30 هـ
650 م
سنة ثلاثين

فيها فتحت خوز من أرض فارس فيما حدثني الوليد عن أبيه عن جده، وأبو اليقظان وأبو الحسن قال: غزا ابن عامر خوز سنة ثلاثين فافتتحها، …

وأصاب بها غنائم كثيرة، وافتتح الكاريان  والفيشجان من د رأبجرد، ولم يكونا دخلا في صلح عثمان بن أبي العاصي، وافتتح ابن عامر أيضا أردشير خرة فقتل وسبى.
وحدثني أبو الحسن عن مسلمة عن داود بن أبي هند قال: لما افتتح ابن عامر أرض فارس وذلك سنة ثلاثين هرب يزدجرد بن كسرى فاتبعه ابن عامر ومجاشع بن مسعود السلمي.
وحدثني الوليد عن أبيه عن جده قال: كان مع ابن عامر بخوز عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير فافتتحها وأصاب غنائم كثيرة، وافتتح الكاريان والفيشجان وأصاب غنائم كثيرة مما جمع في بيت النار.

قال أبو الحسن: سار مجاشع حتى نزل السيرجان، ويقال: بل وجه ابن عامر هرم بن حيان، ويقال: افتتح هرموز راشد بن عمرو .
ثم سار ابن عامر يريد خراسان ووجه زياد بن الربيع الحارثي إلى سجستان فافتتح ذالق وشرواذ وناشب وباشروذ، وأصاب عبد الرحمن أبا صالح بن عبد الرحمن والي خراج العراق مع أمه، وأصاب إبراهيم بن يسار مولى بني ليث من بعض قرى سجستان، وحاصر مدينة زرنج  فصالحوه على ألف وصيف، مع كل وصيف جام من ذهب.

وتوجه ابن عامر إلى خراسان على مقدمته الأحنف بن قيس فلقي أهل هراة فهزمهم.
وافتتح ابن عامر أبرسهر صلحا ويقال عنوة.
وبعث ابن عامر أمين بن أحمر اليشكري فافتتح طوس وما حولها، وصالح من جاء من أهل سرخس على مائة ألف وخمسين ألفا.

وبعث ابن عامر الأسود بن كلثوم العدوي – عدي تيم – إلى بيهق من أرض أبرسهر فافتتحها وقتل بها رحمه الله.
ثم صالح كناز بن عامر على ما بقي من أبرسهر على ألف ألف درهم ومائة ألف فارد من طعام.
وبعث أهل مرو يطلبون الصلح فصالحهم ابن عامر على ألفي ألف ومائتي ألف، وكان الذي صالحه ماهويه بن أرز مرزبان مرو، ويقال: الذي كان صالح أهل مرو حاتم بن النعمان الباهلي بعثه ابن عامر.
وبعث ابن عامر الأحنف بن قيس في أربعة آلاف، وجمع له أهل تخارستان وأهل الجوزجان والفارياب والطالقان وعليهم طوقان شاه فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزم الله المشركين.

حدثنا أزهر بن سعد قال: نا ابن عون عن محمد قال: كان الأحنف بن قيس يحمل ويقول:

إن على كل رئيس حقا *** أن يخضب القناة أو تندقا

قال أبو الحسن: قتلهم المسلمون ثلاثة عشر فرسخا، ثم سار الأحنف من مرو الروذ إلى بلخ وصالحوه على أربع مائة ألف، ثم أتى خوارزم فلم يطقها فرجع.
وبعث ابن عامر خليد بن عبد الله بن زهير إلى باذ غيس وهراة فافتتحها ثم كفروا بعد.
وفيها غزا سعيد بن العاصي طبرستان فحاصرهم، فسألوه الأمان على أن لا يقتل منهم رجلا واحدا، فقتلهم كلهم إلا رجلا واحدا.
علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن حنش بن مالك قال: غزا سعيد بن العاصي طبرستان سنة ثلاثين، وذكر نحوه.
وفيها أصيب معضد الشيباني، ويقال: سلمان بن ربيعة أيضا.
قال أبو خالد: قال أبو الخطاب الأسدي: أصيب سلمان سنة إحدى وثلاثين.
وفيها احتفر زياد نهر الأبلة حتى انتهى به إلى موضع الجبل، والذي ولي حفره لزياد عبد الرحمن بن أبي بكرة وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة.
وفيها مات حاطب بن أبي بلتعة.
وفيها مات أبو أسيد الساعدي.
يحيى بن سعيد قال: نا سفيان قال: حدثني أشعث بن سليم عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم قال: كنا مع سعيد بن العاصي بطبرستان فقال: أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف ؟ فقال
حذيفة: أنا فذكر الحديث.