صفر 4 هـ
تموز 625 م
سرية

وفي صَفَر أرسل عليه الصلاة والسلام عشرة رجال عيوناً على قريش، …

مع رهط عَضَل والقَارَةِ، الذين جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون من يفقِّههم في الدين، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري، فخرجوا يسيرون الليل ويكمنون النهار حتى إذا كانوا بالرَّجيع غدر بهم أولئك الرهط، ودلُّوا عليهم هذيلاً قوم سفيان بن خالد الهذلي الذي كان قتله عبد الله بن أنيس، فنفروا إليهم فيما يقرب من مائتي رامٍ، واقتفوا آثارهم حتى قربوا منهم، فلما أحسَّ بهم رجال السرية لجؤوا إلى جبل هناك، فقال لهم الأعداء: انزلوا ولكم العهد ألاّ نقتلكم، فنزل إليهم ثلاثة اغتروا بعهدهم، وقاتلهم الباقون، ومعهم عاصم غير راضين بالنزول في ذمة مشرك. ولما رأى الثلاثة الذين سلَّموا عينَ الغدر امتنع أحدهم فقتلوه، وأما الاثنان فباعوهما بمكة ممّن كان له ثأر عند المسلمين، وهناك قُتِلا. وقد قال أحدهما وهو خُبيببن عدي حين أرادوا قتله:
وَلَسْتُ أُبالي حينَ أُقْتَلُ مُسْلِماً ** على أَيِّ جَنْبٍ كان في الله مَصْرَعي
وذلكَ في ذاتِ الإلهِ وَإِنْ يَشَأْ ** يُبَاركْ على أَوصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ