11 محرم 4 هـ
26 حزيران 625 م
يوميات سريّة عبد الله بن أُنَيس إلى عُرَنَة: اليوم العاشر

وفي ليلته أمسى عبد الله بن أُنيس عند #~~~مر الظهران~~~# “وادي فاطمة” في طريقه إلى#~~~وادي عُرَنَة~~~#، وقد أرسله النبي صلى الله عليه …

وآله وسلم لقتل سفيان بن خالد الهذلي ليوقف الحرب التي يسعى سفيان هذا لإشعالها بين قبائل العرب والمسلمين، فسار حوالي 51 كم في عشر ساعات تقريبًا حتى وصل إلى وادي عُرَنَة وقت الصبح تقريبًا، فاستراح قليلًا، قبل أن يخرج ليبحث عن سفيان بن خالد الهذلي هذا بعد وقت الظهر تقريبًا.
وسار عبد الله بن أنيس في الوادي يبحث عنه بين الناس، ودخل وقت العصر وهو سائر، فصلى صلاة العصر في مسيرة -صلاة الخوف يومئ برأسه-، فرأى رجلًا هابه وأصابته قشعريرة يمشي بين مجموعة من الأحابيش -أخلاط الناس- ووجد نفسه يتعرَّق من الخوف!، فقال: “صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”، وعرف أنّه سفيان هذا بوصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم له، فاقترب منه وسار معم، فقال سفيان: “من الرجل؟”، قال عبد الله: “رجل من خزاعة، سمعت بجمعك لمحمد، فجئت لأكون معك”، قال سفيان: “أجل، إني لفي الجمع له”، فمشى عبد الله معه وحدَّثه بكلام، وأنشده الشعر، فاستحلى سفيان حديثه، وقال -ابن أنيس-: “عجبًا لما أحدث محمد من هذا الدين المُحْدَث، فارق الآباء وسفه أحلامهم”، قال سفيان -وهو يتوكأ على عصا يضرب بها الأرض بقوة: “لم يلق محمد أحد يشبهني!”، ووقف عند خيمته، وتفرق عنه من معه إلى خيام قريبة، فقال سفيان لعبد الله بن أنيس: “هلم يا أخا خزاعة!”، فاقترب منه عبد الله بن أنيس، فقال سفيان لجاريته: “احلبي”، فحلبت، ثم ناولت عبد الله بن أنيس اللبن، فشرب قليلًا ثم دفعه لسفيان، فعبّ منه كما يعبّ الجمل، وغاب أنفه في رغوة الحليب، ثم قال لعبد الله بن أنيس: “اجلس”، فجلس معه عبد الله حتى دخل الليل وغربت الشمس وهو هناك.