1 ربيع الأول 11 هـ
30 أيار 632 م
يوميّات سريّة أسامة بن زيد إلى أُبْنَى والانتقال الشريف للرفيق الأعلى: اليوم السادس

تمريض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وجعه
وفيه استمرّ وجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم من الحُمّى والصُداع، …

وكان يتألّم منهما كثيرًا فيغيب ويفيق، فيخرج للصلاة ويعود لمرقده مباشرة.

سريّة زيد بن حارثة إلى أُبنى من أرض الشام
وفيه لمّا انتشر الاعتراض على إمارة أسامة بن زيد وتكلّم الناس، سمع بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فردّ على من تكلَّم، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم فأخبره بما انتشر من كلام الناس، واعتراض بعضهم على إمارة أسامة بن زيد رضي الله عنه للجيش. فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غضبًا شديدًا، وكان المرض والحُمّى قد اشتدّتا عليه، فخرج وقد ربط رأسه من الصُداع والألم، وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد أيها الناس، فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة بن زيد؟ والله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وايم الله إن كان للإمارة لخليقًا -أهلًا ومستحقًّا لها-، وإنّ ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لَمِن أحبّ الناس إليّ، وإنّ هذا لمِن أحبّ الناس إليّ، وإنّهما لمُخِيلان -أهل- لكل خير، فاستوصوا به خيرًا، فإنه من خياركم»، ثم نزل صلى الله عليه وآله وسلم ودخل بيته.