3 هـ
624 م
(شِعْرُ حَسَّانٍ فِي هِجَاءِ هُذَيْلٍ لِقَتْلِهِمْ خُبَيْبًا)

وَقَالَ حَسَّانٌ أَيْضًا يَهْجُو هُذَيْلًا  فِيمَا صَنَعُوا بِخُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ:…

أَبْلِغْ بَنِي عَمْرٍو بِأَنَّ أَخَاهُم شراه أَمر وَقد كَانَ لِلْغَدْرِ لَازِمَا 
شَرَاهُ زُهَيْرُ بْنُ الْأَغَرِّ وَجَامِعٌ وَكَانَا جَمِيعًا يَرْكَبَانِ الْمَحَارِمَا
أَجَرْتُمْ فَلَمَّا أَنْ أَجَرْتُمْ غَدَرْتُمْ وَكُنْتُمْ بِأَكْنَافِ الرَّجِيعِ لَهَاذِمَا
فَلَيْتَ خُبَيْبًا لَمْ تَخُنْهُ أَمَانَةٌ وَلَيْتَ خُبَيْبًا كَانَ بِالْقَوْمِ عَالِمَا
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: زُهَيْرُ بْنُ الْأَغَرِّ وَجَامِعٌ: الْهُذَلِيَّانِ اللَّذَانِ بَاعَا خُبَيْبًا.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:
إنْ سَرَّكَ الْغَدْرُ صِرْفًا لَا مِزَاجَ لَهُ فَأْتِ الرَّجِيعَ فَسَلْ عَنْ دَارِ لِحْيَانَ 
قَوْمٌ تَوَاصَوْا بِأَكْلِ الْجَارِ بَيْنَهُمْ فَالْكَلْبُ وَالْقِرْدُ وَالْإِنْسَانُ مِثْلَانِ 
لَوْ يَنْطِقُ التَّيْسُ يَوْمًا قَامَ يَخْطُبُهُمْ وَكَانَ ذَا شَرَفٍ فِيهِمْ وَذَا شَانِ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَأَنْشَدَنِي أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَوْلَهُ:
لَوْ يَنْطِقُ التَّيْسُ يَوْمًا قَامَ يَخْطُبُهُمْ وَكَانَ ذَا شَرَفٍ فِيهِمْ وَذَا شَانِ
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا يَهْجُو هُذَيْلًا:
سَالَتْ هُذَيْلٌ رَسُولَ اللَّهِ فَاحِشَةً ضَلَّتْ هُذَيْلٌ بِمَا سَالَتْ وَلَمْ تُصِبْ 
سَالُوا رَسُولَهُمْ مَا لَيْسَ مُعْطِيَهُمْ حَتَّى الْمَمَاتِ، وَكَانُوا سُبَّةَ الْعَرَبِ
وَلَنْ تَرَى لِهُذَيْلٍ دَاعِيًا أَبَدًا يَدْعُو لِمَكْرُمَةٍ عَنْ مَنْزِلِ الْحَرْبِ 
لَقَدْ أَرَادُوا خِلَالَ الْفُحْشِ وَيْحَهُمْ وَأَنْ يُحِلُّوا حَرَامًا كَانَ فِي الْكُتُبِ
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا يَهْجُو هُذَيْلًا:
لَعَمْرِي لَقَدْ شَانَتْ هُذَيْلَ بْنَ مُدْرِكٍ أَحَادِيثُ كَانَتْ فِي خُبَيْبٍ وَعَاصِمِ 
أَحَادِيثُ لِحْيَانٍ صَلَوْا بِقَبِيحِهَا  وَلِحْيَانُ جَرَّامُونَ شَرَّ الْجَرَائِمِ 
أُنَاسٌ هُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ فِي صَمِيمِهِمْ بِمَنْزِلَةِ الزَّمْعَانِ دُبْرَ الْقَوَادِمِ 
هُمْ غَدَرُوا يَوْمَ الرَّجِيعِ وَأَسْلَمَتْ أَمَانَتُهُمْ ذَا عِفَّةٍ وَمَكَارِمِ
رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ غَدْرًا وَلَمْ تَكُنْ هُذَيْلٌ تَوَقَّى مُنْكَرَاتِ الْمَحَارِمِ
فَسَوْفَ يَرَوْنَ النَّصْرَ يَوْمًا عَلَيْهِمْ بِقَتْلِ الَّذِي تَحْمِيهِ دُونَ الْحَرَائِمِ 
أَبَابِيلُ دَبْرٍ شُمَّسٍ دُونَ لَحْمِهِ حَمَتْ لَحْمَ شَهَّادٍ عِظَامَ الْمَلَاحِمِ 
لَعَلَّ هُذَيْلًا أَنْ يَرَوْا بِمَصَابِّهِ مَصَارِعَ قَتْلَى أَوْ مَقَامًا لِمَأْتَمِ 
وَنُوقِعَ فِيهِمْ وَقْعَةً ذَاتَ صَوْلَةٍ يُوَافِي بِهَا الرُّكْبَانُ أَهْلَ الْمَوَاسِمِ
بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ إنَّ رَسُولَهُ رَأَى رَأْيَ ذِي حَزْمٍ بِلِحْيَانَ عَالِمِ
قُبَيِّلةٌ لَيْسَ الْوَفَاءُ يُهِمُّهُمْ وَإِنْ ظُلِمُوا لَمْ يَدْفَعُوا كَفَّ ظَالِمِ
إذَا النَّاسُ حَلُّوا بِالْفَضَاءِ رَأَيْتهمْ بِمَجْرَى مَسِيلِ الْمَاءِ بَيْنَ الْمَخَارِمِ 
مَحَلُّهُمْ دَارُ الْبَوَارِ وَرَأْيُهُمْ إذَا نَابَهُمْ أَمْرٌ كَرَأْيِ الْبَهَائِمِ 
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَهْجُو هُذَيْلًا:
لَحَى اللَّهُ لِحْيَانًا فَلَيْسَتْ دِمَاؤُهُمْ لَنَا مِنْ قَتِيلَيْ غَدْرَةٍ بِوَفَاءِ 
هُمُو قَتَلُوا يَوْمَ الرَّجِيعِ ابْنَ حُرَّةٍ أَخَا ثِقَةٍ فِي وُدِّهِ وَصَفَاءِ
فَلَوْ قُتِلُوا يَوْمَ الرَّجِيعِ بِأَسْرِهِمْ بِذِي الدَّبْرِ مَا كَانُوا لَهُ بِكِفَاءِ 
قَتِيلٌ حَمَتْهُ الدَّبْرُ بَيْنَ بُيُوتِهِمْ لَدَى أَهْلِ كُفْرٍ ظَاهِرٍ وَجَفَاءِ
فَقَدْ قَتَلَتْ لِحْيَانُ أَكْرَمَ مِنْهُمْ وَبَاعُوا خُبَيْبًا وَيْلَهُمْ بِلَفَاءِ 
فَأُفٍّ لِلِحْيَانٍ عَلَى كُلِّ حَالَةٍ عَلَى ذِكْرِهِمْ فِي الذِّكْرِ كُلَّ عَفَاءِ 
قُبَيِّلةٌ بِاللُّؤْمِ وَالْغَدْرِ تَغْتَرِي فَلَمْ تُمْسِ يَخْفَى لُؤْمُهَا بِخَفَاءِ 
فَلَوْ [4] قُتِلُوا لَمْ تُوفِ مِنْهُ دِمَاؤُهُمْ بَلَى إنَّ قَتْلَ الْقَاتِلِيهِ شِفَائِي
فَالَّا أَمُتْ أَذْعَرُ هُذَيْلًا بِغَارَةٍ كَغَادِي الْجَهَامِ الْمُغْتَدِي بَافَاءِ 
بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ وَالْأَمْرُ أَمْرُهُ يَبِيتُ لِلِحْيَانَ الْخَنَا بِفَنَاءِ
يُصَبِّحُ قَوْمًا بِالرَّجِيعِ كَأَنَّهُمْ جِدَاءُ شِتَاءٍ بِتْنَ غَيْرَ دِفَاءِ 
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا يَهْجُو هُذَيْلًا:
فَلَا وَاَللَّهِ، مَا تَدْرِي هُذَيْلٌ   أَصَافٍ  مَاءُ زَمْزَمَ أَمْ مَشُوبُ 
وَلَا لَهُمْ إذَا اعْتَمَرُوا وَحَجُّوا مِنْ الْحِجْرَيْنِ وَالْمَسْعَى نَصِيبُ
وَلَكِنَّ الرَّجِيعَ لَهُمْ مَحَلٌّ بِهِ اللُّؤْمُ الْمُبَيَّنُ وَالْعُيُوبُ
كَأَنَّهُمْ لَدَى الكَّنَّاتُ أُصْلًا تُيُوسٌ بِالْحِجَازِ لَهَا نَبِيبُ 
هُمْ غَرَوْا بِذِمَّتِهِمْ خُبَيْبًا فَبِئْسَ الْعَهْدُ عَهْدُهُمْ الْكَذُوبُ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: آخِرُهَا بَيْتًا عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ.