11 هـ
632 م
سنة إحدى عشرة

بويع أبو بكر بيعة العامة يوم الثلاثاء من غد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسم أبي بكر: عبد الله بن أبي قحافة، …

واسم قحافة: عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وأمه: أم الخير بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة فأنفذ جيش أسامة بن زيد.
حدثنا علي وموسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي توفي فيه: «نفذوا جيش أسامة».
فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة بالجرف فكتب أسامة إلى أبي بكر (أنه قد حدث أعظم الحدث، وما أرى العرب إلا ستكفر ومعي وجوه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدهم فإن رأيت أن نقيم).
فكتب إليه أبو بكر فقال: (ما كنت لأستفتح بشئ أول من رد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن تخطفني الطير أحب إلي من ذلك، ولكن إن رأيت أن تأذن لعمر).
فأذن له، ومضى أسامة لوجهه.
فحدثنا بكر عن ابن إسحاق: أن أبا بكر أمر الناس ينفذوا جيش أسامة فقال له الناس: إن العرب قد انتقضت عليك وإنك لا تصنع بتفريق الناس عنك شيئا، فقال: (والذي نفس أبي بكر بيده لو ظننت أن السباع أكلتني بهذه القرية، لنفذ هذا البعث الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنفاذه).
وحدثني علي بن محمد عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري بنحوه قال: فسار أسامة في آخر شهر ربيع الأول حتى بلغ أرض الشام ثم انصرف، فكان مسيرة ذاهبا وقافلا أربعين يوما.
وارتدت العرب ومنعوا الزكاة.
فقال أصحا ب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أقبل منهم.
فقال: (لو منعوني عقالا مما أعطوا رسول الله لقاتلتهم).
ثم خرج إلى ذي القصة، واستخلف على المدينة سنانا الضمري، وابن مسعود على أنقاب المدينة.
عبد الوهاب عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر قال: (لو منعوني عقالا أو حبلا لقاتلتهم).
فحدثنا علي بن محمد عن عبد الله بن عمر الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه قال: خرج أبو بكر من المدينة للنصف من جمادى الآخرة.
قال علي: عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري قال: خرج أبو بكر إلى ذي القصة لعشر خلون من جمادى الأولى بعد قدوم أسامة بن زيد، فنزلها و هو على بريدين واميال من المدينة من ناحية طريق العراق، واستخلف على المدينة سنان الضمري، وعلى حرس أنقاب المد ينة عبد الله بن مسعود.
فحدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: نا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الواحد بن أبي عون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها، اشرأب النفاق بالمدينة وارتد ت العرب، فو الله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي إلى اعظمها في الاسلام.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: أمر أبو بكر خالد بن الوليد على الجيش، وثابت بن قيس بن شماس على الأنصار، وجماع أمر الناس إلى خالد، فسار وسار أبو بكر معه حتى نزل بذي القصة من المدينة على بريدين، فضرب هناك عسكره وعبأ جيوشه، وعهد إلى خالد وأمره أن يصمد لطليحة وهو على ماء يقال له: قطن، وماء آخر يقال له غمر مرزوق ثم رجع إلى المدينة.
علي بن محمد عن مسلمة عن داود عن عامر وأبي معشر عن يزيد بن رومان أن أبا بكر خرج إلى ذي القصة وهم بالمسير نفسه فقال له المسلمون: إنك لا تصنع بالمسير بنفسك شيئا، ولا ندري لم تقصد ؟ فأمر رجلا تأمنه وتثق به وارجع إلى المدينة فإنك تركتها تغلي بالنفاق، فعقد لخالد بن الوليد على الناس، وأمر على الأنصار خاصة ثابت بن قيس بن شماس، وعليهم جميعا خالد، وأمره أن يصمد لطليحة، وأظهر أبو بكر مكيدة فقال لخالد: إني موافيك بمكان كذا وكذا.
قال مسلمة عن داود عن عامر وعثمان بن عبالرحمن عن الزهري: أن خالدا سار من ذي القصة في ألفين وسبع مائة إلى الثلاث آلاف يريد طليحة.
ووجه عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم بن ثعلبة الأنصاري حليف لهم من بلي فانتهوا إلى قطن، فصادفوا بها حبالا متوجها إلى طليحة بثقله، فقتلوا حبالا وأخذوا ما معه.
فخرج طليحة وسليمة ابنا خويلد، فلقيا عكاشة وثابتا، فقتلا عناشة وثابتا.
وسار خالد إلى بزاخة فلقي طليحة ومعه عيينة بن مالك الفزاري وقرة بن هبيرة القشيري، فاقتتلوا قتالا شديدا، وهزم الله طليحة وهرب إلى الشام، وأسر عيينة وقرة بن هبيرة، فبعث بهما خالد إلى أبي بكر فحقن دماءهما.
وتفرق الناس عن بزاخة، فأتى ناس غمر مرزوق، فسار إليهم خالد فقتل منهم ناسا كثيرا وانهزم الآخرون بعد قتال شديد.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: حدثني طلحة بن يزيد عن ركانة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قاتل عيينة مع طليحة في سبع مائة من بني فزارة، فانهزم الناس وهرب طليحة إلى الشام وانفض جمعه.
وحدثني علي بن محمد وموسى بن اسماعيل عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كفرت العرب فجاءت بنو سليم إلى أبي بكر فقالوا: إن العرب قد كفرت فأمدنا بالسلاح فأمر لهم بسلاح، فأقبلوا يقاتلون أبا بكر فقال عباس بن مرداس:

لم تأخذون سلاحه لقتاله *** ولكم به عند الإله أثام

فبعث أبو بكر خالد بن الوليد إلى بني سليم فجعلهم في حظائر ثم أضرم عليهم النار.
ومضى خالد فلقي أسدا وغطفان ببزاخة فهزمهم الله.
ثم لقيهم ببطاح فأقبلوا براياتهم وأسلموا.
ثم قال: والله لا أنتهي حتى أناطح مسيلمة.
فقالت الأنصار: هذا رأي لم يأمرك به أبو بكر فارجع إلى المدينة.
فقال: لا والله حتى أناطحه.
فرجعت الأنصار فسارت ليلة ثم قالوا: والله لئن نصر أصحابنا لقد خسسنا، ولئن هزموا خذلناهم فرجعوا.
وأما بكر فحدثنا عن ابن إسحاق أن ثابت بن قيس قال: ما نحن بسائرين معك، وذكر نحو الأول.
قال: فبعثوا إلى خالد وقد سار منقلة أو منقلتين أن أقم حتى نلحقك، فأقام حتى لحقوا به.
ثم سار حتى نزل البطاح من أرض تميم، فبعث السرايا فلم يلق كيدا، فأتي بمالك بن نويرة في رهط من بني حنظلة فضرب أعناقهم.
وحدثنا علي بن محمد عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري نحو حديث ابن إسحاق.
وحدثنا علي بن محمد عن أبي زكريا يحيى بن معين العجلاني عن سعد بن إسحاق عن أبيه عن أبي قتادة قال: عهد أبو بكر إلى خالد وأمرائه الذين وجه إلى الردة أن إذا أتوا دارا أن يقيموا، فإن سمعوا آذانا أو رأوا صلاة أمسكوا حتى يسألوهم عن الذي نقموا ومنعوا له الصدقة، وإن لم يسمعوا آذانا ولا رأوا مصليا
شنوا الغارة وقتلوا وحرقوا.
قال: فكنت مع خالد حتى فرغ من قتال طليحة وغطفان وهوازن وسليم.
ثم سار إلى بلاد بني تميم، فقدمنا خالد أمامه فانتهينا إلى أهل بيت منهم حين طفلت الشمس للغروب، فثاروا إلينا فقالوا من أنتم ؟ قلنا: نحن عباد الله المسلمون.
فقالوا: ونحن عباد الله المسلمون.
وقد كان خالد بث سراياه فلم يسمعوا آذانا وقاتلهم قوم بالبعوضة من ناحية المذار فجاءوا بمالك بن نويرة في أسرى من قومه، فأمر خالد بأخذ أسلحتهم ثم أصبح فأمر بقتلهم.
وحدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: نا طليحة بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن قتادة نحوه وقال: إنا لما غشينا القوم أخذوا السلاح فقلنا: إنا مسلمون، فقالوا: ونحن مسلمون، قلنا: فما بال السلاح معكم ؟ قالوا: فما بال السلاح معكم ؟ قلنا: فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح، فوضعوا السلاح، ثم صلينا وصلوا..قال أبو اليقظان عن طفيل قال: نزل خالد بالبعوضة وكان أبو الحلال مؤذنهم غائبا، فلم يؤذن أحد فأغار عليهم فقتل منه ناسا منهم بشر بن أبي سود الغداني، وأفلت يومئذ مرداس بن أدية وهو ابن عشر سنين.
وحدثنا علي بن محمد عن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قدم أبو قتادة على أبي بكر فأخبره بمقتل مالك وأصحابه، فجزع من ذلك جزعا شديدا.
فكتب أبو بكر إلى خالد فقدم عليه، فقال أبو بكر: هل يزيد خالد على أن يكون تأول فأخطأ ؟. ورد أبو بكر خالدا، وودى مالك بن نويرة ورد السبي والمال.
بكر عن ابن إسحاق قال: دخل خالد على أبي بكر فأخبره الخبر فاعتذر إليه فعذره.
وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالك بن نويرة:

فعشنا بخير في الحياة وقبلنا *** أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
وكنا كندماني جذيمة حقبة *** من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كاني ومالكا *** لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
فما شارف حنت حنينا فرجعت ***حنينا فأبكى شجوهاالبرك أجمعا
ولا ذات أظار ثلاث روائم***رأين مجرا من حوار ومصرعا
يذكرن ذا البث الحزين بحزنه***إذا حنت الأولى سجعن لها معا
بأوجد مني يوم قام بمالك *** مناد فصيح بالفراق فاسمعا
أبا الصبر آيات أراها وإنني***أرى كل حبل بعد حبلك أقطعا
سقى الله أرضا حلها قبر مالك***ذهاب الغوادي المدجنات
فأمرعا وأثر بطن الواديين بديمة *** ترشح وسميا من النبت خروعا
تحيته مني وإن كان نائيا ***وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا

في كلام كثير في هذه القصيدة وغيرها من مراثيه.
خبر اليمامة حدثنا بكر عن ابن إسحاق أن أبا بكر وجه خالد بن الوليد إلى اليمامة وأمره أن يصمد لمسيلمة الكذاب، فلما د نا نزل واديا من أوديتهم فأصاب فيه مجاعة ابن مرارة في عشرين رجلا منهم كانوا خرجوا في طلب رجل من بني نمير.
فقال لهم خالد: يا بني حنيفة ما تقولون ؟ فقالوا: نقول: منا نبي ومنكم نبي، فعرضهم خالد على السيف فقتلهم إلا مجاعة فاستوثق منه بالحديد، ثم سار فاقتتلوا فكان أول قتيل من المشركين رجال بن عنفوة واقتتلوا قتالا شديدا، فانكشف المسلمون ثم تداعوا، فقال ثابت بن قيس بن شماس: بئس ما عودتم أنفسكم يا معشر المسلمين، اللهم إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء ثم قاتل حتى قتل.
فحدثنا معاذ بن معاذ قال: نا ابن عون عن موسى بن أنس بن مالك قال: لما انكشف الناس يوم اليمامة أتى أنس بن مالك ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط، فقال: يا عم ألا تحي، ما بجسمك قال: بلى يا بن أخي الآن، وجعل يتحنط ثم جاء فجلس فقال: هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساء ما عودتم أقرانكم فقاتل حتى قتل.

حدثنا ابن علية عن أيوب قال: حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس قال: أتيت على ثابت بن قيس يوم اليمامة وهو يتحنط فقلت: أي عم ألا ترى ؟ فقال الآن يا بن أخي، ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
علي وموسى عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: جال المسلمون حتى بلغوا الرحال، فقال السائب بن العوام: يا أيها الناس قد بلغتم الرحال فليس لأحد مفر بعد رحلة فارجعوا، فرجعوا فهزم الله المشركين وقتل مسيلمة.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: قال زيد بن الخطاب حين كشف الناس عن رحالهم: لا تحوز بعد الرحال، ثم قاتل حتى قتل.
معاذ بن معاذ قال: نا ابن عون عن محمد قال: كانوا يرون أن أبا مريم الحنفي قتل زيد بن الخطاب يوم اليمامة قال: فقال أبو مريم لعمر: يا أمير المؤمنين إن الله أكرم زيدا بيدي ولم يهني بيده.
علي بن محمد عن المبارك بن فضالة عن الحسن قال: كانوا يرون أن أبا مريم قتل زيد بن الخطاب.
أبو الحسن عن أبي خزيمة الحنفي عن قيس بن طلق قال: قتله سلمة بن صبيح ابن عم أبي مريم.
وحدثنا الأنصاري عن أبيه عن ثمامة عن أنس بن مالك قال: بارز البراء محكم اليمامة فاختلفا ضربتين فضرب محكم اليمامة جحفة كانت مع البراء حتى عض السيف بيده، وضرب البراء رجله فقطعها وأخذ سيفه فذبحه به.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: محكم اليمامة بن طفيل رماه عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق بسهم فقتله.
علي بن محمد عن أيوب عن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: رمى عبد الرحمن بن أبي بكر محكم اليمامة بسهم فوقع في نحره فقتله.
بكر عن ابن إسحاق قال: زحف إليهم المسلمون حتى ألجأوهم إلى الحديقة وفيها عدو الله مسيلمة.
فقال البراء: يا معشر المسلمين ألقوني عليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على الحديقة حتى فتحها للمسلمين، فقتل الله مسيلمة.
الأنصاري عن أبيه عن ثمامة عن أنس بن مالك قال: رمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب، وفيه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بسهم وضربة، فحمل إلى رحله يداوي فأقام عليه خالد شهرا.

بكر عن ابن إسحاق قال: نا عبد الله بن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس ابن ربيعة الهاشمي عن سليمان بن يسار عن ابن عمر قال: سمعت رجلا يومئذ يقول يصرخ: قتله العبد الاسود.
وحدثنا بكر قال: نا ابن إسحاق قال: نا عبد الله بن الفضل بن عبد الرحمن بن ربيعة بن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: حدثنا وحشي قال: لما خرج الناس إلى مسيلمة خرجت معهم وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة، فلما التقى الناس رأيت مسيلمة قائما في يده السيف وما أعرفه، فتهيأت له وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى كلانا يريده، فهززت حربتي حتى إذا رضيت عنها دفعتها عليه فوقعت فيه، وضربه الأنصاري بالسيف، فربك أعلم أينا قتله، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتلت شر الناس، ويقال: قتله عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب من بني مازن بن النجار، فالله أعلم.
حدثنا خليفة قال: قال ابن إسحاق: لما قتل مسيلمة خرج خالد بمجاعة بن مرارة يرسف معه في الحديد ليدله على مسيلمة، فجعل يكشف القتلى حتى مر بمحكم اليمامة بن الطفيل، وكان رجلا جسيما، فقال خالد: هذا صاحبكم ؟ قالوا: لا هذا خير منه هذا محكم اليمامة، ثم مضى خالد حتى د خل الحديقة فإذا رويجل أصيفر أحيمش فقال مجاعة: هذا صاحبنا.
فقال خالد: ويلك هذا فعل بكم ما فعل قال: قد كان ذلك.
قال ابن إسحاق: ثم سأل مجاعة أن يصالحه عن قومه، فصالحه على الصفراء والبيضاء والحلقة ونصف السبي يريد الخدم، فلما فرغ من الصلح فتحت الحصون فإذا ليس فيها إلا النساء والصبيان.
قال ابن إسحاق: وبعث أبو بكر سلمة بن سلامة بن وقش وأبا نهيك بن أوس أحد بني عبد الأشهل إلى خالد بن الوليد يأمره ألا يستبقي من بني حنيفة رجلا أنبت، فوجداه قد فرغ من الصلح.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر: أن أبا بكر الصديق بعث رجلا من الأنصار إلى خالد يأمره أن يقتل من أنبت من بني حنيفة.
حدثنا أبو عبيدة عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: رمى أبو دجانة بنفسه في الحديقة فانكسرت رجله فقاتل حتى قتل.
أبو الحسن عن أبي معشر عن زيد بن أسلم وغيره قال: قتل من المهاجرين والأنصار مائة وأربعون رجلا.
وكان جميع القتلى أربع مائة وخمسين رجلا.
أبو الحسن عن سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن ابن المسيب قال: شهداء اليمامة خمس مائة، فيهم خمسون أو ثلاثون من حملة القرآن.
تسمية من استشهد يوم اليمامة من قريش ثم من بني عبد شمس بن عبد مناف: أبو حذيفة بن عتبة بن عبد شمس، بدري.
وسالم بن معقل مولى أبي حذيفة بدري.
ومن حلفائهم – من بني أسد بن خزيمة: شجاع بن وهب بن ربيعة، بدري.
ومن بني سليم حلفاء في بني أسد بن خزيمة: صفوان بن أمية بن عمرو.
وأخوه: مالك بن أمية بن عمرو، بدري.
قال علي بن محمد عن أبي معشر عن يزيد رومان وغيره قال:
ومن حلفائهم من حضرموت: مخرمة بن شريح من حلفاء بني عبد شمس، وطفيل بن عمرو الدوسي. قال أبو معشر: والحكم بن سعيد بن العاصي.
في حديث أبي معشر قال: ومن بني المطلب بن عبد مناف بن قصي: جبير بن مالك.
أمه بحينة بنت الحارث بن عبد المطلب.
حليف لهم من الأزد.

ومن بني أسد بن عبد العزى: السائب بن العوام بن خويلد أخو الزبير.
ومن بني عبد الدار: يزيد بن أوس، حليف لهم.
قال ابن إسحاق في غير حديث أبي معشر: ومن بني زهرة بن كلاب قال ابن إسحاق: حي بن جارية، وقال أبو معشر: يعلى بن جارية الثقفي حليف لهم.
قال أبو معشر: وحبيب بن أسيد بن جارية أخو أبي بصير عتبة بن أسيد.
ومن بني مخزوم بن يقظة: الوليد بن عبد شمس بن المغيرة.
قال ابن إسحاق: وحكيم بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ.
وقال أبو معشر: حزن بن أبي وهب جد سعيد بن المسيب.
وحكيم بن أبي وهب.
قالا: ومن بني عدي بن كعب: زيد بن الخطاب بن نفيل، وعبد الله بن عمرو بن مجرة، قال أبو معشر: وهم أهل بيت من اليمن تبناهم مجرة بن عبد الله ابن قرط ابن رزاح.
وعامر بن البكير من بني ليث، بدري.
ومن بني سهم بن عمرو: أبو قيس بن الحارث بن قيس من مهاجرة الحبشة.

قال ابن إسحاق: وعبد الله بن الحارث بن قيس.
ومن بني عامر بن لؤي: عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس، بدري.
وعبد الله بن سهيل بن عمرو بد ري.
قال ابن إسحاق: والسليط بن السليط بن عمرو، وعمرو بن أبي أويس بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن حذيفة بن نصر بن مالك بن حسل، ومن بني منقذ بن عمرو بن معاوية: أبو علي بن عبد الله بن الحارث بن رحضة قال أبو معشر: سليط لم يقتل.
فجميع ذلك أربعة وعشرون رجلا منهم تسعة من أهل بدر.
واستشهد من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل من الأوس: عباد بن بشر ابن وقش، بدري ، وعبد الله بن عتيك، ورافع بن سهل، حليف.
وحاجب ابن يزيد، حليف، وسهيل بن عدي.
قال ابن إسحاق: هما من أهل راتج من أزد شنؤة، ومالك بن أوس، وعمير بن أوس.
ومن بني جحجبا: طلحة بن عتبة، ورباح مولى الحارث بن مالك.
ومن بني أنيف: أبو عقيل، بدري.
ومن بني العجلان: معن بن عدي بن جد بن عجلان.

قال ابن إسحاق: وجرول بن العباس بن عامر بن ثابت.
وقال أبو معشر: عامر بن ثابت.
ومن الخزرج ثم من بني الحارث بن الخزرج: ثابت بن قيس بن شماس.
وبشر بن عبد الله.
وكليب بن بشر بن تميم، حليف لهم.
ومن بني الحبلى: عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول، بدري.
وعبد الله ابن عتبان حليف بني أسد.
ومن بني سالم بن عوف: ثابت بن هزال، واياس بن ودقة، بدريان.
ومن بني ساعدة: أسعد بن يربوع، وسعد بن جارية بن لوذان بن عبد ود ابن زيد، وأبو دجانة سماك بن خرشة، وسعد بن حماز حليف.
ومن بني سلمة ثم من بني حرام: عقبة بن عامر بن نابي، بدري.
قال أبو معشر: ومخاشن بن حمير، حليف.
ومن بني غنم بن كعب: ضمرة بن عياض وهو ابن عم عبد الله بن أنيس.
ومن بني مازن بن النجار: أبو حبة بن غزية بن عمرو.
قال ابن إسحاق: وحبيب بن زيد.
ومن بني عمرو بن مبذول: حبيب بن عمرو بن محصن، قتل في الطريق وهو ذاهب.
ومن بني مالك بن النجار: عمارة بن حزم بن زيد، بدري.
ويزيد بن ثابت بن الضحاك أخو زيد رمي بسهم فمات في الطريق.
وثابت بن خالد بن عمرو بن خنسا، وفروة بن النعمان بن إساف.
ومن بني زريق: عائذ بن ماعص.
جميع من استشهد من الأنصار أربعة وثلاثون رجلا.
فجميع ذلك من المهاجرين والأنصار ثمانية وخمسون رجلا.

قال أبو عبيدة: عن حماد عن علي بن زيد عن الحسن: أن الحكم شد الجارود وثاقا.
قال علي: فحدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: وبعث أبو بكر العلاء الحضرمي إلى البحرين وكانوا ارتدوا إلا نفر أ ثبتوا مع الجارود فالتقوا بجواثا فهزمهم الله وقتل منهم مقتلة.

حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: حاصرهم العلاء بجواثا حتى كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد، فسمعوا أصواتا كثيرة شديدة، فقال عبد الله بن جندب: دعوني أهبط من الحصن فأتيكم بالخبر، فنزل من الحصن فأخذوه فقالوا: من أنت ؟ فانتسب وجعل ينادي يا أبجراه، فعرفه أبجر فمن فرجع إلى أصحابه فأخبرهم أن القوم سكارى، فبيتهم العلاء فيمن معه فقتلوهم قتلا شديدا.

وبعث أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إلى عمان، وبعث أبو بكر المهاجر بن أبي أمية المخزومي وزياد بن لبيد الأنصاري إلى أهل النجير وكانوا ارتدوا وفيهم الأشعث بن قيس الكندي، فحصروهم فسألهم الأشعث الأمن على نفسه وولده وماله على أن يفتح لهم.
ففعلوا، وفتح لهم، فقتلوا من كان في الحصن، وبعثوا بالأشعث إلى أبي بكر، فمن عليه وحقن دمه.
قال ابن إسحاق: فانتقضت على زياد بن لبيد طائفة من كندة مع جارية بن سراقة.
قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن زياد بن لبيد بيتهم فقتلوا ملوكا أربعة: جمرا.
ومحوصا، ومشرحا، وأبضعة.
وفيها قتل العنسي الأسود الكذاب.

أبو الحسن عن يعقوب بن داود الثقفي فقال: سئل أشياخنا بصنعاء عن مقتل العنسي فقالوا: كنا نسمع آباءنا يذ كرون أن داذويه وقيسا وفيروز دخلوا عليه بيته فحطم فيروز عنقه وقتله.
ويقال: قتله قيس بن مكشوح.
أبو الحسن عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري قال: دخل عليه فيروز وداذويه وقيس.
وفيها توفي عبد الله بن أبي بكر الصديق، انتقض به السهم الذي رمي به يوم الطائف فمات منه.
وأقام الحج عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية.
ويقال عبد الرحمن ابن عوف، ويقال عمر بن الخطاب.
بكر عن ابن إسحاق، ووهب بن جرير عن أبيه عن ابن إسحاق قال: حدثني نافع أن عمر بن الخطاب أقام الحج سنة إحدى عشرة، وابتاع أسلم مولاه من ناس من الأشعريين.
وكيع بن الجراح قال: نا الأعمش عن أبي وائل في حديث ذكره، أن أبا بكر بعث عمر فأقام للناس الحج.
وفيها مات سعد بن عبادة الأنصاري، ويقال مات سنة خمس عشرة.