2 ذو الحجة 10 هـ
28 شباط 632 م
يوميات حجّة الوداع:اليوم السابع

وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد انصرف من (((الأبواء))) فصلّى المغرب والعشاء عند (((تَلَعَات اليَمَن)))، …

وهو مكان مهجور الآن يبعد 4 كم تقريبًا عن الأبواء -مسيرة ساعة- قُرب الخروج من آخر وادي الأبواء غربًا، وقيل إنه كانت فيه سَمُرة جلس النّبي صلى الله عليه وآله وسلم تحتها وكان عبدالله بن عُمر رضي الله عنهما يسقيها كُلّما مرّ بها يحافظ عليها تتبُّعا لآثاره صلى الله عليه وآله وسلّم.

 

ثم أكمل صلى الله عليه وآله وسلم المسير بعد تَلَعَات اليَمَن جنوبًا حتى ثَنِيَّة (((هَرْشَى)))-وهي ممر مرتفع بين جبلين، قيل يُرى البحر الأحمر من فوقها-، قاطعًا حوالي 10 كم في ساعتين ونصف تقريبًا.

 

وسأل حين مرّ فوق ثَنيّة هَرْشَى: «أي ثَنيّة هذه؟»، قالوا ثَنيَّة هَرْشَى، قال: «كأني أنظر إلى يونس بن متَّى -عليه السلام- على ناقة حمراء جَعْدَة، خِطامُها خُلْبَة» ثم أكمل المسير ليلاً فسار من هَرْشَى إلى (((غَدير خُم))) قاطعاً حوالي 30 كم في 6 ساعات تقريبًا ووصل إلى غدير خُم وقت صلاة الفجر تقريبًا فصلاها هناك ثم أكمل المسير باتجاه (((الجِحْفَة))) قاطعًا حوالي 15 كم أخرى في أربع ساعات تقريبًا ووصلها وقت الضُّحى ووقف بها للاستراحة فصلّى بها الظهر والعصر وخرج منها بعد غروب الشمس.