5 ربيع الأول 4 هـ
18 آب 625 م
يوميات بعث المُنذِر بن عمرو والقُرَّاء دُعاة إلى بني عامر ببئر مَعُونَة: اليوم الرابع والعشرون

دُعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على بني سُلَيْم وبني لحيان
وفيه استمرّ قُنُوت النّبي صلى الله عليه وآله وسلَّم في صلاة الصُّبح يدعوا على بني لِحيان…

وبني سُلَيْم لقتلهم الدُّعاة الآمنين بالرَّجيع وبئر معونة، لليوم الخامس عشر، حتى نزل قوله تعالى: { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [آل عمران:128-129]

وفيه كان أبو البراء عامر بن مالك الذي قُتِل بعث بئر معونة وهُم في حمايته -قتلهم ابن أخيه-، قريبًا من #~~~العِيص~~~# عائدًا إلى أرض قومه ولا يعلم بما فعلوه من خيانتهم للأمان الذي أمّن به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، فأرسل ابنه ربيعة، وابن أخيه لبيد بن ربيعة بهديّة فَرَس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «لا أقبل هديّة مُشْرِك»، فقال لبيد: “ما كُنت أظنّ أن أحدًا من مُضَر يرُدّ هديّة أبي براء!”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «لو قَبِلت هديّة مُشْرِك، لقبِلت هديّة أبي براء»، قال لبيد: “إنّه قد بعث يستشفيك من وجع أصابه”، فتناول النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بعض التُّراب من الأرض وتَفَل فيه، ثم ناوله إيّاه وقال: «اخلطها بالماء، ثم اسقه إياه»، وأعطاه وعاء من عسل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم لربيعة بن أبي براء: «ما فعلت ذمّة أبيك؟ -يعني أين هو الأمان الذي أعطاه لأصحابي؟-»، فقال ربيعة متعجّبًا: “نَقَضَتها ضربة بسيف أو طعنة برُمح؟؟ -يعني وهل خان قومي الأمان؟-”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نعم»، فخرج ابن أبي براء عائدًا، فأخبر أباه، فحزن وضاق بما فعله عامر بن الطّفيل بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو براء شيخ مُسِنّ لا يستطيع أن يفعل شيئًا، فقال: “أخفرني ابن أخي من بين بني عامر! -يعني غدر بي-”، فتضايق ربيعة بن أبي براء، وسار مع أبيه حتى اقتربوا من ديار قومهم ركب فرسًا ولحق بعامر بن الطّفيل وهو على جمل، فحاول أن يطعنه فأخطأه، وتصايح القوم، فقال عامر بن الطّفيل: “إنها لم تضرني، إنها لم لتضرّني…”، فقال ربيعة: “قضيت ذمّة أبي براء -يعني أدّيت عنه ثأره-“، وقال عامر بن الطّفيل: “قد عفوت عن عمّي، هذا فعله!”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «اللهم اهد بني عامر، واطلُب خفرتي من عامر بن الطّفيل».