2 رمضان 10 هـ
5 كانون الاول 631 م
يوميّات سرية الإمام علي بن أبي طالب إلى اليمن وقدوم وفد بجيلة والأحمسيين وسريّة جرير بن عبد الله البجلي لهدم ذي الخَلَصَة: اليوم الثالث

قدوم وفد بجيلة والأحمسيّين بقيادة جرير بن عبد الله البجلي
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل قدوم وفد قبيلة بجيلة قال لأصحابه: “يطلع عليكم من هذا الفجّ من خير ذي يَمَن رجل …

على وجهه مَسْحَة مُلْك”، فطلع جرير بن عبد الله البجلي مع وفد قومه وجاءوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجرير: «لم جئت؟»، قال جرير: “جئت أسلم وأتبعك يا رسول الله”، فبسط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده وقال: «بايعني على أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، وتنصح المُسلِم وتُطيع الوالي وإن كان عبدًا حبشيًّا»، قال جرير: “نعم”، فبايعه.

ولمّا نزل جرير على فروة بن عمرو البياضي من الأنصار جعل يتردد إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسأله عن أحوال بلاده وما ورائه، فقال جرير: “يا رسول الله أظهر الله الإسلام وأظهر الأذان في مساجدهم وساحاتهم، وهدمت القبائل أصنامها التي كانت تعبد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فما فعل ذو الخَلَصَة؟»، قال جرير: “هو على حاله قد بقي، والله مُريح منه إن شاء الله”، فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يسير في مائة وخمسين من مقاتلي قومه وكانوا يُسمّون “الأحمسيّين” فيهدم ذا الخَلَصَة، وعقد له اللواء، فقال جرير: “إني لا أثبت على الخيل يا رسول الله!”، فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على صدره وقال: «اللهم اجعله هاديًا مهديًا وثبته على الخيل».

 

سريَّة جرير بن عبد الله البجلي لهدم ذي الخَلَصَة
فخرج جرير ومن معه متجهين إلى #~~~العبلاء~~~# شرق الطائف حيث صنم ذي الخَلَصة ليهدموه، فساروا حوالي 7 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~العُرَيْض~~~#، ثم حوالي 16 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~شرق حرّة واقِم~~~#، فوقفوا للاستراحة وغربت الشمس وهم هناك.

 

وفادة بني الحارث بن كعب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وفيه استمرّت إقامة وفد بني الحارث بن كعب وكانوا قدموا بالأمس مع خالد بن الوليد رضي الله عنه من #~~~نجران~~~# بعدما أسلموا من غير قتال، فالتقوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أقاموا بالمدينة المنوَّرَة يتعلّمون ويتفقّهون ما استطاعوا.

 

سريّة الإمام علي بن أبي طالب إلى اليمن
وفي ليلته أمسى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه عند #~~~قاع حضوضاء~~~# متجهين إلى اليمن، فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل ثم ساروا حوالي 21 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا عند #~~~قريب من القرقرة~~~# وقت صلاة الصبح، فصلوه هناك، ووقفوا للاستراحة.

ثم ساروا حوالي 12 كم في ساعتين ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~الأرحضيّة~~~#، ثم حوالي 10 كم في ساعتين حتى وصلوا #~~~قرقرة الكُدر~~~#، فوقفوا للاستراحة وغربت الشمس وهم هناك.