7 شوال 3 هـ
26 آذار 625 م
شماتة أبي سفيان بعد نهاية المعركة وحديثه مع عمر

ولما تكامل تهيؤ المشركين للانـصراف أشـرف أبو سفـيان على الجبل، فـنادى …

أفيكم محمد‏؟‏ فلم يجيبوه‏.‏ فقال‏:‏ أفيكم ابن أبي قحافة‏؟‏ فلم يجبيبوه‏.‏ فقال‏:‏ أفيكم عمر بن الخطاب‏؟‏ فلم يجيبوه ـ وكان النبي صلى الله عليه وسلم منعهم من الإجابة ـ ولم يسأل إلا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قومه أن قيام الإسلام بهم‏.‏ فقال‏:‏ أما هؤلاء فقد كفيتموهم، فلم يملك عمر نفسه أن قال‏:‏ يا عدو الله، إن الذين ذكرتهم أحياء، وقد أبقي الله ما يسوءك‏.‏ فقال‏:‏ قد كان فيكم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني‏.‏
ثم قال‏:‏ أعْلِ هُبَل‏.‏
فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏«ألا تجيبونه‏؟‏‏»‏ فقالوا‏:‏ فما نقول‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏«‏قولوا‏:‏ الله أعلى وأجل».‏
ثم قال‏:‏ لنا العُزَّى ولا عزى لكم‏.‏
فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏«‏ألا تجيبونه‏؟‏‏»‏ قالوا‏:‏ ما نقول‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏«قولوا‏:‏ الله مولانا، ولا مولي لكم‏»‏‏.‏
ثم قال أبو سفيان‏:‏ أنْعَمْتَ فَعَال ، يوم بيوم بدر، والحرب سِجَال‏.‏
فأجابه عمر، وقال‏:‏ لاسواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار‏.‏
ثم قال أبو سفيان‏:‏ هلم إلى يا عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ «‏ائته فانظر ما شأنه‏؟»‏ فجاءه، فقال له أبو سفيان‏:‏ أنشدك الله يا عمر، أقتلنا محمداً‏؟‏ قال عمر‏:‏ اللهم لا‏.‏ وإنه ليستمع كلامك الآن‏.‏ قال‏:‏ أنت أصدق عندي من ابن قَمِئَة وأبر‏.‏