8 هـ
630 م
قريش تباغت زحف الجيش الإسلامي

ولما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان …

ومضى قال له العباس‏:‏ النجاء إلى قومك‏.‏ فأسرع أبو سفيان حتى دخل مكة، وصرخ بأعلى صوته‏: يا معشر قريش، هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قبل لكم به‏.‏ فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن‏.‏ فقامت إليه زوجته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت‏:‏ اقتلوا الحَمِيت الدسم الأخمش الساقين، قُبِّحَ من طَلِيعَة قوم‏.‏

قال أبو سفيان‏:‏ ويلكم، لاتغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن‏.‏ قالوا‏:‏ قاتلك الله، وما تغني عنا دارك‏؟‏ قال‏:‏ ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن‏.‏ فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد، ووبشوا أوباشاً لهم، وقالوا‏:‏ نقدم هؤلاء، فإن كان لقريش شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا‏.‏ فتجمع سفهاء قريش وأخِفَّاؤها مع عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو بالخَنْدَمَة ليقاتلوا المسلمين‏.‏ وكان فيهم رجل من بني بكر ـ حِمَاس بن قيس ـ كان يعد قبل ذلك سلاحاً، فقالت له امرأته‏:‏ لماذا تعد ما أري‏؟‏ قال‏:‏ لمحمد وأصحابه‏.‏ قالت‏:‏ والله ما يقوم لمحمد وأصحابه شيء‏.‏ قال‏:‏ إني والله لأرجو أن أخدمك بعضهم، ثم قال‏:‏

إن يقبلوا اليوم فمالي عِلَّه ** هــذا ســلاح كامــل وألَّه

وذو غِرَارَيْن سريع السَّلَّة **

فكان هذا الرجل فيمن اجتمعوا في الخندمة‏.‏