم يدري متى وضع جنبه ونام، وناموا جميعًا فلم يوقظهم إلّا حرّ شمس الضُّحى، والناس تقول: “إنّا لله وإنا إليه راجعون”، وأخذوا يلومون بلالًا على ما فعل -ولم يكن بيده-، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوّل من استيقظ، فقال: «من كان له حاجة فليقضها»، فتفرّق الناس يقضون حاجاتهم، وتوضّئوا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «أذِّن يا بلال»، فأذّن رضي الله عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «اركعوا ركعتي الفجر -يعني سُنَّة الفجر القبليّة-»، فصلّوها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أقِم يا بلال»، فأقام، وصلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم بالنّاس الصُّبح ثم قال: «مه يا بلال»، فقال بلال: “بأبي وأمّي، قبض نفسي الذي قبض نفسك”، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتبسَّم.
ثم ساروا حوالي 23 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~قريب من الجفدور~~~#، ووقفوا للاستراحة وغربت الشمس وهم هناك.