20 صفر 4 هـ
4 آب 625 م
يوميّات بعث الرجيع: اليوم العاشر

وفي ليلته أمسى من بقي من بعثة الرجيع عند #~~~مر الظهران~~~# أسرى في أيدي مشركي قبيلة بنو لحيان، وقد ساقوهم ليبيعوهم في …

مكّة، وهم خبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وذلك بعد قتلهم عبد الله بن طارق رضي الله عنهم أجمعين، فباتوا أول الليل وساروا بهم حوالي 25 كم في خمس ساعات حتى وصلوا #~~~التنعيم~~~# وقت الصبح، ووقفوا به للاستراحة، ثم أكملوا المسير حوالي 5 كم حتى دخلوا #~~~مكة المكرّمة~~~#، فباعوا خبيب وزيد رضي الله بخمسين بعير لكل منهما [^1].
وكان الذي اشترى زيد بن الدَّثِنة هو صفوان بن أُميّة [^2] يريد قتله ثأرًا لمقتل أبيه -أُميّة بن خلف- في معركة بدر، فحبسه عند خادم له اسمه نسطاس، وكان الذي اشترى خبيب بن عدي رضي الله عنه هو حجير بن أبي إهاب، وحبسه عند امرأة من موالي عبد مناف اسمها ماوية -أسلمت بعد ذلك- وحبسوهما حتى انقضاء الشهر الحرام، فإذا ما انقضت أخرجوهما من الحرم وقتلوهما [^3]، وغربت الشمس وهم بمكة.

[^1]: وقيل إن خبيب قد بيع بثمانين مثقال ذهبًا، والمثقال هو الدينار الذهبي، ووزنه 4.25 جرام، وعليه فقد بيع بما يوازي 340 جرام ذهب عيار 21، وهي ما يوازي بأسعار اليوم 220 ألف جنيه مصري، أو 12 ألف دولار تقريبًا بإهمال الكسور، وقيل بيع بخمسين فريضة -بعير-، وقيل بمائة، وقد اخترنا الأظهر والله أعلم.

[^2]: وقيل إن مشركي مكة اشتركوا في شرائه، وهو أوفق، ولعل من دفع الثمن هم المذكورين، -فاكتفينا بذكرهم-، فقد اشتروهم لقتلهم تشفيًا وقد أخرجوا أهل مكة يشاهدوا قتلهم.

[^3]: المتفق عليه عند أهل السير أن بعث الرجيع كان في صفر 4 هـ، فالكلام على أن المشركين إنما قتلوا خبيب وزيد رضي الله عنهما بعد انقضاء الأشهر الحُرُم بعيد جدًا عن واقع الأحداث، فإنهم وصلوا مكة كما ذكرنا اليوم وباعوهما، ولا أستسيغ تركهما شهورًا حتى قدوم الأشهر الحُرُم ثم قتلهما بعدها؟!، فإن صفر ليس من الأشهر الحُرُم، فهذا تضارب في ظاهر الروايات، وعلى هذا التضارب يكون قتلهما بعد على الأقل أربعة أشهر حتى يدخل شهر رجب ثم ينقضي، وهذا بعيد أشد  البُعد، والجمع بين الأقوال وتوفيق الروايات يقتضي أن يكون المشركون قد أخذوا ثأرهم سريعًا خلال أيّام قلائل أخرجوهما وقتلوهما، فيكون الاحتمال الأخير أن يكون شهر صفر هذا الذي كانت فيه البعثة هو نفسه من الأشهر الحُرُم هذه السنة عند المشركين، لاعتمادهم نظام النسيء، وبمراجعة برمجيَّة آستروكال، وجدنا بالفعل أن صفر هذا العام قد وافق مُحرَّم على حساب النسيء (انظر مُلحق الهجرة الشريفة لتحقيق حساب النسيء)، وعليه فيكونوا أخرجوهم بعد انقضاء هذا الشهر -وهو صفر عند المسلمين- ومُحرَّم عند المشركين، أي بعد حوالي أسبوع -بعد الرجوع لبرمجيَّة آستروكال-، وهو يوم الأحد 1 ربيع الأول 4 هـ، الموافق 11 أغسطس 625 م، والموافق 1 صفر على حساب النسيء.