11 شعبان 2 هـ
10 شباط 624 م
يوميّات سريَّة عبد الله بن جحش إلى نخلة اليمانيّة ثم تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة وفرض صيام رمضان: اليوم الحادي والعشرون

تحويل القبلة إلى الكعبة المشرّفة
وفيه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ب#~~~المدينة المنورة~~~#  “القُبّة الخضراء” وكان المسلمون يصلّون إلى بيت المقدس منذ فرض الصلوات في …

الإسراء والمعراج، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستقبل الكعبة بينه وبين بيت المقدس في الصلاة لمّا كان بمكة المكرمة، فلمّا هاجر للمدينة المنوّرة مكث وأصحابه يصلّون إلى بيت المقدس -جهة الشام شمال المدينة- ويستدبرون البيت الحرام -جنوب المدينة-، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكثر أن يتضرع إلى مولاه رافعًا يديه وطرفه إلى السماء، وذلك منذ قدومه في ربيع الأول 1 هـ، حتى أنزل الله عليه اليوم قوله تعالى: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ…} [البقرة 144]، والظاهر نزولها وقت خطبة الجمعة أو قبلها [^1]، وكانت آخر صلاة وآخر جمعة صلّاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه جهة #~~~بيت المقدس الشريف~~~#.
ولمّا حضر وقت صلاة العصر صلّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بالمدينة المنوّرة أوّل صلاة جهة الكعبة المشرّفة -جنوبًا-، مما غاظ اليهود والمشركون والمنافقون بالمدينة، وشاع بين المسلمين التساؤل فيمن مات من إخوانهم قبل تحويل القبلة وهل قَبِل الله عملهم؟ فأنزل الله على نبيه قوله تعالى: {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [البقرة 143].
وصلّى رجل من الصحابة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم العصر جهة الكعبة وخرج إلى بعض ضواحي المدينة المنورة فوجد قومًا يصلون جهة بيت المقدس فقال: “أشهد أنّي صليت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم العصر جهة الكعبة”، فاستداروا وهم يصلّون جهة الكعبة وأتموا صلاتهم.
وهدَّأ النبي بال المسلمين بعد حرب اليهود الشرسة عليهم بعد تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنهم لم يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله إليها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وقولنا خلف الإمام آمين».

[^1]: انظر الملحق لدراسة وقت نزول الأمر بتحويل القبلة.