رجب 8 ق.هـ
نيسان 615 م
هجرة الحبشة الأولى

عدد المهاجرين في الهجرتين

وكانت الهجرة إلى أرض الحبشة مرتين، فكان عدد المهاجرين في المرة الأولى اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، ثم رجعوا عندما بلغهم عن المشركين سجودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قراءة سورة والنجم، فلقوا من المشركين أشد مما عهدوا، فهاجروا ثانية، وكانوا ثلاثة وثمانين رجلاً، إن كان فيهم عمار ففيه خلاف بين أهل النقل، وثماني عشرة امرأة، إحدى عشرة قرشيات، وسبعاً غرباء.

رد فعل قريش على الهجرة

وبعثت قريشًا في شأنهم إلى النجاشي مرتين: الأولى عند هجرتهم، والثانية: عقيب وقعة بدر، وكان عمرو بن العاص رسولًا في المرتين، ومعه في إحداهما عمارة بن الوليد، وفي الأخرى عبد الله بن أبي ربيعة المخزوميان.

سبب الهجرة

و عن الزهري قال: فلما كثر المسلمون وظهر الإيمان، أقبل كفار قريش على من آمن من قبائلهم يعذبونهم و يؤذونهم ليردوهم عن دينهم، قال: فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن آمن به: «تفرقوا في الأرض؛ فإن الله تعالى سيجمعكم»، قالوا: إلى أين نذهب؟ قال: «إلى هاهنا، وأشار بيده إلى أرض الحبشة».
فهاجر إليها ناس ذوو عدد، منهم من هاجر بأهله، ومنهم من هاجر بنفسه، حتى قدموا أرض الحبشة.

أول من خرج مهاجرًا

فكان أول من خرج عثمان بن عفان معه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قيل: إن أول من هاجر إلى أرض الحبشة حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود أخو سهيل بن عمرو ، وقيل: هو سليط بن عمرو ، و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة هارباً عن أبيه بدينه، ومعه امرأته سهلة بنت سهيل مسلمة مراغمة لأبيها ، فارة عنه بدينها، فولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة ، و مصعب بن عمير ، و عبد الرحمن بن عوف ، و أبو سلمة بن عبد الأسد ، ومعه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية ، و عثمان بن مظعون ، و عامر بن ربيعة حليف آل الخطاب ، ومعه امرأته ليلى بنت أبي خيثمة بن غانم العدو ية، و أبو سبرة بن أبي رهم العامري ، وامرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو – ولم يذكرها ابن إسحاق فهي خامسة لهن- و سهيل بن بيضاء ، وهو سهيل بن وهب بن ربيعة الفهري، و عبد الله بن مسعود الهذلي.

هيئة خروجهم

فخرجوا متسللين سرًّا حتى انتهوا إلى وادي الشعيبة ، منهم الراكب ومنهم الماشي، فوفق الله لهم سفينتين للتجار حملوهم فيهما بنصف دينار، وكان مخرجهم في رجب من السنة الخامسة من النبوة. فخرجت قريش في آثارهم حتى جاءوا البحر من حيث ركبوا، فلم يجدوا أحدًا منهم.