3 هـ
624 م
سنة ثلاث

حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق فأقام بالمدينة …

بقية ذي الحجة ومحرم أو قريبا منه، ثم غزا نجدا يريد غطفان وهي غزوة ذي أ مر حتى دخل صفر، ثم رجع ولم يلق كيدا.
ثم غزا في شهر ربيع الأول يريد قريشا وبني سليم حتى بلغ بحران معد ن بالحجاز من ناحية الفرع فأقام حتى مضى جمادى الأولى، ورجع ولم يلق كيدا.
قال ابن إسحاق: وكان فيما بين ذلك من غزواته أمر بني قينقاع قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن بني قينقاع كانوا أو ل يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين بدر وأحد فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه، فوهبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بن سلول.

قال ابن إسحاق: حدثني أبي إسحاق بن يسارعن عبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصامت قال: لما حارب رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قينقاع تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي سلول.
ولهم حديث يطول ذكره.
وفي هذه السنة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من بني عامر بن صعصعة وهي أم المساكين في رمضان فعاشت عنده شهرين أو ثلاثة.

وفيها تزوج حفصة بنت عمر في شعبان.
وفيها تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها ولد الحسن بن علي بن أبي طالب.
غزوة أحد حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق عن الزهري ويزيد بن رومان وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عشية الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شوال، وكانت الوقعة يوم السبت للنصف من شوال.
حدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف عن سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مرطا أسود من مراجل كان لعائشة، وراية الأنصار يقال لها: العقاب، وعلى ميمنته علي بن أبي طالب، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو الساعدي، والزبير بن العوام على الرجال.

ويقال: المقداد وحمزة بن عبد المطلب القلب، وعلى الرماة عبد الله بن جبير الأنصاري ومعه سعد بن ما لك، واللواء مع مصعب بن عمير أخي بني عبد الدار بن قصي فقتل، فأعطاه نبي الله عليا.
ويقال كانت له ثلاثة ألوية، لواء المهاجرين إلى مصعب بن عمير، ولواء إلى علي بن أبي طالب والمنذر بن عمرو جميعا من الأنصار ولواء قريش مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى، فقتله علي بن أبي طالب، فأخذ اللواء سعد بن أبي طلحة بن عبد العزى فقتله سعد بن مالك، فأخذه عثمان بن أبي طلحة فقتله حمزة بن عبد المطلب، فأخذه مسافع ابن طلحة فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وأخذه الجلاس بن طلحة فقتله عاصم بن ثابت أيضا وكلاب بن طلحة والحارث بن طلحة قتلهما قزمان حليف بني ظفر وأرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار قتله مصعب ابن عمير، وأبو يزيد بن عمير بن عبد مناف بن عبد الدار قتله قزمان، وصواب عبد لهم حبشي قتله قزمان.

قال ابن إسحاق: فبقي اللواء ما يأخذه أحد، وكانت الهزيمة على قريش.
فحدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن اسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال: والله لقد رأيت هندا وصواحباتها مشمرات هوارب ما دون أخذ هن قليل ولا كثير، حتى رأيت خدما بساقيها إذ مالت الرماة إلى العسكر حتى كشفنا القوم عنه يريدون النهب، وخلوا ظهورنا للخيل وأتينا من أ دبارنا، وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد قتل.
فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم.

تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد:
من بني هاشم بن عبد مناف بن قصي: حمزة بن عبد المطلب قتله وحشي غلام جبير بن مطعم.
ومن بني أمية بن عبد شمس: عبد الله بن جحش بن رئاب، حليف لهم من بني أسد بن خزيمة.
ومن بني عبد الدار: مصعب بن عمير بن هاشم، قتله ابن قمئة الليثي.
ومن بني مخزوم: شماس بن عثمان بن الشريد.
ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: عمرو بن معاذ بن النعمان.
والحارث بن رافع، وعمارة بن زياد بن السكن، وسلمة بن ثابت بن وقش، وعمرو بن ثابت بن وقش.

وقال ابن إسحاق: وقد زعم لي عاصم بن عمر بن قتادة أن أباهما ثابتا قتل يومئذ، ورفاعة بن قيس، وحسيل بن جابر وهو اليمان أبو حذيفة أصابه المسلمون في المعركة ولا يد رون فتصدق حذيفة بديته على من أصابه، وصيفي بن قيظي، وحباب بن قيظي، وعباد بن سهل، والحارث بن أوس بن معاذ اثنا عشر رجلا.
ومن بني ظفر: يزيد بن حاطب بن أمية بن رافع رجل.
ومن أهل راتج: إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلى بن زعورى بن جشم بن عبد الأشهل، وعبيد بن التيهان، وحبيب بن زيد بن تيم، ثلاثة نفر.
ومن بني عمرو بن عوف ثم من بني صعصعة بن زيد: أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد، وحنظلة بن أبي عامر بن صيفي وهو غسيل الملائكة قتله شداد بن الأسود بن شعوب رجلان.
ومن بني عبيد بن زيد: أنس بن قتادة رجل.
ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: أبو حية وهو أخو سعد بن خيثمة لأمه، وعبد الله بن جبير بن النعمان أمير الرماة.
رجلان.
ومن بني السلم بن مالك بن أوس: خيثمة،، أبو سعد بن خيثمة.
رجل.
ومن حلفائهم من بني العجلان: عبد الله بن سلمة رجل.
ومن بني معاوية بن مالك: سبيع بن حاطب بن الحارث بن هيشة.
ومن بني النجار ثم من بني سواد بن مالك: عمرو بن قيس، وابنه قيس بن عمرو، وثابت بن عمرو بن زيد، وعامر بن مخلد أربعة نفر.
ومن بني عمرو بن مبذول: أبو هبيرة بن الحارث بن علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك بن مبذول.
وعمرو بن مطرف بن علقمة بن عمرو رجلان.
ومن بني عمرو بن مالك: أوس بن المنذر رجل.
ومن بني عدي بن النجار: أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام رجل.
ومن بني مازن بن النجار: قيس بن مخلد، وكيسان، رجلان.
ومن بني دينار بن النجار: سليم بن الحار ث.
عبد لهم ومن بني الحارث بن الخزرج: خارجة بن زيد بن أبي زهر، وسعد بن الربيع بن أبي زهير، دفنا في قبر واحد وأوس بن الأرقم بن زيد بن قيس، ثلاثة نفر.
ومن بني الأبجر، وهم بنو خدرة: مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبد بن الأبجر وهو أبو أبي سعيد الخدري، وسعد بن سويد بن قيس، وعتبة ابن ربيع بن رافع، ثلاثة نفر.
ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: ثعلبة بن سعد بن مالك، وثقف ابن فروة بن البدي رجلان، ويقولون البرك.
ومن بني طريف رهط سعد بن معاذ: عبد الله بن عمرو بن وهب بن ثعلبة، وضمرة حليف لهم من جهينة رجلان.
ومن بني عوف بن الخزرج ثم من بني سالم ثم من بني مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم: نوفل بن عبد الله.
وعباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان، ونعمان بن مالك بن ثعلبة بن.
والمجذر بن ذ ياد حليف لهم من بلي، قتله الحارث بن سويد بن الصامت ثم لحق بمكة كافرا وعباد بن الحسحاس ، د فن مع نعمان بن مالك والمجذ ر بن ذ ياد في قبر واحد، خمسة نفر.
ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ثعلبة بن سعد بن مالك.
ومن بني الحبلى: رفاعة بن عمرو رجل.

ومن بني سلمة ثم من بني حرام: عبد الله بن عمرو بن حرام وهو أبو جابر، قتله أسامة الأعور بن عبيد ويقال: ابن زيد أخو بني الحارث بن عبد، وعمرو بن الجموح دفنا في قبر واحد، وخلاد بن عمرو ابن الجموح وأبو أمين ابن عمرو بن الجموح، أربعة نفر.
ومن بني سواد بن غنم: سليم بن عمرو بن حديدة، ومولاه عنترة، وسهل بن قيس بن أبي كعب بن القين، ثلاثة نفر.
ومن بني زريق بن عامر: ذكوان بن عبد قيس رجل.
وعبيد بن المعلى ابن لوذان مات.

فجميع من استشهد من المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار خمسة وستون رجلا.
حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال: استشهد يومئذ سبعون رجلا.
قال ابن إسحاق: فلما كان الغد من أحد، وذلك يوم الأحد لست عشرة خلت من شوال، أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب العدو، وأذن مؤذننا لا يخرج معنا إلا أحد حضر يومنا بالأمس، فكلمه جابر بن عبد الله ابن عمرو بن حرام فقال: إن أبي كان خلفني على إخواني.
فأذ ن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معه.
قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد، وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأ قام بها الإثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى المدينة.
قال ابن إسحاق: فحد ثني عبد الله بن أبي بكر قال: مر برسول الله صلى الله عليه وسلم معبد الخزاعي وهو يومئذ مشرك فقال: يا محمد والله عز علينا ما أصابك في أصحابك.
ثم خرج معبد ورسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان ومن معه بالروحاء، قد أجمعوا أن يرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالوا: أصبنا حد أصحابهم وقادتهم وأشرافهم، فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: ما وراءك يا معبد ؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه في جمع لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم فانصرف أبو سفيان ومن معه.

وفيها أمر الرجيع حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة فقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهونا في الدين ويقرئونا القرآن، ويعلمونا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم نفرا ستة من أصحابه منهم: مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، وخالد بن البكير الليثي حليف بني عدي بن كعب، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخا بني عمرو بن عوف، وخبيب بن عدي أخا بني جحجبا بن كلفة بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدثنة أخا بني بياضة بن عامر، وعبد الله بن طارق حليف لبني ظفر، وأمر رسول الله على القوم مرثد بن أبي مرثد، فخرجوا مع القوم حتى إذا كانوا على الرجيع ماء لهذيل بناحية الحجاز من صدر الهدأة – غدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلا.
فأما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقاتلوا فقتلوا، وأما خبيب وعبد الله بن طارق وزيد بن الدثنة فأ عطوا بأيد يهم فأسروا، ثم خرجوا بهم إلى مكة حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القران، وأخذ سيفه فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بالظهران، وقدموا بخبيب وزيد بن الدثنة مكة فباعوهما، فابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي حليف بني نوف، وأما زيد فابتاعه صفوان بن أمية فقتل رحمه الله.

وأما خبيب فجاؤوا به إلى التنعيم ليصلبوه فقال: إن رأيتم أن تدعوني أركع ركعتين فافعلوا، فقالوا: دونك.
فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، وكان خبيب أول من استن الركعتين عند القتل.
نا عبد الله بن داود قال: نا معمر عن الزهري قال: أول من استن الركعتين عند القتل خبيب.
قال خليفة: فحدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن ابيه عن ابن إسحاق قال: حد ثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عقبة بن الحارث فقال: سمعته يقول: والله ما أنا قتلت خبيبا لأنا كنت أصغر من ذلك ولكن أبا هبيرة  أخا بني عبد الدار أخذ الحربة فجعلها في يدي، ثم اخذ بيدي وبالحربة ثم طعنه بها حتى قتله.
قال: ونا جعفر بن عون قال: نا إبراهيم بن إسماعيل عن الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خبيب فصعدت خشبته ليلا فقطعت الشرط وألقيته فسمعت وجبته خلفي فالتفت فلم أر شيئا.