2 ذو الحجة 2 هـ
29 أيار 624 م
يوميات غزوة السُّوَيْق لمُلاحقة أبي سفيان حتى قرقرة الكُدر: اليوم الأول

وفي ليلته قبل الفجر بقليل علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أبا سفيان بن حرب قد قدم من مكة إلى #~~~المدينة المنورة~~~#…

في مائتين من المشركين، فوصل إلى #~~~ العُرَيْض~~~# على بُعد حوالي 7 كم من المدينة المنورة، فوجد رجلًا من الأنصار في مزرعته ومعه خادمه فقتلهما، وأحرق منزلين وزرعًا للأنصار، ورأى أنه بذلك -أبو سفيان- قد أوفى بقسمه -وكان قد أقسم أن لا يمس جسمه الماء حتى يشفي عليله من المسلمين بعد هزيمة بدر-، ورجع هاربًا إلى مكة ومن معه قبل أن يدري به المسلمون، وأخذوا يرمون مامعهم من أجولة السُّوَيْق [^1] -وهم هاربون- لتخفيف حركة سيرهم.

فخرج صلى الله عليه وآله وسلم في مائتين رجلًا من المهاجرين والأنصار للحاق بأبي سفيان ومن معه، واستخلف أبا لبابة بن عبد المنذر العمري على المدينة لإدارة شئونها، فسار صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه حوالي 7 كم في ساعة ونصف تقريبًا، حتى وصلوا العُرَيْض فلم يجدوا بها أحدًا، ثم مُجدّين في المسير حوالي 16 كم في ثلاث ساعات ونصف تقريبًا، حتى وصلوا #~~~شرق حرّة واقِم~~~# وقت الضُّحى تقريبًا وصلّوا الصبح في الطريق، ثم حوالي 17 كم في ثلاث ساعات ونصف أُخرى حتى وصلوا #~~~وادي الخنق~~~# مواصلين السَّير بغير راحة، ثم حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا، حتى وصلوا #~~~قاع حضوضاء~~~# وصلّوا الصلوات في الطريق، ثم حوالي 21 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~قريبًا من القرقرة~~~# وقت غروب الشمس تقريبًا، وقد ساروا حوالي 17 ساعة مُتَّصلة يتعقّبون أبا سُفيان ومن معه، ولم يدركوهم.

[^1]: السُّوَيْق هو قمح أو شعير يُحَمَّص، وتُصنع منه وجبات بأن يُعجَن بالماء أو السمن أو العسل.