29 هـ
649 م
سنة تسع وعشرين

فيها عزل عثمان بن عفان أبا موسى الأشعري عن البصرة، وعثمان بن أبي العاصي عن فارس، وجمع ذلك أجمع لعبد الله بن عامر بن كريز. …


فحدثني الوليد بن هشام قال: حدثني أبي عن جدي عن الحسن قال: قال أبو موسى: يقدم عليكم غلام كريم الجدات والعمات، يجمع له الجندان، فقدم ابن عامر.
وسمعت أبا اليقظان ذكر نحو ذلك وقال: قدم ابن عامر وهو ابن أربع أو خمس وعشرين سنة.

قال الوليد عن أبيه عن جده عن الحسن قال: غزا ابن عامر وعلى مقدمته عبد الله بن بديل الخزاعي، فأتى أصفهان وخلف على البصرة فصالحوه على أن يؤدوا إليه كما يؤدي أهل فارس.
وقال أبو اليقظان نحوه.
حدثني عثمان القرشي عن عباد بن راشد عن الحسن قال: افتتح أبو موسى أصبهان، ويقال: افتتح أصبهان سارية بن زنيم الد ئلي صلحا أو عنوة بأهل البصرة.
قال الوليد في حديثه عن أبيه عن جده، وأبو اليقظان وأبو الحسن: أن ابن عامر سار إلى إصطخر وعلى مقدمته عبيد الله بن عبيد الله بن معمر التيمي، فقتل عبيد الله وفتحها ابن عامر عنوة، فقتل وسبى.
الوليد بن هشام قال: حدثني عمي عن أبيه قال: قاتلوه قتالا شديدا وقتل ابن معمر، فأقسم ابن عامر لئن ظفر بها ليقتلن حتى تسيل الدماء من باب المدينة،

فنقب المسلمون من مدينتهم فلم يشعروا حتى صار المسلمون معهم، فقتل ابن عامر حتى أسرف في القتل، فجعل الدم لا يجري فقيل له أفنيت الناس، فأمر الماء فصب على الدم حتى خرج من باب المدينة.
قال الوليد بن هشام في حديثه قال: من سبي أصبهان: حماد بن أبي سليمان الكوفي الفقيه، ومنهم عبد الرحمن أبو جبلة بن عبد الرحمن الباهلي، ومنهم قحذم مولى أبي بكرة، ووردان مولى عمرو بن العاصي.
وقال لي الأصمعي: قال لي نافع بن أبي نعيم قارئ أهل المدينة: أصلنا من أصبهان.

قال الوليد عن عمه قال: من سبي أصبهان مهران الترجمان، وجد عبيد الله الكاتب، وآل عطية.
وقال الوليد عن أبيه عن جده، وقاله أبو اليقظان وأبو الحسن: سار ابن عامر إلى حلوان وكانوا نقضوا الصلح فافتتحها صلحا وعنوة، وذلك سنة تسع وعشرين فأكثر القتل فيهم.
وفيها عزل عثمان بن عفان الوليد بن عقبة عن الكوفة، وولى سعيد بن العاصي إرمينية سنة تسع وعشرين.
وقدم سلمان بن ربيعة الباهلي إلى ناحية منها، فلقي سعيد عدوا، وتقدم سلمان إلى بلنجر فأصيب بها رحمة الله عليه، ويقال: عمر بعث سلمان إلى بلنجر.

قال أبو خالد: قال أبو البراء: غزا سلمان البيلقان فصالحوه، ثم أتى برذعة فصالحوه واستولى عليها، وبعث صاحبه خيله إلى جرزان فصالحوه، ومضى سلمان إلى حيزان فصالحوه، ثم انتهى إلى مسقط فصالحه أهلها وأصيب ببلنجر.
فكتب عثمان إلى حبيب بن مسلمة الفهري أن يسير من الشام في جيش، فمضى حبيب من ناحية درب الحدث فصالحه أهل جرزان، وفادى المطامير وكتب لهم كتابا..وفيها غزا سعيد بن العاصي جرجان، ويقال: سنة ثلاثين فافتتحها.
فحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: ضرب سعيد بجرجان رجلا على حبل عاتقه، فأخرج السيف من مرفقه.
وقال أبو عبيدة: وانتقضت أذربيجان أيضا فغزاهم سعيد بن العاصي فافتتحها.
وفيها وسع عثمان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.