28 صفر 11 هـ
28 أيار 632 م
يوميّات سريّة أسامة بن زيد إلى أُبْنَى والانتقال الشريف للرفيق الأعلى: اليوم الرابع

تمريض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وجعه
وفيه استمرّ وجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم من الحُمّى والصُداع، وكان يتألّم منهما كثيرًا فيغيب ويفيق، …

فيخرج للصلاة ويعود لمرقده مباشرة.

سريّة زيد بن حارثة إلى أُبنى من أرض الشام
وفيه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم قد بدأه الصُداع والحُمّى الشديدان بالأمس، وفي صبيحته دعا أسامة بن زيد، فعقد له بيده لواء وقال: «يا أسامة، اُغز بسم الله، في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدًا ولا امرأة، ولا تَمَنَّوا لِقاء العدو، فإنكم لا تدرون لعلّكم تُبتَلَوْن بهم، ولكن قولوا: اللهم اكفناهم، واكفف بأسهم عنا، فإن لقوكم قد أجلبوا وصيّحوا، فعليكم بالسكينة والصمت، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، قولوا: اللهم نحن عبادك، وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم بيدك، وإنّما تغلبهم أنت، واعلموا أن الجنة تحت البارقة -لمعان السيوف-».

 

وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللواء وقال: «امض على اسم الله، وشنّ الغارة على أهل أُبنى»، فخرج أسامة باللواء معقودًا فأعطاه لبُريدة بن الحُصيب الأسلمي، فذهب به إلى بيت أسامة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أسامة أن يُعَسْكِر بـ#~~~الجرف~~~# حتى يكتمل تعداد الجيش، وأخذ الناس يسرعون الخروج للمعسكر، ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا أمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخروج في هذه الغزوة؛ عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، ورجال الأنصار كذلك، حتى تكلّم بعضهم في إمارة أسامة للجيش لصغر سِنّه -وكان رضي الله عنه ابن سبعة عشر عامًا تقريبًا-؛ فقالوا: “يستعمل هذا الغُلام على المُهاجرين الأولين؟”، وكثر الكلام وانتشر، وغربت الشمس وهم هناك.