8 هـ
629 م
سنة ثمان

فيها وقعة مؤتة التي أصيب فيها جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وابن رواحة حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر …

بن الزبير عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان، واستعمل عليهم زيد بن حارثة، فإن أصيب، فجعفر، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة، فلقيتهم جموع هرقل بالبلقاء، فقتل زيد وجعفر وابن رواحة، وأخذ خالد بن الوليد الراية فانحاز بالمسلمين.
وفي هذه السنة وهي سنة ثمان افتتح رسول الله مكة.
نا بكر عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشر خلون من شهر رمضان يريد مكة.
فحدثني علي بن محمد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة سنة ثمان من مهاجره في شهر رمضان، فأقام خمسة عشر يوما.
ثم شخص، واستعمل على مكة عتاب بن أسيد. قال ابن إسحاق: افتتحها لعشر بقين من شهر رمضان.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سراياه حوالي مكة يدعون إلى الله، ولم يأمرهم بقتال قال ابن إسحاق: فحدثني حكيم بن حكم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعيا، فأتى الغميصاء – ماء من مياه جذيمة بن عامر بن عبد مناة – فقتل
منهم ناسا ولهم حديث.
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى، وكانت بيتا عظيما لقريش وكنانة ومضر كلها بنخلة فهدمها.
نا يحيى بن سعيد قال: نا أجلح عن ابن أبي الهذيل قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا إلى العزى فهدمها وهو يقول: كفرانك لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك.

غزوة حنين
نا وهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال ابن إسحاق وحدثني الزهري: أن هوازن لما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وما فتح الله عليه، جمعها مالك بن عوف النصري، وخرج رسول الله من مكة معه ألفان من أهل مكة مع عشرة آلاف من أصحابه، واستعمل على مكة ابن أسيد ، فالتقوا بحنين، فجال المسلمون ثم كروا على عدوهم، فهزم الله المشركين.
قال علي بن محمد: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحد في النصف من شوال إلى حنين.
قال ابن إسحاق: استشهد من المسلمين يوم حنين: أبو عامر الأشعري في رجال لا أعلم أحدا منهم حفظ عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث غير أبي عامر منهم: أيمن بن عبيد، ويزيد بن ربيعة بن الأسود بن المطلب، جمح به فرسه.
وسراقة بن الحباب أنصاري.

غزوة الطائف
قال ابن إسحاق: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، سار إلى الطائف فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة، ثم انصرف عنها.
نا عبيد الله بن موسى عن طلحة بن جبر عن المطلب بن عبد الله عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصرهم سبع عشرة أو تسع عشرة فلم يفتحها، وفي ذلك الحصار نزل أبو بكرة  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نا أمية بن خالد عن شعبة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: سبق أبو بكرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف.
نا عمر بن علي قال: نا حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم  من خرج إليه من غلمان الطائف.
نا بكر عن ابن إسحاق قال: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطائف فنزل الجعرانة وقسم بها أموال هوازن وسباياها وأعطى المؤ لفة قلوبهم.
نا أبو عبيدة عن حماد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم السبي وهم ستة آلاف رأس.

تسمية المؤلفة قلوبهم أبو سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وحكيم بن حزام، وابن النضر بن الحارث بن كلدة، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو.
وحاطب ابن عبد العزى، والعلاء بن جارية وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، ومالك بن عوف النصري.
أعطى كل رجل منهم مائة من الإبل، و أعطى مخرمة بن نوفل، وعمير بن ود قة ، وهشام بن عمرو، وسعيد ابن يربوع، وعباس بن مرداس، كل رجل منهم دون المائة.
تسمية من استشهد من المسلمين يوم الطائف من قريش ثم من بني أمية: سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية، وعرفطة بن حباب ابن حبيب من الأزد حليف لهم.
ومن بني تيم بن مرة: عبد الله بن أبي بكر الصديق، رمي بسهم فمات في المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن بني مخزوم بن يقظة: عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، مات من رمية رمي بها.
ومن بني عدي: عبد الله بن عامر بن ربيعة، حليف لهم من أهل اليمن.
ومن بني سهم بن عمرو: السائب ابن الحارث بن قيس، وأخوه عبد الله ابن الحارث.
ومن بني سعد بن ليث: جليحة بن عبد الله بن محارب.
ومن الأنصار من بني سلمة: ثابت الجذع، والجذع ثعلبة.
ومن بني مازن بن النجار: الحارث بن سهل بن أبي صعصعة.
ومن بني ساعدة: المنذر بن عبد الله.
ومن الأوس: رقيم بن ثابت.
جميع من استشهد اثنا عشر رجلا.
قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة معتمرا، ثم انصرف إلى المدينة، واستخلف عتاب بن أسيد على مكة، فحج عتاب بالمسلمين سنة ثمان، وحج المشركون على ما كانوا عليه.
وفيها أسلم عكرمة بن أبي جهل.
وفيها ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها توفيت زينب بنت رسول الله.
وفيها تزوج فاطمة بنت الضحاك الكلابية.