28 شعبان 10 هـ
2 كانون الاول 631 م
يوميات سريّة خالد بن الوليد إلى نجران: اليوم مئة وعشرون

سريَّة خالد بن الوليد إلى نجران (العودة للمدينة)
وفي ليلته أمسى خالد بن الوليد ومن معه عند #~~~شرق حرّة واقِم~~~# متجهين للمدينة المنورة، …

فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أول الليل، ثم ساروا حوالي 16 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~العُرَيْض~~~#، ثم حوالي 7 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~المدينة المنوَّرَة~~~# وقت صلاة الصبح.

 

وفادة بني الحارث بن كعب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ولمّا وصل بنو الحارث بن كعب دخلوا المسجد النبوي الشريف وفي الوفد أشراف القبيلة: قيس بن الحصين ذي الغصة، ويزيد بن عبد المدان، ويزيد بن المحجل، وعبد الله بن قراد الزيادي، وشداد بن عبد الله القناني، وعمرو بن عبد الله الضبابي.

فلمّا رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم داخلين قال: «من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال الهند؟»، قيل: “يا رسول الله هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب”، حتى وقفوا بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم فسلّموا عليه وقالوا: “نشهد أنك رسول الله وأنه لا إله إلا الله”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله»، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنتم الذين إذا زجروا استقدموا؟»، فسكتوا لم يردّ منهم أحد، حتى كررها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أربع مرّات فردّ بعد الرابعة يزيد بن عبد المدان فقال: “نعم يا رسول الله، نحن الذين إذا زجروا استقدموا” قالها أربع مرّات، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لو أنّ خالدًا لم يكتب إلي أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا، لألقيت رؤوسكم تحت أقدامكم»، فقال يزيد بن عبد المدان: “أما والله ما حمدناك ولا حمدنا خالدًا”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فمن حمدتم؟»، قالوا: “حمدنا الله عز وجل الذي هدانا بك يا رسول الله”، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «صدقتم».

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟»، قالوا: “لم نكن نغلب أحدًا”، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «بلى، كنتم تغلبون من قاتلكم»، قالوا: “كنا نغلب من قاتلنا يا رسول الله أنّا كنّا نجتمع ولا نتفرق، ولا نبدأ أحدًا بظلم”، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «صدقتم»، ثم جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيس بن الحصين أميرًا عليهم.