17 محرم 7 هـ
30 أيار 628 م
يوميّات غزوة خيبر ووادي القُرى ومُصالحة أهل فَدَك وتَيْماء: اليوم الحادي والأربعون

غزوة وادي القُرى (الطريق إلى وادي القُرى من خَيْبَر)
وفي ليلته أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه المسلمون #~~~قريب من وادي القُرى~~~#، …

فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل ثم ساروا حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~وادي القُرى~~~# فوجدوا اليهود قد اجتمع إليهم بعض الأعراب، واستقبلهم اليهود يرمونهم بالنّبال والسهام والمسلمون لم يصطفّوا لقتال بعد، وفي هذه الأثناء كان مِدعَم -وهو عبد حبشي وهبه رفاعة بن زيد الجذامي للنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم- يحط رحل النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، فأصابه سهم فمات، فقال النّاس: “هنيئًا له الجنّة!”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم يُصبها المقسم تشتعل عليه نارًا»، فلمّا سمع بذلك النّاس جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشراك نعل -رباط-، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «شراك من نار».
وعبّأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين للقتال وصفّ صفوفهم، وأعطى اللواء لسعد بن عُبادة، وراية للحباب بن المنذر، وراية لسهل بن حنيف، وراية لعباد بن بشر، ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم اليهود للإسلام، وأخبرهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دمائهم وحسابهم على الله، فخرج منهم رجل يبارز، فتقدّم إليه الزبير بن العوام رضي الله عنه فقتله، ثم خرج آخر فقتله الزبير، ثم خرج آخر فتقدّم له علي بن أبي طالب فقتله، ثم آخر فقتله أبو دجانة، حتى قتلوا منهم أحد عشر رجلًا، كلّما قُتِل رجل دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بقى للإسلام، وصلوا الصلوات وغربت الشمس وهم هناك.