47 ق.هـ
576 م
كفالة أبي طالب للنبي

وقت وفاة عبد المطلب

إن عبد المطلب بن هاشم هلك عن سن عالية مختلف في حقيقتها، قال أبو الربيع بن سالم: أدناها فيما انتهى إلي ووقفت عليه خمس وتسعون سنة. ذكره الزبير، وأعلاها فيما ذكره الزبير أيضًا عن نوفل بن عمارة، قال: كان عبيد بن الأبرص ترِب عبد المطلب، وبلغ عبيد مائة وعشرين سنة، وبقي عبد المطلب بعده عشرين سنة، وكانت وفاته سنة تسع من عام الفيل.

سنه الشريف وقت وفاة جده

وللنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ثمان سنين، وقيل: بل توفي عبد المطلب وهو ابن ثلاث سنين، وحكاه أبو عمر.

كفالة عمه أبي طالب

وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مهلك جده عبد المطلب مع عمه أبي طالب ، وكان عبد المطلب يوصيه به فيما
يزعمون، وذلك أن عبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا طالب أخوان لأب وأم، فكان أبو طالب هو الذي يلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جده فكان إليه ومعه.

حلول بركته على أبي طالب وبنيه

وذكر الواقدي: أن أبا طالب كان مقلًاّ من المال، وكانت له قطعة من الإبل تكون بوادي عرنة، فيبدو إليها فيكون فيها، ويؤتى بلبنها إذا كان حاضرًا بـ [مكة]، فكان عيال أبي طالب إذا أكلوا جميعاً وفرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شبعوا، فكان أبو طالب إذا أراد أن يغديهم أو يعشيهم يقول: كما أنتم حتى يأتي ابني، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهم، فيفْضلون من طعامهم، وإن كان لبناً شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم، ثم تناول القعب فيشربون منه، فيروَوْن من عند آخرهم من القعب الواحد، وإن كان أحدهم ليشرب قعباً وحده، فيقول أبو، طالب: إنك لمبارك. وكان الصبيان يصبحون شعثاً رمْصًا، ويصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم دهيناً كحيلاً وقالت أم أيمن وكانت تحضنه: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شكا جوعاً قط ولا عطشًا، وكان يغدو إذا أصبح، فيشرب من ماء زمزم شربة، فربما عرضنا عليه الغداء فيقول: أنا شبعان.