9 ذو الحجة 6 هـ
23 نيسان 628 م
يوميّات غزوة خيبر ووادي القُرى ومُصالحة أهل فَدَك وتَيْماء: اليوم الرابع

غزوة خَيْبَر (الطريق إلى خَيْبَر)
وفي ليلته أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه عند #~~~بُواط~~~# المسلمون متوجهين إلى #~~~خيبر~~~#، …

فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل، ثم ساروا حوالي 23 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~قريب من الجفدور~~~# وقت صلاة الصُّبح، فصلوه بها أو قريبًا منها، ووقفوا للاستراحة.
وأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم عبّادَ بن بِشر في طليعة من الفرسان أمامهم، فأمسكوا جاسوسًا من الأعراب لليهود من قبيلة أشجع، فقال عبّاد: “من أنت؟”، قال: “باغٍ أبتغي أبعرة ضلّت لي، أنا على أثرها”، قال عبّاد: “ألك عِلم بخيبر؟”، قال: “عهدي بهم حديث، فيم تسألني عنه؟”، قال عبّاد: “عن اليهود”، قال الرجل: “نعم كان كنانة بن أبي الحُقيق وهوذة بن قيس ساروا في حُلفائهم من غطفان، فاستنفروهم وجعلوا لهم تمر خيبر سنة فجاءوا مُعدّين مؤيدين بالكُراع -الخيل- والسِّلاح يقودهم عُتبة بن بدر، ودخلوا معهم في حُصونهم وفيها عشرة آلاف مُقاتِل، وهُم أهل الحصون التي لا تُرام، وسِلاح وطعام كثير، لو حُصِروا لسنين لكفاهم، وماء واتِن يشربون في حصونهم، ما أرى لأحد بهم طاقة!”، فرفع عبّاد بن بِشر السُّوط فضَرَبه ضربات وقال: “ما أنت إلا عين لهم، اصدقني وإلا ضربت عُنُقك”، قال الأعرابي: “أفتؤمنّي على أن أصدُقك؟”، قال عبّاد: “نعم!”، فقال الأعرابي: “القوم مرعوبون منكم، خائفون وجِلون لما قد صنعتم بمن كان بيثرب من اليهود، وإن يهود يثرب بعثوا ابن عمّ لي وجدوه بالمدينة، قد قدِم بسلعة يبيعها، فبعثوه إلى كنانة بن أبي الحُقيق يخبرونه بقِلّتِكم وقِلّة خيلكم وسلاحكم، ويقولون له: فاصدقوهم الضّرب ينصرفوا عنكم فإنّه لم يلق قومًا يُحسنون القتال، وقريش والعرب قد سَرَوا بمسيره إليكم، لما يعلمون من مَوَادِّكم وكثرة عددكم وسِلاحِكم وجودة حُصُونكم، وقد تتابعت قُريش وغيرهم ممن يهوى هوى محمد تقول قريش: إن خيبر تظهر -تفوز-، ويقول آخرون: يظهر مُحمّد، فإن ظفر محمد فهو ذُلّ الدّهر”، ثم قال: “وأنا أسمع كل هذا، فقال لي كنانة: اذهب مُعترضًا للطريق فإنهم لا يستنكرون مكانك، واحرزهم لنا، وادن منهم كالسائل لهم ما تقوى به، ثم ألقِ إليهم كثرة عددنا ومادّتنا فإنهم لن يَدَعوا سؤالك، وعجِّل الرجعة إلينا بخبرهم”، فأسرع عبّاد بالأعرابي إلى النّبي صلى الله عليه وآله وسلَّم فأخبره، قال عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه: “اضرب عُنُقه”، قال عبّاد: “جعلت له الأمان”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «أمسكه معك يا عبّاد فأوثِق رِباطًا».
ثم ساروا حوالي 23 كم أخرى في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~الدُّومة~~~#، ووقفوا للاستراحة وغربت الشمس وهم هناك.