21 ذو الحجة 10 هـ
18 آذار 632 م
يوميات حجّة الوداع:اليوم السادس والعشرون

وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنطقة (((النظيم: العَرْج))) …

عائدًا من رحلة حجة الوداع، فصلى بها المغرب والعشاء واستراح أوّل الليل، ثم أكمل المسير ليلًا حوالي 4 كم في ساعة إلا ربع تقريبًا حتى وصل منطقة (((الشفية: الأثاية)))، ثم حوالي 15 كم أخرى في ثلاث ساعات تقريبًا إلى أن وصل منطقة (((محطة خِلْص: الرويثة)))، ثم حوالي 16.5 كم في ثلاث ساعات وثلث تقريبًا إلى أن وصل منطقة (((المُنْصَرَف: المسيجيد))) ووصلها بعد وقت الفجر فصلى الصبح قريبًا منها، ثم أكمل المسير حوالي 8 كم في ساعتين إلى أن وصل (((وادي الروحاء)))، فوقف به للاستراحة.

 

ولما وصل إلى وادي الروحاء جاءته المرأة أم الصبي التي كانت أتته بابنها بنفس الوادي في رحلة الذهاب لحجة الوداع ومعها شاة مشوية وكان أسامة بن زيد معه، فقالت : يا رسول الله أنا أم الصبي الذي أتيتك به، والذي بعثك بالحق ما رأيت منه شيئا يريبني إلى هذه الساعة، ثم وضعت الشاة المشوية بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم وكان معه أسامة بن زيد.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأسامة : «يا أُسيم» -وكان يناديه به تلطفا وتبسطا منه صلى الله عليه وآله وسلم- «ناولني ذراعها -ذراع الشاة المشوية»-.

 

قال أسامة : فامتلخت ذراعها وناولته إياها صلى الله عليه وآله وسلم فأكلها.

 

ثم قال : «يا أُسيم، ناولني الذراع».

 

قال أسامة : فامتلخت الذراع -الأخرى- فناولته إياها فأكلها.

 

ثم قال : «يا أُسيم، ناولني الذراع».

 

قال أسامة : فقلت يا رسول الله إنك قد قلت ناولني فناولتكها ثم قلت ناولني فناولتكها فأكلتها ثم قلت ناولني الذراع وإنما للشاة ذراعان!؟

 

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «أما إنك لو أهويت إليها مازلت تجد فيها ذراعا ما قلت لك!».

 

وهذا من معجزاته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم غير أن أسامة لم يصبر حتى يراها، ومكث صلى الله عليه وآله وسلم بوادي الروحاء وغربت الشمس وهو بها.